قصة البطة المغرورة
عادة، يحب الأطفال التحدث وإحداث الكثير من الضوضاء. إنه سلوك طبيعي جدا. وتعتبر قراءة القصص من الأمور المهمة التي تساعد الأطفال على تنمية مهارات الاستماع والتواصل مع الآخرين. يعود الأطفال إلى الاستماع إلى العديد من القصص منذ صغرهم، وتعد مرحلة الطفولة هي المرحلة التي يتم فيها غرس العديد من القيم والمفاهيم. واليوم سنتعرف على إحدى تلك القصص الرائعة التي يجب أن تحكيها لأطفالكم، وهي قصة البطة المغرورة.
المهارات التي تعطيها القراءة للأطفال
1_ مهارة الاستماع
يتعلم الإنسان مهارة الاستماع مع الوقت، وتشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال هم الأفضل في استيعاب عدد كبير من الأشياء والكلمات، والتي يمكن استخدامها طوال العمر، خاصة في مرحلة الطفولة، ولذلك ينصح خبراء التربية الآباء والأمهات بالاهتمام بالقراءة، وخاصة قصص الأطفال الشيقة، ويقول الخبراء إن حتى الأطفال الرضع يستمتعون بتلك القصص، وهي واحدة من الأشياء الهامة التي تعزز مهارة الاستماع بشكل تلقائي.
2_ تحسين مهارة التواصل
عادة ما يحب الأطفال تنمية مهارة التواصل لديهم، حيث يلاحظون تصرفات الآباء والأمهات والشخصيات المحيطة بهم. عند سماعهم لقصص الأطفال، يحاول الأطفال تقليد تلك الشخصيات الموجودة في القصص والكتب التي يقرأها لهم الوالدان. والتواصل يعتبر من الأشياء التي يكتسبها الأطفال أثناء تفاعلهم مع آبائهم، وتتزايد تلك العلاقة مع زيادة الترابط بينهم، وترتبط تلك العلاقة تدريجيا بزيادة القراءة. لذلك، يعد الوقت الذي تقضيه في قراءة لأطفالك فرصة هامة تمنحك الكثير من الوقت المميز الذي تقضيه مع طفلك، وهو وقت يحفر الذكريات الرائعة في ذاكرتهم. سيتذكر الطفل هذه الأحداث والجلسات الرائعة مع أسرته عندما يكبر.
3_ زيادة التركيز والانضباط
القراءة هي واحدة من الأشياء الأساسية التي تساعد الأطفال على تنمية العديد من الصفات الحسنة، وتعتبر من أفضل الوسائل للتركيز. عند القراءة، يتحسن الاستيعاب لدى الأطفال بشكل كبير، وتنمي مهارات الانتباه والاستيعاب، كما أنها تقوي الذاكرة وتزيد من سرعة الحفظ. وتحتوي القراءة على العديد من الفوائد التي يمكننا الاستفادة منها من خلال قلب القصة، مثل قصة اليوم.
قصة البطة المغرورة
كان هناك عدد من البط الرمادي يعيشون في المزرعة معًا، وكان أحدهم يستيقظ كل صباح ويذهب إلى النهر الصغير الموجود في المزرعة، وكان يسبح ويلعب في الماء بسعادة بالغة.
في يومٍ من الأيام، ظهرت البطة البيضاء المغرورة وهي تتفاخر بلونها الأبيض الناصع وريشها الطويل، وكانت البطة المغرورة تشعر بأنها من أجمل البط وحتى تشعر بأنها أجمل من البط الرمادي.
حتى البط الرمادي اعتاد على الغرور، وكان يتجاهل كلامها. وعندما يطلب البط الرمادي اللعب معها، كانت ترفض بشدة بسبب غرورها الكبير، وكانت تتباهى بجمالها وشكلها وتقلل من شأن البط الرمادي وتسميه بالقبيح.
بقيت البطة البيضاء المغرورة تجلس على الشاطئ وتراقب البط الرمادي وهو يلعب، وفي ذلك الوقت مرت الدجاجة بجوارها وألقت التحية على البط الرمادي، وفي هذا الوقت، دعا البط الرمادي الدجاجة للعب معهم خارج البحيرة، فوافقت الدجاجة فورا، وفي هذه اللحظة، غضبت البطة البيضاء كثيرا، لأن ريش الدجاجة أسود واستغربت من أن البط الرمادي أعجب بها، وهي البطة البيضاء التي لا تحب اللعب مع البط الرمادي بسبب لونه.
في تلك اللحظة، فكرت البطة البيضاء في طريقة لتحويل لونها إلى اللون الأسود مثل الدجاجة التي يحبها البط الرمادي. وأثناء ذلك، دعا البط الرمادي البطة البيضاء للعب معه، وبدون تردد، قفزت البطة البيضاء في الماء ثم خرجت وبدأت تدحرج نفسها في كوم من الفحم. وفعلا، التصاقت الفحمة السوداء بجسم البطة، وتحولت البطة من بياضها إلى سواد شديد، وأصبحت تبدو بشكل مخيف جدا.
عندما تقدمت البطة البيضاء بشكل جديد إلى البط الرمادي، ظن أنها ستوافق على اللعب معه، ولكن عندما اقتربت البطة السوداء، هرب كل البط الرمادي الموجود بخوف شديد منها، وظنوا أنها وحش مخيف.
وقتها حزنت البطة حزن شديد وقررت ان تقوم بالتحدث مع البط وشرح الامر لهم، ولكن البط لم يستمع لها وصار يركض اكثر، وقتها قفزت البطة البيضاء في الماء حتى تستعيد لونها الاصلي وذهبت للبط واعتذرت لهم وطلبت منهم ان يلعبوا معها وانها لن تتعالى عليهم مرة اخرى، وانها لن تغتر مرة أخرى عليهم وعلى أي احد مرة أخرى.