فوائد من قصة زكريا عليه السلام
زكريا عليه السلام
لقد أرسل الله تعالى العديد من الأنبياء والرسل، ولكننا نعرف فقط اثنين وعشرين اسما منهم، حيث يكون أولهم سيدنا آدم عليه السلام، وآخرهم سيدنا ونبينا ورسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
سيدنا زكريا عليه السلام هو واحد من أنبياء الله المرسلين، وهو النبي الثالث والعشرون قبل سيدنا يحيى، وسيدنا عيسى، وسيدنا محمدٍ عليه أفضل الصلاة والسلام، وكذلك يعد سيدنا زكريا مثالًا للصبر.
بالإضافة إلى عمل زكريا عليه السلام، فإن النبي زكريا عليه السلام كان أحد الأنبياء المرسلين لبني إسرائيل، ودعاهم كثيرا إلى الإيمان بالله عز وجل وبوحدانيته سبحانه، وقد تعرض للكثير من المشاكل والمتاعب مع قومه حتى شيخ في العمر وتعب ولم يكن لديه أطفال.
عند وفاة والدي السيدة مريم، قام العلماء بانتخاب شخص يكفلها، وتم اختيار سيدنا زكريا الذي وجدها بارة وحسنة الخلق، ورعاها بأفضل رعاية، وتمنى أن ينجب ولداً صالحاً، يورثها ويورث علمها بعدها، ويدعو إلى الإيمان بالله عز وجل.
فوائد من قصة النبي زكريا عليه السلام
ذكر الله تعالى لنا في كتابه العزيز قصة زكريا عليه السلام، حيث يقول
كهيعص * يذكر رحمة ربه عبده زكريا * عندما نادى ربه بصوت خافت * فقال: ربي، إني أصبحت ضعيف العظام وشيبت رأسي ولم أكن يا رب شقيا في دعائي * وأنا خائف من ميراثي وأن زوجتي عاقر، فمن فضلك امنحني وليا من عندك * يرثني ويرث من آل يعقوب، واجعله ربا يرضى عنه.
تحمل هذه القصة العظيمة فوائد كثيرة يجب على الإنسان أن يضعها أمام عينيه ويتعلّم منها. ومن بين هذه الفوائد: احترام الآداب المتعلقة بالدعاء، واستخدام أساليب التوسل، والصبر في الصعاب
- إخفاء الدعاء لله تعالى وعدم الجهر به أمام الناس، فالله سبحانه يعلم ما في القلوب ويسمع الدعاء الجهر والخفاء. وبالتالي، فإن الدعاء والصراخ في المساجد لا يحمل أي من آداب الدعاء. ويمكن الدعاء في الخفاء، كما كان يفعل نبي الله زكريا عليه السلام الذي كان يدعو ربه في السر بأن يرزقه بولد صالح ينتفع به الدين.
- ينبغي للعبد التضرع في الدعاء والخشية من الله تعالى وجلال عظمته، فهو الواحد القهار القادر على كل شيء. ولذلك يجب على العبد أن يكون خاشعًا لله تعالى عند طلب أي أمر أو مسألة، حيث كان سيدنا زكريا يدعو ويتضرع ويخضع لله عز وجل.
- الإخلاص في الدعاء والإلحاح في طلب الحاجة هو محبوب عند الله عز وجل، حيث إنه يحب الملحين في دعائهم والخاشعين والمخلصين، وهو سبحانه قريب منا ومستجيب لدعواتنا، ولقد كان سيدنا زكريا عليه السلام مخلصًا في دعائه ومُلِحًا في طلبه إلى الله.
- اليقين بالله تعالى ، وبأن الله يسمع دعاؤنا ، وسوف يحقق لنا مبتغانا حتى وإن كان هذا المرض مستحيل للبشر ، فلا يصعب على الله الملك القدوس ، فكم كان اليقين يملأ قلب سيدنا زكريا عليه السلام ، بأن الله تعالى سوف يجيب طلبه ويرزقه بولد ، حتى بعد أن كبر في السن ، كما أن زوجته كانت عاقرا لا تنجب الاطفال.
- التوسل الى الله تعالى ، فيكون التوسل اما بذكر اسما من اسماء الله الحسنى ، فهو الرحمن ، الرحيم بعباده ، والملك لكل ما في الكون من زرع وماء ، وخلق ، وارض ، وسماء ، وهو القادر على كل أمر مستعص ، واما أن يكون التوسل بالأعمال الصالحة التي يقدم عليها العبد ، ابتغاء ارضاء الله جل وعلا.
- الصبر ، فلقد كان سيدنا زكريا عليه السلام مثالا للصبر على قضاء الله عز وجل ، بعدم انجابه ، وكان صبورا كذلك في دعائه وتوسله إلى الله من أجل أن يرزقه بولد له ، وكان عليه السلام صبورا عندما أمره الله بعدم الحديث ثلاثة ايام ، وجزاء لصبره عليه السلام ، أعطاه الله ما تمنى ، فرزقه بيحيى ، وليس أن رزقه الله بولد فقط ، بل جعله نبيا ورسولا من الله تعالى إلى عباده.
يحيى عليه السلام
وهو نبي الله بعد زكريا عليه السلام – والده – وقد رزق الله به زكريا عليه السلام ، وزوجته بعد دعائه ، والحاحه بالدعاء ، حيث استجاب له الله تعالى ورزقه بيحيى نبيا ، ومصدقا بعيسى نبيا من عند الله ، ولا يوجد مثله في الخلق ، فأتاه العلم عند سن السابعة ، كما انه كان حسن الخلق.
في حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أشار الرسول إلى أن يحيى بن زكريا هو الأفضل بين أصحابه، وعندما سألوه لماذا، أجاب بأن الله وصفه بوصف لم يوصف به أحد من قبل، حيث أن الله قال:
يا يحيى، خذ الكتاب بقوة، وآتيناه الحكم وهو صبي، ورحمة منا وزكاة، وكان تقيا ولينا مع والديه، ولم يكن جبارا عصياً، وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً
كان سيدنا يحيى، رضي الله عنه، يتمتع بعلم كبير، وكان بارًا وتقيًا مع والديه، وكان عبدًا مطيعًا لأوامر الله، وكان يؤمن بسيدنا عيسى، رضي الله عنه، الذي جاء بعده، وكان نبيًا صالحًا يدعو الناس إلى عبادة الله الواحد القهار.