علم وعلماءقصص اختراعات
في أي عام اخترع الإنسان الكتابة
في أي عام اخترع الإنسان الكتابة
- إن أول ما قام الله تعالى بخلقه هو القلم والدليل على ذلك وفقاً لما ورد عن العلماء والفقهاء مما ذكره عبادة بن الصامت حين قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ) حيث كتب الخالق يبحانه وتعالى مقادير الخلق والكون بالقلم حينما أمره بكتابة الكون وأقداره واللوح المحفوظ، وأول من قام بالكتابة بالقلم هو النّبيّ إدريس عليهِ السلام.
- ويعتبر انتشار الكتابة بين الناس في العصور القديمة تحولا كبيرا في الحياة. فقبل اكتشاف الكتابة، كانت العصور الإنسانية تعرف بالعصور الحجرية، وكان المؤرخون يبذلون جهودا لفهم الرسوم والصور والرموز التي تركها الإنسان في العصر الحجري. ومع ظهور الكتابة، لم يعد هناك حاجة لهذه الجهود، حيث أصبح فهم تلك الرسوم والرموز أكثر وضوحا.
- ورد في كتب التاريخ بأن الإنسان بدأ منذ خمسة آلاف عام قبل الميلاد في اكتشاف وسيلة تواصل تساعده على التفاهم، ولذلك توصلوا إلى اختراع الكتابة. وحدث هذا لأول مرة في بلاد الرافدين، والاهتمام بعمليات تشييد المدن والتطور الهائل في الزراعة ساهما بشكل كبير في تطور الكتابة. وتجدر الإشارة إلى أن اللغة المسمارية هي بداية الكتابة وأصلها.
من اخترع الكتابة المسمارية
- اخترع الإنسان الكتابة منذ القدم، ولكن هناك اختلاف في الآراء حول تحديد التاريخ الذي اخترعت فيه الكتابة بالضبط، ولكن الكثير من المؤرخين يعتقدون أن ذلك حدث قبل عام 3600 قبل الميلاد، وظهرت الكتابة باللغة المسمارية على الألواح الطينية، حيث كان الإنسان ينقش بواسطة الطين اللين باللغة المسمارية باستخدام عود أو سن رفيع يجفف بالنار أو الشمس.
- تميز الإنسان بالكتابة في بلاد الرافدين مع ظهور حقل الزراعة وتوسعه، وظهور المجتمعات الحضرية والمدن، والتبادل التجاري. وفي ذلك الوقت، تم الاعتماد على اللغة كأداة للتواصل، وهو ما ساهم في اختراع الكتابة والابداع بها.
- الكتابة المسمارية هي عبارة عن مجموعة من النقوش التي كانت ترسم على ألواح صلصالية، وكانت تصنع من المواد مثل الطين والمعدن والحجر والشمع، وتكتب عليها وهي لا تزال طرية بواسطة آلات مدببة حادة، ثم تحرق لتصبح صلبة.
- وقد انتشر هذا النوع من الكتابة لدى شعوب جنوب غرب القارة الآسيوية، إذ يرجع تاريخ أول لوحة مسمارية تم كتابتها إلى عام 3.600 قبل الميلادي، ومنذ ذلك الوقت وانطلاقاً من بلاد الرافدين وهي العراق بالوقت الحالي تم انتشار الكتابة المسمارية على يد الشعوب السومرية، والتي بقيت مستخدمة إلى بدايات القرن الأول الميلادي.
- ويشار إلى أنّ عام 2400 قبل الميلاد حدث به تحول فيما يخص اعتماد الخط المسماري لكلاً من اللغة الآشورية، البابلية والأكادية، كما تم فك رموز تلك الكتابة والتعرف عليها بالقرن التاسع عشر الميلادي، حيث استطاع العلماء فهم النصوص التي تركها القدماء من رسائل معاملات تجارية مسمارية وسجلات رسمية.
تاريخ الكتابة عبر العصور
- شهدت الكتابة منذ اختراعها ونشأتها قواعد التطور الثقافي في كل مجتمع من المجتمعات، ومن الممكن الاعتداد بالرسوم الموجودة على جدران الكهوف أول شكل للكتابة عبر التاريخ، وفي كهوف شوفيه القريبة من فالون بون بارك الواقعة جنوب فرنسا، تمّ العثور على الكثير من الرسوم على جدران تلك الكهوف والتي تم تقدير عمرها بما يصل إلى ثلاثون ألف عام ماضية.
- غالبا ما تشمل تلك الرسومات الحيوانات البرية، ولكن لم يتمكن علماء الآثار من التأكد مما إذا كانت الرسوم تهدف للتواصل بين البشر أم لأمر آخر، إذ مرت الكتابة بعدة مراحل ساهمت في تطور مفهومها، حيث بدأت بالكتابة السومرية ثم الكتابة الهيروغليفية الفرعونية لدى المصريين القدماء، وكذلك الكتابة التصويرية.
الكتابة الهيروغليفية الفرعونية
- لا يمكن تحديد مكان وزمان بدء الكتابة في الحضارة المصرية، ولكن من المؤكد أنها كانت قبل ما يقرب من قرنين من زمن حكم الأسرة الأولى، أي في حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، وكانت اللغة المستخدمة حينها عبارة عن مجموعة من العلامات الصغيرة الصورية التي أطلق عليها اسم الهيروغليفية، ولكن بعض هذه العلامات تمثل صورا لأشياء حقيقية محيطة بالإنسان، بينما يعتبر آخرون أن هذه الرسومات تشير إلى أصوات منطوقة.
النظام الأبجدي
- نظام الكتابة اليوناني الميسيني هو أول نظامٍ للكتابة تم اعتماده بطريقة أساسية كبنية لغوية صحيحة، وكان الوضع الأول لأُسس ذلك النظام عام ألف وأربعمائة قبل الميلاد، إذ كان يتم منح كلّ حرف متحرك أو ساكن رسماً بيانياً خاصاً به، ومع ذلك فإن النظام الأبجدي كان ذو منهجية عالية، حيث قدم تمثيل محدود لعلم الأصوات المسينية اليونانية.
- وكانت أحدث مرحلة في تطور أنظمة الكتابة هي اكتشاف النظام الأبجدي ، والذي يعني تقسيم الكلمة إلى عدد من الأصوات العلة والأصوات الساكنة. وحسبما ذكر الباحث البريطاني جيفري سامبسون ، فإن معظم الأبجديات المستخدمة حاليا مشتقة من الأبجدية السامية التي نشأت في الألفية الثانية قبل الميلاد ، والتي تم اختراعها بواسطة متحدثين ببعض اللغات السامية ، بما في ذلك اللغة الفينيقية.
مراحل تطور الأبجدية
- الأبجدية الأوغاريتية: – ظهرت هذه الأبجدية في بلاد الأوغاريت الممتدة على الساحل السوري عام 1400 قبل الميلاد، وتتكون من ثلاثين حرفًا، واستخدمت كثيرًا في الإدارة والتجارة والحياة المدنية.
- الأبجدية الفينيقية: تم اختراع الأبجدية على يد الفينيقيين، وتم تطويرها لاحقًا، ولكل حرف صوت معين، وأصبحت الحروف سهلة الكتابة سهلة، وكانت تشكل الأساس للكتابة في العالم الغربي والشرقي في العصور القديمة.
- أبجدية الانكا: ظهرت الأبجدية الخيوطية في المكسيك، وتم اطلاق اسم “الكتابة بالخيوط” عليها، حيث تتكون من خيوط ملونة مختلفة تُعقد بطريقةٍ ما ومن ثم تُعلّق بحبلٍ طويل.
- أبجدية الأزتك: ظهرت هذه الأبجدية في أمريكا الوسطى، وهي عبارة عن مجموعة من الرموز والصور التي تستخدم لتدوين الأشياء والأسماء الأساسية، ولم تكن تهدف للتعبير عن الأفكار أو العلوم المتعلقة بهذه الشعوب، ولذلك كانت تُعرف باسم الأبجدية (البيكتوجرافيا).
- أبجدية تفيناغ: نشأت هذه الأبجدية في شمال أفريقيا، وابتُكِرت من قِبَل شعوب هذه المنطقة، ولم يتم اقتباسها أو تطويرها من لغات أخرى.
أهمية الكتابة
يوجد العديد من الفوائد المرتبطة بالكتابة، ومن بين هذه الفوائد:
- يمكن تبادل الرسائل والسجلات التجارية والمعاملات الرسمية باستخدام لغة تواصل واضحة.
- تقرأ الكتب المفيدة للعقل، التي تعد غذاءً له، لتمنحه التجارب والمعرفة التي يمكن أن تفيد في الحاضر أو المستقبل.
- يتعين الحفاظ على العلوم والاكتشافات لتوريثها للأجيال القادمة دون فقدانها أو تلفها، وذلك بدون أي تكلفة أو عناء.
- إن الحصول على السعادة والمتعة من الحياة يمكن أن يتم عن طريق قراءة الكتب التي تنقل القارئ من عالم إلى آخر، وتعرض عليه العديد من المواقف التاريخية والقصص التي يمكن استخدامها في مختلف مواقف الحياة.
- تسجيل قوانين وتاريخ الشعوب.