فن تبرير الخطأ
يواجه الإنسان العديد من العقبات في حياته، ولا ينبغي له الاستسلام لها، وأخطر هذه العقبات هو عدم الاعتراف بالخطأ أو الفشل في الحياة. يجب على الإنسان الذي يسعى لتحسين نفسه وحياته أن يعترف بارتكابه الخطأ أولاً، حتىيتمكن من إصلاح نفسه وحياته .
الفرق بين مبررات النفس ومبررات الشيطان
تعتبر أعذار النفس أكثر فتكا من أعذار الشيطان، ولكن لديهما قدرة كبيرة على إخضاع العقل من خلال أعذار قادرة على إقناع النفس بأنها لم تقع في الخطأ وأنها لم ترتكب أي خطأ، وأن الآخرين هم من يبالغون في توجيه هذا الاتهام لها. وعندما يطالب بالاعتذار، تصر النفس على العناد وترفض الاعتراف بالخطأ. وهنا يجد الشيطان مساعدا له يمكنه حتى أن ينجح أكثر منه، فكما قال الله تعالى: إن النفس لأمارة بالسوء .
يقوم الإنسان بالتبرير لنفسه بطرق كثيرة ومتنوعة، فسواء كانت المعلومات التي يتلقاها عقله في صغره خاطئة أو صحيحة، فإنه يقوم بتخزينها، وبعد نضجه، يحاول الاستماع بعد فهم مستخدما عقله الواعي في ذلك. ولكن أثناء التنفيذ، يستخدم عقله الباطن اللاواعي، حيث يوجد الكثير من المدخنين الذين يتمنون لو توقفوا عن التدخين، ولكنهم لا يستطيعون ذلك، حيث يرفض عقله الباطن التوقف عن التدخين .
اسباب تبرير الأخطاء في علم النفس
الاحساس بالكمال المتناهي
يشعر العديد من الأشخاص بأنفسهم بأنهم لا يعانون من نقص، في حين يجدون أنفسهم لا يفقدون شيئًا، ويكونون أيضًا قليلي الاعتذار عندما يرتكبون خطأ .
الطفولة وعشقها
تتكون حياة الإنسان من مرحلتين، المرحلة الأولى هي طفولته، حيث يعتمد في كل شيء على والديه، ويحب الحياة والطفولة ولا يتحمل أي مسؤولية .
أما المرحلة الثانية : هي مرحلة النضج حين يصل الشخص إلى مرحلة واحدة من مراحل اللامبالاة والاعتماد على الآخرين وعدم تحمل المسؤولية، وتختلف هذه المرحلة تماما عن المرحلة السابقة، وبالتالي يتصرف الشخص بشكل طفولي، ويعزى ذلك جميعا إلى أخطاء الوالدين حيث يجب عليهما تعليم طفلهما المسؤولية والتسامح والاعتذار عند ارتكاب الأخطاء .
انفعال الشخص الكبير من الغير
ترجع أسباب ردة الفعل الدفاعية إلى الغضب والتوبيخ والنقد الذي يتعرض له الفرد من قبل والديه في مرحلة الطفولة عند ارتكابه أخطاء، مما يجعل رد الفعل دفاعيا بشكل متكرر .
علاج تبرير الاخطاء
- مراقبة تصرفات الشخص لنفسه بسرعة عالية دون وعي .
- يتم التركيز على إصلاح مختلف الأفكار التي تحتاج إلى تحسين، مع العمل على إعادة برمجة الوعي أو العقل الباطن .
- يجب علينا أن ندرك أن معرفة الخطأ والاعتراف بها هي قوة ونصر، وليست ضعفًا أو هزيمة .
- يجب على الشخص أن يعترف بأخطائه أمام الناس وأمام نفسه، وقبل ذلك أمام الله .
- الاعتراف يشير إلى العفو والمغفرة من الله التي تمحو الذنوب .
توجد العديد من الأخطاء الشخصية التي يبررها الإنسان بمبررات عديدة لتبرير تجاوزه أو فشله أو عجزه أو خطأه، والسبب في ذلك يعود إلى عدم اعتراف الشخص بارتكابه لهذا الخطأ من البداية. وبالتالي، يجب عليه أن يدرك أنه إذا قام بتبرير أخطائه لأحد، فإنه في الواقع يمارس الغضب والانتقام والكذب والتضليل وانتصار النفس والأنانية والغرور .
انماط الأشخاص الذين يبررون أخطائهم
هناك بعض الأشخاص الذين يحاولون تبرير أخطائهم أمام الناس وأمام أنفسهم، والسبب وراء ذلك يعود إلى رغبتهم في الحصول على ثقة أكبر. بينما هناك بعض الأشخاص الذين يبررون أخطائهم فقط أمام الناس، وذلك لحفظ ماء الوجه أو السمعة أو الكرامة. ومع ذلك، في أعماقهم، يعترفون بأنهم أخطأوا. نلاحظ انتشار ظاهرة التبرير وإلصاق الخطأ بأشخاص آخرين أو بظروف الحياة مثل التأخر أو التخلف التي تواجهها المجتمعات. هذا يعد هروبا ضعيفا من تحمل المسؤولية ومواجهة الفشل أو الإخفاق. يجب التركيز على ثقافة الاعتذار، حيث ينبغي للإنسان عندما يخطئ أن يعتذر، حيث لا يقلل الاعتذار من شأنه، بل على العكس فإن الاعتراف بالخطأ يولد التسامح والعفو بين الأشخاص .
لا يمكن للإنسان أن ينجح في حياته أو زواجه أو عمله دون أن يعترف بأخطائه؛ إذ إذا لم يعترف بأخطائه، فلن يدرك أنه قد أخطأ، وبالتالي لن يتمكن من تصحيح هذه الأخطاء وسيكررها مرات عديدة. على سبيل المثال، إذا قام السارق بارتكاب سرقة واعتبر تصرفه مبررا بسبب فقره ووجود أشخاص أثرياء في المجتمع لا يساعدونه، فيعتبر ذلك مبررا له لتكرار تلك الأفعال عدة مرات واستخدام العديد من التبريرات .