فوائد مضادات الأكسدة لعلاج إعتام عدسة العين
يعتبر إعتام عدسة العين في جميع أنحاء العالم السبب الرئيسي للعمى وفقدان البصر، وجراحة الساد هي السبيل الوحيد النهائي لعلاج إعتام عدسة العين، وبسبب محدودية الموارد ، لا يستطيع مواطنو البلدان النامية في الغالب تحمل تكاليف جراحة الساد، لذلك فهم يعانون من عتامة العدسة تدريجيًا وتسوء حالتهم، لذلك من الممكن اللجوء إلى نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة .
الإجهاد التأكسدي وعلاقته بإعتام عدسة العين
توجد فرضية شائعة عموما تشير إلى أن تطور إعتام عدسة العين المرتبط بالعمر يحدث بسبب التأكسد وعدم التوازن في الضغط، وتحديدا، ترتبط وجود فائض من الجذور الحرة بتلف البروتينات والدهون في الغشاء العدسي، مما يسبب اضطرابا في العدسة وتدريجيا يؤدي إلى الإعتام .
يتم توازن الجذور الحرة عن طريق مضادات الأكسدة مثل فيتامين C وفيتامين E ويتم منعها من الإضرار بالجسم، ويجب الإشارة إلى أن العدسة تحتوي على بعض مضادات الأكسدة مثل السوشالوتين والزياكسانثين وفيتامين E وفيتامين C .
مما لا شك فيه أن العوامل الأخرى غير الإجهاد التأكسدي والجذور الحرة تلعب أيضًا دورًا في تطوير المياه البيضاء بما في ذلك : الأشعة فوق البنفسجية، استهلاك الكحول، داء السكري، العلاج بالهرمونات، التدخين، البدانة، فمثل هذه العوامل من المحتمل أن تزيد من تفاقم الإجهاد التأكسدي وتضعف قدرة عينك عن مقاومة الأضرار .
منع إعتام عدسة العين مع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة
تشير النتائج من دراسة سويدية نشرت في JAMA طب العيون عام 2014 إلى أن انتشار إعتام عدسة العين ينخفض بين الأشخاص الذين يستهلكون بانتظام الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الخضروات الورقية والحبوب الكاملة والبن. في هذه الدراسة الكبيرة على النساء في منتصف العمر والمسنات، تم ضبط المتغيرات المساهمة في إعتام العدسة مثل التدخين ومؤشر كتلة الجسم والنشاط البدني، ولا تزال النتائج ذات دلالة إحصائية .
بسبب ارتباط زيادة مستويات مضادات الأكسدة في طعام الفرد بانخفاض معدل انتشار الساد، من المنطقي أن تفكر في أن المكملات المضادة للأكسدة قد تقلل أيضا من خطر إصابة عدسة العين بالإعتام. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الدراسات حول فعالية مكملات مضادات الأكسدة في منع إعتام عدسة العين تؤدي إلى نتائج متناقضة .
يشير أحد التجارب الحديثة التي نُشرت في مجلة طب العيون عام 2014 إلى أن تناول مجموعات متعددة من الفيتامينات التي تحتوي على مزيج من مضادات الأكسدة يقلل من خطر الإصابة بتصلب العدسة النووي – وهو نوع من الإعتام العدسي في العين – بنسبة 9 في المائة خلال فترة 11.2 سنة .
تشير دراسة أخرى إلى أن الأشخاص الذين يتبعون بالفعل نظاما غذائيا غنيا بمضادات الأكسدة قد يزيد خطر تشكل الساد عند استخدام مكملات غذائية عالية الجرعة من مضادات الأكسدة، وتعزى هذه النتيجة المتناقضة للتوقعات إلى افتراض أن الكميات الزائدة من مضادات الأكسدة قد تتحول فعليا إلى مسببات للأكسدة وتسبب التأكسد الضار .
قد يكون السبب في فشل المكملات الغذائية المضادة للأكسدة والمستحضرات المتعددة الفيتامينات في منع إعتام عدسة العين هو تعقيد عملية الأيض البشري، حتى الآن لا يمكن لأي تركيبة اصطناعية محدودة أن تعيد إنتاج البيئة الغنية بمضادات الأكسدة الموجودة في الأطعمة الصحية، بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من مضادات الأكسدة التي لم يتم اكتشافها بعد، وربما تلعب هذه المواد المضادة للأكسدة غير المعروفة دورا كبيرا في الوقاية من إعتام عدسة العين وأمراض أخرى .
الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة أفضل من المكملات المضادة للأكسدة
تظهر الأبحاث أن المكملات المضادة للأكسدة لا تفعل الكثير لمنع السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومع ذلك ، فقد ارتبط نظام غذائي غني بالفاكهة النباتية والخضراوات الملونة وغيرها من مصادر مضادات الأكسدة بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب .