قصة المصممة الكويتية نجود بودي
نجود جاسم عبدالله بودي كانت مصممة أزياء وسيدة أعمال كويتية مشهورة، وتمكنت خلال فترة قصيرة من اكتساب شهرة واسعة في العالم العربي من خلال تصميم مجموعة رائعة من الأزياء والتصاميم الجذابة التي تم عرضها في مختلف بيوت الأزياء داخل وخارج الكويت. توفت نجود جاسم عبدالله بودي في عام 2010 بعد معاناتها مع مرض السرطان عن عمر يناهز 38 عاما.
من هي نجود عبدالله بودي ؟
نجود بودي من عوائل الكويت العريقة ” عائلة بودي “، هي نموذج للفتاة العملية أحبت التصاميم والأزياء منذ أن كانت صغيرة لذلك اتجهت لدراسة ما أحبت وتفوقت فيه فكانت نجود هي أول كويتية تحصل درجة البكالوريوس في الأزياء بالكلية الأميركية في لندن كما حصلت على جائزة الطالب المتميز لتصميم الأزياء في عام 1994.
كانت تلك انطلاقة شرارة النجاح غي حياة تلك الفنانة ذات الحس المرهف وفي عام 1995 كانت باكورة أعمالها ترى النور من خلال عرض أزياء على الطراز الأندلسي المستوحى من موسيقى أغنية إسبانية، بعدها قامت بافتتاح متجر خاص لها في لندن عرضت فيه مجموعة من أهم التصاميم الفريدة والرائعة والتي حازت على إقبال جماهيري كبير مما شجعها على المشاركة في عدة معارض في أوروبا والشرق الأوسط.
من نجاح إلى نجاح :
وصفت جميع محاولات نجود بالمحاولات الناجحة والمتألقة، إذ كانت تعلم تماما أن الأعمال الناجحة تتفوق وتبرز بين الآخرين، وبالتالي، بذلت قصارى جهدها لتحقيق ذلك. وقد حققت نجود حلمها بامتلاك دار أزياء خاصة بها ومتجر لعرض التصاميم والأزياء، وأيضا افتتحت محلا خاصا بها لبيع الورود والأزهار في مجمع الفنار بالسالمية. سمت المحل بـ `FLOWER STORRY`، وهناك أطلقت خيالها لابتكار فكرة جديدة ومبتكرة احتضنتها السيدات في الكويت جميعا. وتلك الفكرة تتمثل في تزيين الأدوات الكهربائية بالورود والأزهار، ووصفها الجميع بأنها مبتكرة وتحمل ذوقا رفيعا.
بعد ذلك ، اتجهت هذه الفنانة للعمل في مجال التصميم ، ولكن من خلال تصميم الحلويات والكب كيك ، وافتتحت متجرًا خاصًا في مجمع الفنار تحت اسم “جوجوز كب كيك” ، حيث تقدم مجموعة متنوعة من الكب كيك بأشكال وتصاميم مختلفة.
تعتبر نجود بودي فكرة العطر فكرة مكملة للملابس، وتقوم معظم دور الأزياء العالمية بإنتاج عطور تتلاءم مع تصاميمها وأزيائها الخاصة، وقدمت عطرا يسمى “جود” للأسواق، واستوحت مكوناته من عطر استخدمته جدتها الذي كانت تمزج فيه الروائح العطرية المتعارف عليها آنذاك، وعند تحليله في فرنسا وجدت أنه يتكون من الجوري والياسمين والمسك، واستخدمت هذه المكونات كأساس وأضافت إليها الفواكه والزهور لتقديم عطر “جود” الذي حظي بإقبال واسع واستحسان كبير.
نجود بودي بالمملكة :
اكتشفت نجود بودي أن المملكة تستضيف العديد من المواهب الشابة وأنها سوق استثمار ناجح. قررت عرض تصاميمها وأفكارها في هذا السوق، ولقد لاقت استحسانا كبيرا من النساء السعوديات أكثر مما كانت تتوقع. حتى أن نجود اعتبرت أن النساء السعوديات هن الأكثر جرأة في التجديد بالمقارنة مع النساء الخليجيات اللواتي يسعين وراء العلامات العالمية الشهيرة. لذلك، كانت المملكة هي السوق العربية والخليجية الأكبر بالنسبة لها.
واحدة من أهم تصميماتها التي عرضتها في مدينة الرياض كانت مجموعة «جبال الهملايا»، والتي اعتمدت الكشمير الفاخر في طراز يشبه الطرازين الأفغاني والكمبودي، وتميزت بالتطريز اليدوي الدقيق الذي استغرق وضعه وقتا طويلا على كل قطعة. شاركت المجموعة في عرض مشترك مع مصممة المجوهرات مي الجداوي، وحققت نجاحا كبيرا وإقبالا مميزا.
صراع مع المرض :
علمت نجود بودي أنها مصابة بمرض السرطان وذلك أثناء الكشف الطبي في إحدى العيادات بلندن، فسعت لإجراء التحاليل والفحوصات إلا أنها لم تستطع مقاومة المرض كثيرًا حيث داهمها بشراسة وبقوة، ودعت على أثرها تلك الشابة الجميلة الحياة في إحدى مستشفيات لندن عن عمر يناهز 38 عام، مخلفة وراءها رحمها الله حب كبير ومسيرة معطاءة.