قصة اسلام الصحابي الجليل صهيب الرومي
هو صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو الملقب بصهيب الرومي (35 ق. هـ – 38هـ)، صحابي جليل، ولد في العراق وعاش لفترة في الروم قبل أن يعود مرة أخرى إلى مكة، كان من أوائل المسلمين الذين اعتنقوا الإسلام، هاجر مع رسول الله وشهد معه جميع الغزوات بوصفه من الرماة، كما روى الأحاديث عن رسول الله، انتزع نفسه عن الفتن حتى توفي، ودفن في البقيع رضي الله عنه.
وصف صهيب :
وصفه الصحابة فقالوا : صهيب ليس طويلاً ولا قصيراً، وهو أقربإلى القصر، وكان يتميز بوجه أحمر شديد الحمرة وشعر كثيف يخضب بالحناء. اشتهر بدقته في التصويب والرماية، وكان من أمهر الرماة في الغزوات. رضي الله عنه.
رحلة صهيب الرومي :
ولد صهيب قبل هجرة الرسول صل الله عليه وسلم بخمس وثلاثون عام، في العراق بالقرب من نينوي، وفي إحدى غارات الروم على منزل أبيه تم خطفه وبيعه في سوق الرق في الروم عندما كان صغيراً، وأقام فترة هناك حتى اشتراه رجلًا من قبيلة كلب، وباعه في مكة، اشتراه عبد الله بن جدعان التيمي الذي قام بعتقه من الرق.
إسلام صهيب :
كان صهيب أحد المسلمين الأوائل الذين استجابوا لدعوة رسول الله، فقد كان صهيب مصاحباً للنبي قبل نزول الوحي، وما أن جاء الوحي وبدء النبي في دعوة الناس حتى سارع صهيب وأعلن إسلامه مع معمار بن ياسر داخل دار الأرقم، قال مجاهد بن جبر : أول من أظهر إسلامه سبعة النبي صل الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار بن ياسر، و سمية أم عمار بن ياسر، فأما النبي فمنعه الله، وأما أبو بكر فمنعه قومه، وأما الآخرون فأخذوا وألبسوا أدرع الحديد، ثم أصهروا في الشمس” وكان إسلامه قبل تحريره من العبودية فنال أشد العقاب من الكفار الذين نكلوا به، مثل بقية المستضعفين من المسلمين حتى اشتراه عبد الله بن جدعان التيمي وأعتقه لوجه الله، ليصبح بعدها حر ويهب حياته في سبيل الله.
هجرته إلى المدينة :
بعد هجرة الرسول والمسلمين معه، أراد صهيب الخروج والهجرة أيضاً، ولكن المشركين منعوه. كان صهيب من الرماة الماهرين، وعرض عليهم إما أن يطلق عليهم سهمًا أو يدلهم على ماله ويتركوه، فوافقوا على هجرته بشرط أن يترك ماله. وكان صهيب آخر من هاجر إلى المدينة.
مكانته بين الصحابة :
شهد صهيب الرومي جميع الغزوات مع رسول الله صل الله عليه وسلم، وأبلى فيها بلاءً حسناً، فقد كان أحد الرماة الذين اشتهروا بحدة البصر ودقة التصويب فلا يخطئ عدوه، وعن مكانته بين الصحابة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال : “السباق أربعة : أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبشة، وسلمان سابق الفرس”، كان صهيب من رواة حديث رسول الله وعمر وعلي حتى توفى رضي الله عنه.
اعتزاله الفتن :
ظل صهيب بالمدينة المنورة بعد وفاة رسول الله، وكان يوقره الصغير والكبير، حتى تم طعن عمر بن الخطاب في المسجد، فاختاره عمر ليتولى الأمر حتى يختار المسلمون الخليفة، وبعد حادثة مقتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان، اعتزل صهيب الفتن التي وقعت بين المسلمين ولم يشترك حتى بالرأي فيها، حتى توفى بالمدينة عام 38 هـ، وتم دفنه بالبقيع رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين.