صحة

تأثير التصلب المتعدد على الجنين

الجانب الأكثر تحديا في مرض التصلب العصبي المتعدد هو عدم القدرة على التنبؤ بوضع الشخص المصاب في فترة الإصابة بالمرض، فلا يمكن لأي شخص مصاب بالمرض التنبؤ بدقة كيف سيكون وضعه من شهر إلى آخر. وبالتالي، فإن اتخاذ قرار حول إنجاب طفل يمكن أن يكون أصعب بكثير بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

التصلب العصبي المتعدد والحمل : التصلب العصبي المتعدد هو مرض عصبي مزمن، ويتم تشخيصه عادة في مرحلة العمر بين 20 و 40 عاما، ويكثر حدوثه لدى النساء، وهو حالة متقلبة، وتختلف الأعراض التي تظهر اعتمادا على المنطقة المصابة في الجهاز العصبي المركزي، ومن أشهر الأعراض هي:

– اختلال فـي الإحساس.
–  اختلال البصر.
– اختلال المخيخ.
– اختلال الحركة.

إذا كنتِ مصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، يجب عليكِ اتخاذ قرار بشأن إمكانية الإنجاب مع شريككِ واستشارة الطبيب المختص. فالأم تفكر دائمًا في الاستقرار المادي والصحي والعاطفي للطفل القادم، لذا يجب التخطيط للإنجاب مع وضع المخاطر التي ينطوي عليها الحمل والولادة،

يجب أن تأخذي في الاعتبار كل هذه النقاط وغيرها قبل اتخاذ القرار النهائي. في هذا المقال، سنقدم لك العديد من الأسئلة التي قد تخطر في بالك حول هذه المسألة ونقدم لك إجاباتها، حتى تتمكني من جمع ما يكفي من المعلومات حول هذا الأمر وفتح نقاشات صادقة مع شريكك. ولا تنسي استشارة طبيبك الخاص، فهو الأكثر ملائمة لحالتك الصحية ويمكنه مساعدتك في اتخاذ القرار الصحيح.

تمثل إصابة بعض الأشخاص بمرض التصلب العصبي المتعدد تعقيدًا لبعض جوانب الحياة بالنسبة للشخص المصاب، ويمثل هذا المرض بلا شك لغزًا للأطباء الذين يبحثون عنه حتى الآن.

ويحدث مرض التصلب العصبي المتعدد في معظم الأحيان بين النساء من هن في سن الإنجاب ،وليس من المستغرب أن المعلومات عن الحمل ومرض التصلب العصبي المتعدد كثيراً ما تطلب من الطبيب ، وتكون إجابة الأطباء للمرأة المصابة بهذا المرض نصيحة بعدم تعجل الحمل والإنجاب مع إعطاء مساحة من الوقت بعد التشخيص الأولي لمرض التصلب العصبي المتعدد، بحيث يمكنك العمل على توجيه حياتك في ضوء المعلومات الجديدة.

وفيما يلي بعض الأسئلة المتداولة :

س: هل يعتبر مرض التصلب العصبي المتعدد وراثيًا وهل يمكن أن أنقله لطفلي في المستقبل؟
ج : من الناحية الفنية، لا يعتبر مرض التصلب العصبي المتعدد مرضا وراثيا، على الرغم من أنه لا يحدث بشكل متكرر في بعض العائلات مقارنة بحالات متفرقة في السكان العامة. يولد تقريبا طفلان من كل مائة طفل لديهم أحد الوالدين مصابا بمرض التصلب العصبي المتعدد، وحتى الآن لم يتم اكتشاف أي جينات معينة تسبب هذا المرض. ولا يوجد حتى الآن اختبار دم للتصلب العصبي المتعدد، لذا لا يمكن تحديد ما إذا كان طفلك سيكون وارثا قويا لهذا المرض.

س: هل يؤثر مرض التصلب العصبي المتعدد على الخصوبة لديك؟
ج: لا، لا تتأثر الخصوبة سواء لدى الذكر أو الأنثى سلبا من مرض التصلب العصبي المتعدد. ولكن بعض الناس قد يواجهون صعوبات في الشعور بالنشوة عقب الممارسة الجنسية وبعض الرجال قد يعانون من مشاكل في الانتصاب. ولكن يمكن تقديم بعض المساعدة من قبل الطبيب المختص لهذه المشاكل عن طريق الرعاية الصحية المهنية.

س: هل يؤثر مرض التصلب العصبي المتعدد في الأم على جنينها؟
ج: لا، مرض التصلب العصبي المتعدد ليس له تأثير واضح على مسار الحمل ، ولكن يجب عليك ملاحظة أنه من الضروري مناقشة تلك العلاجات مع الطبيب مثل الأدوية تتخذونها للسيطرة على مرض التصلب العصبي المتعدد الخاص بك قبل أن تفكري في أن تصبحين حاملا. ويجب أن تتوقفين عن تناول بعض الأدوية إذا كنت حاملا – حيث تؤثر بعض الأدوية على الخلايا الجذعية ، وربما يكون هناك أدوية أخرى قد ينصحك الطبيب بالتوقف عن تناولها قبل وأثناء الحمل.

س: هل يؤثر وجود مرض التصلب العصبي المتعدد على حمل المرأة بشكل أسوأ من المعتاد؟
ج: لا، بل غالبا ما يكون الوضع على العكس تماما: يقول العديد من النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد أنهن يشعرن عادة بتحسن كبير خلال فترة الحمل. ومع ذلك، النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد لا يعانين من التعب مقارنة بالنساء الحوامل الأخريات اللواتي لا يعانين من أي أمراض وتمر بحمل طبيعي جدا. ولكن يمكن أن تكون مشكلات الأمعاء والمثانة مزعجة نحو نهاية الحمل (وهذا ينطبق على الحمل بشكل عام)، ولكن العديد من الأمهات المصابات بمرض التصلب المتعدد تعاني من مشاكل في المشي، ويعزى ذلك في كثير من الأحيان إلى مرض التصلب المتعدد.

س: هل المخاض والولادة تكون طبيعية ؟
ج: يمكن أن يسبب مرض التصلب العصبي المتعدد بعض المشاكل البسيطة خلال الولادة، مثل زيادة التشنج في العضلات والتعب الزائد، وقد يحتاج الأم إلى مساعدة خلال هذه الفترة.

س: هل من المقبول أن يتم التخدير أثناء المخاض والولادة ؟
ج: نعم، يمكن أن يتم التخدير موضعيًا أو عامًا، سواء في العمود الفقري أو في الجسم بأكمله. ويجب عليكِ مناقشة هذه المسألة مع طبيبكِ أو ممرضة التوليد.

س: “يُمكن تدهور حالة الأم التي تعاني من مرض التصلب العصبي المتعدد بعد ستة أشهر من ولادة الطفل. هل هذا صحيح؟
ج : أظهرت دراسة أوروبية كبيرة حديثة، شملت عينة تضم حوالي 254 امرأة، أن التأثير العام للحمل محايد في تأثيره على معدل تفاقم أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد. فقد يواجه الأمهات المصابات بمرض التصلب العصبي المتعدد تفاقم حالتهن خلال ثلاثة أشهر بعد الولادة، ولكن في نفس الوقت يترافق ذلك مع انخفاض في معدل تفاقم الأعراض أثناء فترة الحمل. ومن المنطق السليم أن تسعى الأم للراحة قدر المستطاع وتتجنب الحرارة والضغط والالتهابات. والآن هو الوقت المناسب لطلب المساعدة وتقبلها في الأعمال المنزلية والاهتمام بالطفل

س: في حال كان لدي مرض التصلب العصبي المتعدد، هل يمكنني إرضاع طفلي؟
ج: نعم، بشرط ألا تتناولي بعض الأدوية المناعية. إذا كان الإرهاق هو المشكلة، يمكنك اتباع استراتيجيات عملية للتعامل مع الرضاعة الطبيعية خلال الليل. بعض الأمهات يفضلن الرضاعة الليلية، وفي بعض الحالات يختار البعض تغذية الطفل عندما يعتني شخص آخر بالطفل ويسمح للأم بالاستراحة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأم التي تعاني من التصلب المتعدد أن تحصل على نوم جيد إذا اختارت الرضاعة الطبيعية. تحدثي مع طبيبك حول الأدوية التي يمكنك تناولها للتحكم في التصلب المتعدد لديك، وربما تحتاجين إلى توقف تناول هذه الأدوية من أجل الطفل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى