فوائد تمارين الساقين لصحة الدماغ والجهاز العصبي
أظهر بحث جديد أن استخدام الساقين، وخاصة في التمرينات الحاملة للوزن، يرسل إشارات إلى الدماغ، وهذه الإشارات ضرورية لإنتاج الخلايا العصبية السليمة، وتغير هذا الاكتشاف الرائد جوهريا في الطب الدماغي والجهاز العصبي، مما يعطي أدلة جديدة للأطباء حول السبب الذي يجعل المرضى المصابين بمرض العصبونات الحركية والتصلب المتعدد والضمور العضلي في العمود الفقري وغيرها من الأمراض العصبية يتراجعون بسرعة عندما يكون حركتهم محدودة .
فوائد ممارسة تمارين للساقين لصحة الدماغ والجهاز العصبي
تظهر الأبحاث الرائدة أن الصحة العصبية تعتمد إلى حد كبير على الإشارات التي ترسلها عضلات الجسم الضخمة إلى الدماغ، كما هو الحال في التوجيهات من الدماغ إلى العضلات، وقد نشرت اليوم الموافق 23 من مايو الجاري في فرونتيرز الخاصة بعلم الأعصاب، وتغير الدراسة بشكل جوهري دماغ الطب والجهاز العصبي – مما يعطي الأطباء أدلة جديدة عن السبب في أن المرضى الذين يعانون من مرض العصبون الحركي، والتصلب المتعدد، و ضمور العضلات الشوكي والأمراض العصبية الأخرى غالبا ما ينخفض بسرعة عندما تصبح حركتهم محدودة .
حول الدراسة الجديدة
يقول الدكتور رافايلا أدامي من جامعة ديلي ستودي في ميلانو بإيطاليا: “تؤيد دراستنا فكرة أن الأشخاص غير القادرين على ممارسة التمارين الرياضية المكثفة – مثل المرضى الذين يعانون من متلازمة الفراش أو رواد الفضاء خلال رحلاتهم الطويلة – لا يفقدون فقط كتلة العضلات، بل يحدث تغير في كيمياء أجسامهم أيضا.” ويواصل: “تؤثر هذه التغيرات سلبا على المستوى الخلوي وحتى الجهاز العصبي .
شملت الدراسة تقييد استخدام الفئران لأرجلها الخلفية فقط لمدة ٢٨ يوما، في حين استمروا في تناول الطعام بشكل طبيعي ولم يظهروا أي علامات توتر. في نهاية التجربة، فحص الباحثون منطقة في الدماغ تسمى منطقة البطين الفرعي، وتلعب دورا في صحة الخلايا العصبية وإنتاج الخلايا العصبية الجذعية الجديدة .
ما اكتشفه الباحثون
قلل النشاط البدني من عدد الخلايا الجذعية العصبية بنسبة 70 % مقارنة بالمجموعة التي سمح لها بالتجول، وعلاوة على ذلك لم تنضج الخلايا العصبية والخلايا قليلة التغصن، أي الخلايا المتخصصة التي تدعم الخلايا العصبية وتعزلها بشكل كامل عندما تم تقليل التمرين بشدة .
ويظهر البحث أن استخدام الساقين خاصة في التمرينات الحاملة للوزن، يرسل إشارات إلى الدماغ ضرورية لإنتاج الخلايا العصبية السليمة الضرورية للدماغ والجهاز العصبي، وتقليص التمرين يجعل من الصعب على الجسم إنتاج خلايا عصبية جديدة – وهي بعض اللبنات الأساسية التي تسمح لنا بالتعامل مع التوتر والتكيف مع التحدي في حياتنا .
تصريحات فريق البحث
يقول أدامي : ليس من المصادفة أننا نهدف إلى أن نكون نشيطين: نمارس المشي والركض والجلوس، ونستخدم عضلات ساقينا لرفع الأشياء. اكتسب الباحثون مزيدا من المعرفة من خلال تحليل الخلايا الفردية، واكتشفوا أن قيود ممارسة الرياضة تقلل من كمية الأكسجين في الجسم، مما يخلق بيئة لاهوائية ويؤثر على عملية التمثيل الغذائي. يبدو أن ممارسة التمارين الرياضية تؤثر أيضا على جين واحد: CDK5Rap1، وهو جين مهم لصحة الميتوكوندريا – القوة الخلوية التي تولد الطاقة التي يستخدمها الجسم بعد ذلك. وهذا يشكل جانبا آخر من الاستجابات .
ألقت هذه النتائج الضوء على عدة قضايا صحية مهمة، بدءا من المخاوف المتعلقة بالتأثيرات القلبية الوعائية الناجمة عن نمط الحياة الثابت، وصولا إلى الأمراض المدمرة مثل ضمور العضلات النخاعية (SMA) والتصلب المتعدد ومرض العصبون الحركي وغيرها. تقول المؤلفة المشاركة دانييل بوتاي: “منذ عام 2004، كنت مهتمة بالأمراض العصبية، وكان السؤال الذي طرحته على نفسي هو: هل تعود هذه الأمراض حصرا إلى الآثار التي تحدث على الحبل الشوكي بسبب الإصابة أو الطفرات الجينية، أم أن القدرة المتناقصة على الحركة الحرجة هي العامل الذي يزيد من تفاقم المرض .
يوضح هذا البحث الدور الحاسم للحركة وله مجموعة من الآثار المحتملة، على سبيل المثال : يجب على البعثات لإرسال رواد الفضاء إلى الفضاء لأشهر أو حتى سنوات أن تضع في اعتبارها أن ممارسة الجاذبية والحمل تلعب دورا هاما في الحفاظ على صحة الإنسان، وتختتم بوتاي : ” يمكن للمرء أن يقول إن صحتنا تعتمد على الأرض بطرق بدأت للتو في فهمها ” .