قصة النبي الذي تمنى الموت
يظن عدد كبير من المسلمين أن تمني الموت من الأمور المحرمة، ولكنهم لم يدركوا قصة سيدنا يوسف عليه السلام وتمنيه الموت عندما كان يرغب في مخالطة الصالحين والتقرب منهم، ولذلك دعا الله سبحانه وتعالى وقال له: “توفني مسلما وألحقني بالصالحي.
قصة النبي الذي تمنى الموت
مر سيدنا يوسف عليه السلام بالكثير من المواقف المؤلمة، والتي تحملها فقط بسبب تقربه المستمر وحبه الشديد لله سبحانه وتعالى، وعلى الرغم من تواجد هذه المواقف الصعبة والمؤلمة في حياته منذ صغره إلا أن سيدنا يوسف عليه السلام كان يتعامل بحكمة وصبر شديد مع كل موقف منها، مما يدل على شخصية نبي الله يوسف بن يعقوب عليه السلام.
سيدنا يوسف بن يعقوب عليه السلام كان من الأشخاص الأكثر تحبا لوالده سيدنا يعقوب، وبسبب ذلك، بدأ أخوته بالغيرة الواضحة والظاهرة منه، وقرروا الانتقام منه وإيذائه بسبب هذه الغيرة الشديدة، لكي يحظوا بجزء من حب والدهم
وفي يوم من الأيام، ذهب سيدنا يوسف عليه السلام إلى أبيه وحكى له عن رؤية غريبة، حيث رأى أحد عشر كوكبًا ورأى الشمس والقمر أيضًا وهم ساجدين له، ولكن تخوف أبيه كثيرًا من هذه الرؤية وأصر على ضرورة إخفاءها، خاصة عن أخواته.
دبر اخوة سيدنا يوسف عليه السلام مكيدة كبيرة له حتى يتخلصوا منه بشكل نهائي، وأقنع هؤلاء الإخوة سيدنا يعقوب بأخذ يوسف معهم حتى يلعب ويمرح، وعلى الرغم من رفض سيدنا يعقوب في بداية الأمر إلا أنه وافق أمام هذا الإصرار الشديد، قام هؤلاء الإخوة بترك سيدنا يوسف في البئر وذهبوا إلى أبيهم وقالوا له أن الذئب قد أكل يوسف عليه السلام.
عبرت سيارة بجوار البئر وأخذت يوسف عليه السلام معهم. تم بيع يوسف عليه السلام من قبل أصحاب السيارة إلى عزيز مصر. ظهرت رحمة الله على يوسف عليه السلام عندما قال عزيز مصر لزوجته: “أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه والدا”. استقر يوسف عليه السلام مع عزيز مصر في قصره وحظي باحترام جميع الأشخاص المحيطين به.
ترعرع سيدنا يوسف عليه السلام في منزل عزيز مصر ولكن أعجبت به امرأة العزيز ولذلك حاولت أن توقعه في الفاحشة وارتكاب المعاصي التي لا يرضى عنها الله سبحانه وتعالى، وعلى الرغم من جمال امرأة العزيز إلا أن سيدنا يوسف تذكر على الفور خوفه الشديد من الله سبحانه وتعالى وتذكر أيضًا إكرام عزيز مصر له وأنه لا يستحق ذلك منه
تذمرت امرأة العزيز من يوسف عليه السلام لزوجها واتهمته بالتحرش بها، فغضب العزيز مصر وأمر بسجن يوسف عليه السلام عقابا على هذا الفعل السيء الذي لا يليق به.
علمت امرأة العزيز بأن النساء في المدينة يتحدثن عنها وأسلوبها في إغراء سيدنا يوسف عليه السلام، فقررت دعوة جميع النساء في المدينة لتناول الطعام ووضعت سكينة لكل واحدة منهن، ودعت امرأة العزيز سيدنا يوسف عليه السلام للخروج ومقابلة هذه النساء
لدى ظهور هذا الشاب الوسيم أمام هؤلاء النساء، لم يصدقن جماله، ولذلك قاموا بقطع أيديهن وتشويهها بسبب جماله الفائق، وأوضحت امرأة العزيز سبب اغراء هذا الشاب وظهوره أمامهن بكامل أناقته.
سيدنا يوسف عليه السلام التقى في السجن مع مجموعة كبيرة من البشر وقد قام بتفسير بعض أحلامهم الغريبة. واشتهر سيدنا يوسف عليه السلام داخل السجن بأمانته وصدقه وحكمته وحسن تصرفه في جميع المواقف، فضلا عن إيمانه الشديد ومحبته لله سبحانه وتعالى. وأولى سيدنا يوسف اهتماما بالدعاء طوال فترة تواجده في السجن، واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعائه وخرج فعلا من السجن وعين في أهم وأفضل المناصب في الدولة.
ذكر القرآن الكريم قصة سيدنا يوسف عليه السلام بشكل كامل، ولهذا سميت هذه السورة بأحسن القصص، واحتاج عزيز مصر إلى يوسف عليه السلام لتفسير رؤية لم يتمكن من تفسيرها ولم يتمكن الفقهاء والأشخاص الآخرين في المدينة من ذلك، وبمجرد أن نجح يوسف عليه السلام في تفسير الرؤية بشكل صحيح، طلب من عزيز مصر أن يكون مسؤولا عن خزانة مصر، ووافق عزيز مصر على ذلك بسبب حكمة يوسف عليه السلام ومعرفته الواسعة.
ظهرت براءة سيدنا يوسف عندما قامت امرأة العزيز بذكر الحقيقة الكاملة لعزيز مصر، وقالت له أن سيدنا يوسف بريء وأنها هي المُذنبة أي أنها قامت بإغرائه ولكن رفض ذلك الأمر خوفا من الله سبحانه وتعالى، ومن ثم علمت المدينة كلها ببراءة سيدنا يوسف عليه السلام من التهمة المنسوبة إليه.
التقى سيدنا يوسف عليه السلام بأخوته، وتحديدا بعد انتهاء سنوات الجدب، وطلب يوسف منهم أن يعودوا إلى أرضهم ويحضروا أخوهم بنيامين، وبالفعل حدث ذلك وعادوا إلى يوسف مرة أخرى، وعاد سيدنا يعقوب عليه السلام نظره إليه بعدما وضع قميص سيدنا يوسف عليه السلام على عينيه، استمرت إخوته يوسف عليه السلام ووالده يعقوب عليه السلام في الإقامة معه في مصر، وعادت الأمور بينهم جيدة مرة أخرى، وتخلصوا هؤلاء الإخوة من صفات الغيرة والحقد التي لا يرضيها الله سبحانه وتعالى بأي حال أو شكل.
صفات سيدنا يوسف عليه السلام
- يعتبر الحكم وحسن التصرف من أهم صفات النبي يوسف عليه السلام، وتجلى ذلك عندما تم تعيينه على خزائن مصر، وفي الكثير من المواقف الأخرى.
- تميز سيدنا يوسف عليه السلام بالصبر في مواجهة الصعاب وثقته الكبيرة في الله سبحانه وتعالى، حيث تم سجنه لفترة مؤقتة ولكنه كان يثق في رحمة الله وقدرته الفريدة على إخراجه من هذا الوضع الصعب الذي واجهه.