ادب

قصة الطفل الفاشل الذي أصبح الطبيب الناجح ..”ثيودور ستيوارد”

قصة الطفل تيدي ستيودارد ومعلمته تومسون 

تدور هذه القصة حول صبي صغير يدعى تيدي ومعلمته جين تومسون التي كان لها تأثير كبير على حياته. وفي اليوم الأول من المدرسة في الخريف، وبعد أن وقفت جين تومسون أمام صفها الخامس ونظرت إلى تلاميذها، أخبرت الأطفال بأنها تحبهم جميعا على قدم المساواة كما يفعل معظم المعلمين، ولكن ذلك كان مستحيلا. لأن في الصف الأمامي كان هناك صبي صغير يدعى تيدي ستيودارد كان مختلفا عن باقي التلاميذ، وكانت الآنسة تومسون قد شاهدت تيدي في العام السابق ولاحظت أنه لا يلعب بشكل جيد مع الأطفال الآخرين، وأن ملابسه كانت غير مرتبة، وأنه يحتاج إلى الاستحمام بشكل متكرر، وكان تيدي غير سعيد، وتيدي كان صبي صغيرا متجهما، ولم يكن أي شخص آخر يستمتع به كما يحدث مع الأطفال الآخرين

كيف اكتشفت المعلمة تومسون حالة الطفل تيدي

في المدرسة التي درست فيها السيدة تومسون، طُلب منها مراجعة سجلات كل طفل ومتابعة حالتهم، وعندما فتحت ملف تيدي، كانت المفاجأة الكبرى

  • في الصف الأول كتب المعلم عن تيدي :

تيدي هو طفل ذو ضحكة جميلة، يؤدي عمله بدقة ولديه أخلاق حميدة، وينشر الفرح بين من حوله.

  • وكتب عنه معلمه في الصف الثاني:

تيدي” هو طالب ممتاز ومحبوب من زملائه، لكنه يشعر بالإزعاج بسبب مرض والدته العضال والصراع الموجود في المنزل

  • وكتب عنه معلمه في الصف الثالث:

يواصل تيدي العمل بجدية، ولكن وفاة والدته كانت صعبة عليه، وهو يحاول بذل قصارى جهده، لكن والده لا يظهر اهتمامًا كبيرًا، وستؤثر حياته الشخصية عليه قريبًا إذا لم يتم اتخاذ بعض الخطوات.

  • كتب مدرس تيدي في الصف الرابع:

تيدي ليس لديه الكثير من الرغبة في الدراسة، ولا يمتلك الكثير من الأصدقاء، وينام أحيانا في الصف، ويلحق التأخر في مستواه، ويمكن أن يصبح هذا مشكلة

  • أدركت الآنسة تومسون سبب بدء المشكلة وكيف وصل تيدي إلى هذه الحالة.

عيد ميلاد المعلمه تومسون

بعد قراءة المعلمة تومسون سجلات الطالب تيدي، اضطرت فجأة إلى التركيز على تيدي ستيودارد، الذي كان عيد ميلاده قد حل في ذلك الوقت، وكانت مشغولة بالمسرحية المدرسية وكل ما يمكنها فعله قبل العطلة. وفي اليوم السابق للعطلة، قدم الأطفال هداياهم للمعلمة، وكانت جميعها ملفوفة بشريط جميل وورق لامع، باستثناء هدية تيدي، التي كانت ملفوفة في ورق بني ثقيل من كيس بقالة. شعرت السيدة تومسون بالحزن والألم، وفتحت هدية تيدي في منتصف الهدايا الأخرى. وبعدما عثرت على سوار من حجر الراين وبعض الأحجار المفقودة، وزجاجة ربعها مليئة بالكولونيا، بدأ بعض الأطفال يضحكون

في هذه اللحظة، ضحكت تومسون من ضحكة الأطفال عندما وصفت السوار بأنه جميل، ووضعته في يدها، ورشت بعض العطور خلف المعصم الآخر. بقي تيدي ستيودارد في المدرسة بعد الدوام لفترة كافية حتى قال: `سيدة تومسون، اليوم أشم رائحتك كما اعتدت أمي`. بعد خروج الأطفال، بكت المعلمة تومسون لمدة ساعة على الأقل. في ذلك اليوم، توقفت عن تدريس القراءة والكتابة والمحادثة، وبدأت بمناقشة وتعليم الأطفال بدلا من ذلك

اهتمام المعلمة تومسون بالطفل تيدي

أوليت جين تومسون اهتماما خاصا بشخص أطلق عليه جميعا اسم “تيدي”. وأثناء عملها معه، بدأ عقله ينبض بالحياة، وكلما شجعته أكثر، زاد رد فعله سرعة، وفي الأيام الحرجة، كانت السيدة تومسون تتذكر هذا العطر. وبحلول نهاية العام، أصبح واحدا من أذكى الأطفال في الصف، وأصبح أيضا صديقا للمعلمة التي تعهدت ذات مرة بحب جميع أطفالها. وبعد مرور عام، وجدت مذكرة تحت بابها من تيدي، يخبرها فيها أنها كانت المعلمة المفضلة لديه بين جميع المعلمين الذين كانوا في المدرسة الابتدائية. ومرت ست سنوات قبل أن تتلقى مذكرة أخرى من تيدي، يخبرها فيها بأنه أنهى دراسته الثانوية وحصل على المرتبة الثالثة في فصله، وأنها معلمته المفضلة على الإطلاق

كيف أصبح تيدي الطبيب الناجح ثيودور ستيوارد

بعد مضي أربع سنوات من ذلك الحين، تلقت رسالة أخرى تفيد بأنه رغم الصعوبات التي واجهها في بعض الأحيان، إلا أنه استمر في الدراسة وتخرج من كلية الطب بأعلى الشرفات، وأكد للسيدة تومسون أن المدرسة لا تزال المفضلة لديه. ثم مرت أربع سنوات أخرى ووصلت رسالة جديدة، حيث ذكر أنه قرر الاستمرار في الدراسة وحصل على درجة البكالوريوس، وأصبح طبيبا مشهورا، وأكدت الرسالة أنه لا يزال يحترم معلمته السابقة، لكن اسمه أصبح أطول الآن، ووقع الخطاب باسم ثيودور ف. ستيودارد، دكتور في الطب

زواج الطبيب ثيودور ستيوارد

الحكاية لا تنتهي عند هذا النقطة، وفي ذلك الوقت كان هناك رسالة أخرى، قال فيها ثيودور إنه التقى بفتاة وكان على وشك الزواج، وأوضح أن والده توفي قبل عامين وكان يتساءل إذا كانت السيدة تومسون قد وافقت على الجلوس في مقعد أم العريس المخصص، ووافقت السيدة تومسون وذهبت إلى حفل الزفاف مع ثيودور، وكانت ترتدي تلك السوار الذي فقدت عدة حجارة الراين، وتفوح رائحة كولونيا والدة تيدي مثل الطريقة التي ذكرها تيدي أنه شم رائحة والدته في عيد ميلاد السيدة تومسون، وعانق كلاهما الآخر

وهمس دكتور ستيودارد في أذن المعلمة تومسون: شكرا لك يا سيدة تومسون على إيمانك بي، أشكرك جزيل الشكر على مساعدتك واهتمامك بي، فقد أحدثت فرقا كبيرا في حياتي”، قالت السيدة تومسون وعيناها تملأهما الدموع، وهمست وقالت: “تيدي، لديك كل شيء مخطئ، لقد علمتني أنني أستطيع أن أحدث فرقا، لم أكن أعرف كيف أدرس حتى التقيت بك!”، وتعلمنا من هذه القصة أنه لا يمكنك أبدا أن تعرف نوع التأثير الذي قد تخلفه على حياة شخص آخر من خلال أفعالك أو قلة عملك، لذا احتفظ بهذه الحقيقة في ذهنك خلال مشروعك في الحياة، وحاول فقط أن تحدث فرقا في حياة شخص آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى