قصة أقوى قرصانة في التاريخ
تعد هذه القرصانة الصينية من أوائل القراصنة النساء الذين حققوا تاريخا كبيرا في مجال القرصنة، حيث كسروا العادات والتقاليد التي كانت تلزمها بالبقاء في المنزل بعد وفاة زوجها، وأكملت مهمتها ببناء أسطول ضخم، ووضع العديد من القوانين التي تساعد في تسهيل أعمال الأسطول، وتساعد في الحفاظ على وفاء القراصنة لزوجاتهم وحقوق النساء الأسيرات .
قصة هذه القرصانة
كانت هناك سيدة صينية تدعى تشين شي، وهي القرصانة الأشهر في التاريخ الآن، ولكن في ذلك الوقت كانت تعمل في الدعارة. عندما كانت في مكان عملها، رأى قرصان بحري ذو ثروة كبيرة الجمال الخاص بتلك السيدة وانبهر به. في ذلك الوقت، كان القرصان يدير مجموعة من السفن، وبعد رؤيته لها، لم يتردد طويلا في إخبارها برغبته في الزواج منها.
و عندما سمعت هذه السيدة العرض قد وضعت شرط لكي توافق على هذا الزواج، و هو أن يعطيها هذا الرجل جزء من السلطة و النفوذ الخاص به داخل منظمة القراصنة التي يتولى إدارتها و قيادتها، و لم تكتفي بذلك فقط بل طالبته بأن يعطيها نصف كل ما يجمعه من غنائم أثناء القرصنة على باقي السفن التجارية الأخرى، و قد وافق على الفور هذا الرجل و قد تزوج منها.
بعد هذا الزواج، كان كل منهما يدير أسطول الراية الحمراء الخاص بالرجل الثري. ساعدته زوجته في توسيع وتطوير الأسطول في العديد من الجوانب. والفرق الواضح هو أن الأسطول كان يحتوي على حوالي ٢٠٠ سفينة قبل انضمام زوجته إلى إدارته. وبعد انضمامها، ارتفع عدد السفن في الأسطول بشكل كبير ليصل إلى حوالي عشرون ألف سفينة. ولم يكن هذا هو أعلى عدد للسفن، بل وصل إلى ثمانين ألف سفينة، مما جعله أحد الأساطيل الضخمة في تلك الفترة. ومع ذلك، لم تستمر إدارة الثنائي للأسطول لفترة طويلة بسبب وفاة الزوج بعد ست سنوات من الزواج.
وكان المتفق عليه في ذلك الوقت أنه في حالة وفاة الزوج القرصان، تترك زوجته مهنة القرصنة وتترك ابنها ليتولى أمور القرصنة وإدارة أسطولها، ولكن هذه الزوجة لم تقبل هذا التقليد وكسرت جميع العادات والتقاليد الموجودة في ذلك الوقت، وقد استمرت في إدارة الأسطول وشؤون القرصنة، ونجحت في إقناع القائد البديل لزوجها بعد وفاته بأنها يجب أن تتولى إدارة الأسطول، وبذلك أصبحت هذه السيدة أول امرأة تكسر العادات والتقاليد وتصبح قرصانة تقود أسطولها الضخم .
فيما قامت الزوجة بأثناء توليها قيادة الأسطول
بعد تولي تشين شي قيادة أسطول زوجها ليصبح أول قرصانة، كانت تسمح للسفن التي يتم اختطاف الغنائم منها بالاحتفاظ بحوالي 20٪ من هذه الغنائم، بينما يتم وضع الـ80٪ المتبقية في صندوق الغنائم الجماعي وتقسيمها بين القراصنة.
قد وضعت هذه العصابة قوانين تنظم أسرى الحرب والتعامل معهم، وخاصة الأسرى الإناث، لضمان معاملتهم بكرامة. وفي حالة وجود أسيرات غير جذابات أو لا يتمتعن بجمال خاص، يتم الإفراج عنهن. أما النساء الأخريات، فكان يتم بيع أي منهن لأي قرصان يرغب فيها. قد وضعت العصابة العديد من القوانين التي تساعد زوجات القراصنة وتسهم في الحفاظ على وفاء القراصنة لزوجاتهم.
في ذلك الوقت، كانت جريمة الاغتصاب أو الخيانة الزوجية من أكبر الجرائم الموجودة، وكانت هناك عقوبات شديدة وكبيرة لكل من يرتكب تلك الجرائم على سفن القراصنة، ولم يخش منها فقط أفراد الأسطول، بل كانت تخشى منها حتى الحكومة في الصين في ذلك الوقت، ولذلك كانت الحكومة تقبل بأي شخص يرغب في ترك القرصنة، حيث كانت تحاول إجبار القراصنة على التوقف عن هذه الجرائم، وفي النهاية، وافقت الحكومة على ترك القرصنة، ولكنها حافظت على حقها في جمع الأموال .