الام والطفلقصص اطفال

قصة الصياد والعصفورة الماكرة

كان هناك رجل صياد مر بالغابة وأحس بالجوع، فقرر أن يصطاد صيدا ليملأ بطنه ويروي جوعه. ظل يترصد للطيور هنا وهناك حتى استطاع صيد قنبرة، وهي نوع من أنواع العصافير. عندما صارت القنبرة في يده، علم أنه حصل على صيد ثمين وربما يكون غداؤها هو وإحدى أخواتها. عندما هم بصيد الثانية، قالت له: ماذا تريد أن تفعل بي؟ فأجاب الصياد: سأذبحك وأكلك لأنك وجبة لذيذة سهلة الهضم. فردت القنبرة: يا مسكين، أحزنتني على ما أصابك وخيبتك في فأنا لا أشفى من قرم ولا أشبع من جوع، ولكن لدي ما هو أفضل من أكلي.

القنبرة تقايض الصياد :
سكت الصياد قليلًا ثم قال لها: أعطني ما لديك، وشرطي هو أنه إذا لم يعجبني كلامك، فسأذبحك فورا.” قالت له: “اتفقنا، سأعلمك ثلاثة خصال خير لك من أكلي. الأولى: سأعلمك إياها وأنا في يدك. الثانية: سأعلمك إياها وأنا على الشجرة. والثالثة: لن أقولها أبدا إلا وأنا على الجبل.” فكر الصياد قليلا في هذا العرض الذي قدمته القنبرة، ثم قال في نفسه: “ربما ترشدني إلى أفضل شيء يمكنني فعله من أجل الاستفادة. منذ متى سمعنا أن العصافير تكذب.

ثلاث خصال فيها النجاة :
فقال لها: الأولى قالت له: لا تندم على ما فاتك أو تحزن على ما ضيعت. قال لها: والثانية؟ ثم أطلقها وتركها تطير بعيدا. عندما وصلت إلى الشجرة، قال لها: الثانية، فأجابته: لا تصدق ما لا يمكن أن يحدث. ثم سكت للحظة ولم يفهم ما المقصود بالخصلتين. نظر إليها وهي تحلق في الهواء. عندما وصلت إلى الجبل، قالت له: يا واهن! لو قتلتني، لخرجت من حوصلتي دراتين في كل درة عشرون مثقالا.

فازت عين الصياد بالبرق لتفرحه وأخذ يلهو ويطرب. قال لها وهو يعض شفتيه ويترقب: قدمي لي الثالثة، يا مخادعة. قالت القنبرة وهي تضحك: أنت نسيت اثنتين، فكيف يمكنني أن أخبرك عن الثالثة؟ ألم تكن قد نصحتك بعدم التشوق لما فاتك وعدم التصديق بما ليس له وجود؟ وأنا بريشتي ولحمي لا أتعدى أبدا العشرين مثقالا، أيها الغبي. وتركها وطارت.

المستفاد من القصة :
خدعت العصفورة الصغيرة ذلك الصياد الماهر الذي يفوق حجمها أضعافًا مضاعفة فقط عندما استخدمت عقلها واستطاعت بالعقل أن تلقنه درسًا لن ينساه طوال حياته وذلك  من خلال خصلتان أولهم بأن لا يحزن على ما فاته وما ضيعه، فما مضى قد مضى والمستقبل أمامك حتى تصلح ما أفسدته بالأمس، وأن لا تصدق بما لا يكون أن يكون أي لا تنجرف وراء الشائعات والأقاويل حتى تتأكد أنها حقائق، ولوكان الصياد استمع لهذه النصائح وعقلها لما طارت منه القنبرة وأصبح خاوي البطن جوعان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى