ادب

قصة توضح ضغوط العمل

قصة عن ضغوط العمل

– كان سامر طفلا صغيرا لم يتجاوز عمر السبع سنوات، وكان يسأل دائما عن والده الذي كان يقضي معظم وقته في العمل لتلبية احتياجات الأسرة. ويعمل والد سامر ياسر كمدرس لمادة اللغة العربية في المدرسة، وعند الانتهاء من عمله يخرج ليدرس مادة اللغة العربية في أكثر من معهد للغات لتلبية احتياجات أسرته المؤلفة من خمسة أشخاص، ياسر ومحمد يدرسان في كلية الطب البشري ونائلة كانت أكبر من سامر بثلاث سنوات فقط وكانت طالبة في الصف الرابع الابتدائي، وسلوى والدة سامر كانت تعمل كموظفة في مجال الإسكان وتقوم بإعطاء دروس خصوصية في المنزل لمساعدة ياسر على التعرف على ضغوط العمل وكيفية التعامل معها. كان ياسر يستيقظ في الصباح ويخرج للعمل ولم يعود حتى ساعات متأخرة من الليل، وهذا جعل سامر يتساءل كثيرا عن والده. وكلما سأل سامر والدته عن والده، كانت الإجابة هي “ضغوط العمل

لم تخلو بال سامر من هذه الكلمة أبدًا، حيث كانت والدة سامر تحاول شرح معناها له بشكل دائم، ولكنه لم يفهمها أبدًا.

عندما كان سامر في السرير وهو يفكر في معنى كلمة “ضغوط العمل” لمعرفة سبب اختفاء والده، لم يتمكن من فهمها تمامًا. وفي اليوم التالي عندما ذهب إلى المدرسة وسأل المعلمة عن معنى هذه الكلمة، استغربت المعلمة من سؤال سامر الذي لا يتناسب مع عمره وعلى الرغم من ذلك أجابته ولم يفهم سامر معناها تمامًا.

عندما عاد سامر إلى المنزل، طلب من أخيه الكبير محمد أن يشرح له معنى ضغوط العمل. فأخذ محمد هاتفه النقال وبحث عن معنى ضغوط العمل على جوجل، ثم بدأ يقرأ لسامر وهو يقول:

ضغوط العمل: هذا نوع من التفاعلات التي تحدث بين بيئة العمل والأفراد، وتؤثر على الحالة النفسية للفرد الذي يتعرض لهذا الضغط، مثل القلق والتوتر، وتعرف ضغوط العمل بأنها التوترات والضغوط الناتجة عن البيئة التنظيمية (الوظيفة أو العمل) لفرد أو مجموعة من العاملين أو اجتماعيا أو وظيفيا. ويعرف ضغوط العمل أيضا بأنها مجموعة من التجارب التي تؤثر على أفراد منظمة العمل بسبب عوامل شخصية أو بيئية مرتبطة بالعمل الذي يتم في هذه المنشأة، وتؤدي إلى آثار جسدية أو سلوكية أو نفسية أو اجتماعية سلبية على أفراد المنشأة. ويشرح لهذا الفرد بعض الأمور المتعلقة بضغوط العمل ليوضح له ما هي ضغوط العمل، وتشمل ضغوط العمل العديد من الأمور

أنواع ضغوط العمل

يتنوع أنماط الضغوط العملية، وتتميز كل نمط بسمات خاصة به بشكل فردي، وهذه هي الأنماط الأكثر شيوعا للضغوط العملية التي تخضع لعدة معايير:

  • ضغوط العمل الضّرورية المفيدة: ليست كل ضغوط العمل تأتي من منظمة العمل التي يعمل بها الفرد، وليست كلها ضارة، بل بعض الضغوط تأتي من اختيار الفرد نفسه لتلبية احتياجاته العائلية والحصول على حياة كريمة، ويمكن أن تكون هذه الضغوط بمثابة حوافز. كيف يمكن تحويل ضغوط العمل إلى محفزات؟ يمكن أن يكون ضغط العمل هو نتيجة زيادة إنتاجية الشركة، ويمكن أن تكون هذه الضغوط بمثابة حوافز مالية لتلبية جميع متطلبات العمل.
  • ضغوط العمل الضارّة السلبية: هذا نوع من التوترات السلبية التي تحدث عندما يقوم مدير العمل بإصدار أوامر تتعارض مع روح العمل الجماعي، مما يجعل العمل يبدو شبحا أو كابوسا للفرد ويدفعه إلى الكسل في العمل بسبب الضغوط النفسية السلبية التي يتعرض لها. ويمكن أن ينشأ هذا الضغط النفسي من أي شخص سواء داخل أو خارج مكان العمل.
  • ضغوط العمل المتتالية: الإنسان يتأثر بالضغوط التي يواجهها في العمل ويمكن أن يكبتها منذ البداية، ومع مرور الوقت يمكن أن يتزايد الضغط عليه ويصل إلى حالة من الاكتئاب والصعوبات النفسية، وقد يفقد الفرد الإيمان بالمجتمع ويصبح غير مهتم بالعلاقات الاجتماعية وممكن أن يستمر في العمل لساعات طويلة دون مزاج للتواصل مع الآخرين، وتتلاشى هذه الضغوط مع الزمن.
  • ضغوط العمل الشاملة: الضغط الذي يؤثر على المنشأة ككل ويتابع لكل الموظفين يعكس الأثر السلبي على المنشأة ككل، ويعتبر هذا نوعا من أنواع المجازفة الخطيرة.
  • ضغوط العمل الفرعية: هذا النوع من الضغط ليس مرتبطا بجميع الموظفين، بل بشخص واحد محدد في المنشأة، حيث تتعارض مصالحه وأهدافه وميوله مع مصالح وأهداف وميول المنشأة التي يعمل فيها. فمثلا، يمكن أن يعمل الشخص في شركة معينة ولكنه يفضل العمل في شركة أخرى، ولكن حاجته للعمل تجبره على الاستمرار في الشركة الأولى.
  • ضغوط العمل الشديدة: هي ضغوط تتصل ببيئة المنشأة وهي ضغوط تتصف بأنها طويلة الأمد مثل استراتيجية الشركة مثل الاستمرار والتوسع والنمو.
  • ضغوط العمل الهادئة نسبياً والهادئة: تشمل الضغوط المتعلقة بسياسات المنشأة زيادة سيطرتها على العمل، وتسبب العديد من التأثيرات التي تؤثر على الموظفين لفترة قصيرة حتى يتعودون على روتين العمل في المنشأة.
  • ضغوط هادئة: تتعلق هذه الضغوط بالأوضاع التي تحدث يوميا في الشركة، مما يجعلها روتينية مثل علاقة المدير بالموظفين وعلاقة الزملاء في العمل. يمكن التخلص من هذه الضغوط عن طريق إيجاد متعة في العمل أو تحويل العمل إلى شيء منطقي.

عوامل ظهور ضغوط العمل

تؤثر عوامل عديدة على ضغوط العمل، وتشمل العوامل الأساسية التي تتعلق بالبيئة والفرد والتنظيم، وتنقسم هذه العوامل عادة كالتالي:

العوامل البيئيّة: هذه العوامل تؤثر على حالة موظفي المنشأة النفسية وتشمل ما يلي:

  • الحالة الاقتصاديّة الغير مستقرة: يمكن أن تتأثر بيئة العمل بزيادة كبيرة في الإنتاج والركود والتضخم، مما يؤثر على المؤسسة وجميع العاملين فيها، وقد يؤدي هذا الوضع الاقتصادي إلى ارتفاع أسعار السلع بشكل عام، وخاصة أسعار المواد التموينية. قد يتسبب ذلك في اختفاء بعض السلع من السوق، مما يؤثر على دخل الفرد ويزيد من قلقه وتوتره بشأن وضعه المالي.
  • التطور التكنولوجي المتسارِع: تتمثل في متطلبات سوق العمل التكنولوجية التطورية مثل تقنية الحاسوب، والتي تتطلب مهارات والتزام، وبعض الأفراد ليسوا ماهرين بما يكفي، مما يؤثر عليهم بالضغوط سواء كانت نفسية أو مهنية بسبب عدم قدرتهم على مواكبة هذه التقنية.
  • التغييرات الاجتماعية: تتعلق هذه الظواهر بالمجتمع وتشمل العادات والتقاليد التي تنشأ في المجتمعات المختلفة، وتؤدي إلى زيادة الضغوط على الفرد.

العوامل التنظيميّة: تعتمد توزيع المهام في المنشأة على عدة عوامل مثل سياسات العمل والمناخ التنظيمي وحجم المنشأة والمصادر المتاحة لتلبية متطلبات العمل

  • نوعيّة العلاقات في بيئة العمل: هو التفاعل الذي يحدث بين الموظفين في مكان العمل، ويساهم هذا التفاعل في تلبية احتياجاتهم الاجتماعية، وعندما تكون العلاقات سيئة بينهم، فإنها تؤدي إلى زيادة الضغوط في العمل، مما يجعل الفرد يشعر بالحزن والعزلة.
  • الهيكل التنظيمي: يتمثل ضغط العمل في هيكل الشركة وسياساتها، وعند اتخاذ الشركة لقرارات مركزية، يحدث ضعف في اتصال المدير بالموظفين، مما يؤثر على إنتاجية الفرد ويسبب له ضغطا نفسيا.

العوامل الشخصيّة: إنها مصادر للضغوط الناتجة عن الفرد نفسه بدون الآخرين، وتنقسم إلى قسمين

  • الضغوط المُتعلّقة بظروف حياة الموظّف: وهي الظروف الخارجية التي تحيط بالفرد وتؤثر على نفسيته مثل الحاجة لعمل إضافي لتلبية احتياجات الأسرة.
  • الضّغوط الداخليّة الخاصّة بالموظّف: هي الظروف الداخلية للموظف، وقد تتعلق برؤيته المستقبلية وعدم وجود حوافز كافية، مثل طموحه في تحقيق هدف معين وقدرته على تجاوز التحديات التي تواجهه. عندما تجيب على سؤال كيف تجعل العمل ممتعا

لم يفهم سامر رغم كل محاولات محمد لتفهيمه قال له: يعمل أبونا بجد لتأمين احتياجاتك من الطعام والشراب والملابس ومستلزمات المدرسة.

في الوقت الذي فتح ياسر باب المنزل وهو يحمل العديد من الأغراض، فهم سامر ما أراد محمد إخباره به، وركض سامر ليحيي أباه ويقول: `فهمت

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى