منوعات

قصة الفأر الذي هدم سد مأرب

قالوا قديما : (خرب علينا حصن بلقيس هدهد،وفارا دعيبي فرى سد مأرب) ، سد مأرب أقد سد في التاريخ ، بني في مملكة سبأ أرض الجنتين ولكن ماهي قصته؟ وما علاقة الفئران بهدمه وخرابه ؟، قصة سنتعرف عليها في السطورة القادمة .

سد مأرب

كان يعرف سابقًا باسم وادي سبأ أو سد العرم، وهو سد مائي يتم استخدامه لتخزين المياه وتوفيرها للمناطق الزراعية، ويتم استصلاح أكثر من 4000 فدان بري، وتم بناؤه على وادي Adhanah في وادي ضانا في بالق هيلز باليمن .

يعود بناؤه إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وقد تم بناؤه على شكل هرم، ويبلغ طوله حوالي 550 مترًا، ويحتوي على بنية تحتية عالية مصنوعة من الحجارة

في القرن الخامس قبل الميلاد، حاول حكام سبأ إصلاح السد، ولكنهم لم ينجحوا. وفي القرن السابع، تعرض السد لهزة أرضية قوية أدت إلى سقوطه وتدميره بشكل نهائي .

– وقد ذكرت القصة في القرآن ، قال تعالى في سورة سبأ (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ) صدق الله العظيم .
مملكة سبأ
قامت مملكة سبأ في اليمن ،وظهرت في بداية القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وكانت تعتبر من أقوى الإتحادات القبلية أنذاك، فقد تمكنت سبأ من تكوين نظام سياسي يضم عدداً من الممالك وهي: (مملكة قتبان، و مملكة حضرموت، ومملكة معين، وكافة القبائل التابعة لتلك الممالك)، وقد أسسوا عدداً كبيراً من المستعمرات بالقرب من العراق وفلسطين.

أنعم الله على قوم سبأ بجميع أنواع الخيرات ووصفهم بأنهم يعيشون في بلدة طيبة، وأنعم عليهم بالأمان والاطمئنان والرخاء ووفرة المال والطعام والمطر، وتاب الله عليهم من كفرهم القديم وأمرهم بأن يشكروه ويؤمنوا به، ولكنهم ردوا دعوة الله بالاستكبار، وبالتالي استحقوا عذاب الله عليهم، حيث فقدوا نعمهم في لحظة واحدة وبسبب الفأر .

قصة الفأر الذي هدم سد مأرب
يحكى أن الفئران هي من تسببت في هدم سد مأرب القديم ، وأن الله تعالى سلط عليه الفئران لتحول أرض الجنتين إلى صحراء جرداء، مما أدى ذلك إلى توزع سكان مملكة سبأ إلى بلاد الشام ،وتحولت أرض النعيم إلى أرض الشقاء لسكانها هيا بنا نعرف هذه القصة .

– كان يحكم أرض سبأ ملك يدعى عمرو بن عامر في هذه الفترة وكانت تتمتع سبأ بالنعيم والرخاء ، إلى أن حلمت إبنه الوزير بعدد كبير من الفئران فى المدينة ينهشون خيرها ، عندما سألوا العرافين أخبروهم أن هناك خطر كبير على المدينة من الفئران .

– اقترح بعض الناس تربية القطط للتخلص من الفئران، واقترح البعض الآخر تحفيز الناس على قتل الفئران بإعطاء الجوائز لمن يقتل المزيد من الفئران، حتى اختفت الفئران من المدينة .

رأت زوجة الملك طريفة الخبر رؤيا غريبة أزعجتها، وقالت للملك إنها رأت غيومًا تبرق وترعد ثم تسببت في صواعق كبيرة وأحرقت كل شيء، وفي رؤيتها كان هناك خراب للبلاد وتفشي للفئران التي اجتاحت البلاد وأفسدتها.

انزعج الملك بعد رؤية زوجته في الحلم، وذهب إلى سد مأرب، ووجد الفئران تنهش في السد وتأكله حتى يحركون الحجارة الثقيلة التي لا يستطيع الرجال الأقوياء رفعها، وعرف من ذلك أن نهاية المملكة قد اقتربت .

– قرر الملك اللجوء إلى حيلة للهروب بأهله وأموله قبل أن يهد السد ، حيث جمع أهل المدينة وبالأنفاق مع ابنه جعله يضربه ويشتمه إلى أن قال الملك أنه سيبع ممتلكاته ويرحل عن هذه الأرض بعد أن أهانه إبنه، وبالفعل بدأ أهل المدينة في شراء ممتلكات الملك إلى أن انتشر خبر أن الفئران تنهش السد .

أهلك الفئران السد إلى أن تهدم، وأغرقت الدينة بسيل العرم، وعادت سبأ بعد هذا السيل إلى صحراء كما كانت بعد. وذلك جزاء عدم شكر أهل سبأ لنعم الله عليهم. وهكذا نرى قدرة الله على تحويل النعم إلى نقم، وقلب المنح إلى محن. فقد قال تعالى: `فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ۖ ذٰلك جزيناهم به بما كفروا ۖ وهل نجازي إلا الكفور` صدق الله العظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى