فضل قيام الليل صالح المغامسي
فضل قيام الليل له قيمة كبيرة فهو شرف المسلم، ولحظات رائعة يمكن للعبد أن يتقرب لله فيها وتكون سبب في ربط الصلة برب العالمين ،وهناك دلالة من القرآن الكريم تؤكد ذلك في قول الله تعالى في كتابه العزيز يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا. إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا صدق الله العظيم ، وهذا أمر من الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقيام الله، وهو بذلك أمر على كل مسلم، ومع فضل قيام الليل سوف يكون لنا اطلالة رائعة مع الشيخ صالح بن عواد المغامسي وهو الداعية الإسلامي الذي ولد بقرية خيف الحزامي بوادي الصفراء بمحافظة بدر وهو وهو امام وخطيب مسجد قباء، تعالوا بنا نحصد الفضل الكريم ونتعلم سويا فضل قيام الليل خلال السطور التالية .
فضل صلاة قيام الليل
العبرة الحقيقة فيما تميز به علاقتك مع ربك. هذا هو ما يبعدك عن المعصية ويدفعك نحو الطاعة. إنه ظلمة الليل التي لا يراك فيها أحد سوى الله الذي لا يخفى عليه شيء. إذا كنت تسعى للثواب، فالله هو الذي تحتاج إليه، وإذا كنت تخشى العقاب، فالله هو الذي يستحق الخوف حقا. عندما تلتقي بالله، سيكرمك وسيريك الدليل على ذلك. وبالفعل، إن الله ليعلم أنه إذا صنعت معروفا لشخص ما، ثم احتجت إليه، فسيعطيك ما تحتاجه حتى لو كان غير قادر. إنه سخي وكريم حتى يعيد لك المعروف الذي صنعته. والله هو الأفضل من أي مثال، فكيف بالتجارة والتعامل مع رب العالمين؟ إن الله إذا أعطاك كل ما تتمنى، فلن ينقص شيء مما يملكه بيده السبحانية والمتعالية. وعلى الرغم من ذلك، تذكر أن الله هو الغني عنك وعن طاعتك، وأنت بالكامل محتاج إلى الله.
يقال إن رجلا ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، قم في الليل وقل: هذا خلق الله، فأرني ماذا خلق الذين دونه، واملأ قلبك فرحا بأنك تقرأ هذا الكلام وأنت عابد تمسك بيمينك على يسارك تناجي ربك، وتقرأ كلامه العظيم جل جلاله، فهذا من من يعينك على أن يخشع قلبك، وفي القرآن آيات عظيمة يثني الله فيها على نفسه، ولا يوجد شيء يجعل القلب رقيقا أعظم من أن يقرأ الإنسان الآيات التي يصف الله فيها نفسه، فهناك الكثير من الآيات التي تخشع لها قلبك وتذرف لها عيناك وترجف لها فؤادك، وتكون من المؤمنين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، فهذا خير لك من أن تسمع لزيد وعمرو، وإن كان الاستماع للقراء والشيوخ لخير عظيم لكن هذا أفضل.
صفة قيام الليل
النبي عليه الصلاة والسلام هو الأسوة و القدوة، و قد نقلت أمهات المؤمنين والصحابة كيفية قيامه منها أنه أحيانا كان يصلي قبل أن ينام، بمعني أنه قل ما ينام إلا أن يصلي ركعتين أو أربعة هذا في أول الليل، لكن الوتر انتهى وتره إلى قبل صلاة الفجر، ثم يبعثه الله إلى أن يشاء بمعنى ينام ما يشاء فتارة نقل أنه كان يصلي مثنى مثنى، و نقل عنه أيضا أنه عليه الصلاة و السلام أوتر بتسع بمعنى أنه صلى ثمان سردا بتسليمة واحدة ثم يجلس في الثامنة ثم يقوم ثم يصلي التاسعة، فتصبح الثامنة والتاسعة مثل الركعتين الأخيرتين من صلاة المغرب.
دعاء قيام الليل
من هديه عليه الصلاة و السلام في العبادات الاستفتاح، وقد ورد عنه فيها أذكار عدة نذكر منها اثنين لعل المؤمن والمؤمنة ينتفعون بها، الأول أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، سئلت كيف كان النبي يستفتح صلاة الليل فقالت لمن سألها ما سألني عنه أحد قبلك، قال العلماء هذا تسديد لمقاله وتحسين لسؤاله و إخبار عن غفلة الناس عن حاله، قالت ان الرسول إذا قام من الليل كبر عشرا و حمد الله عشرا ويسبح عشرا، وهلل عشرا واستغفر عشرا و قال اللهم اغفر لي واهدني وعافني وارزقني، وتعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة ثم يقرأ الفاتحة و يكمل صلاته عليه السلام.
كان الرسول يبدأ صلاته الليلية بالاستفتاح قائلا: `اللهم رب جبرائيل وإسرافيل وميكائيل، عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم`. ولو استفتح بالدعاء المشهور: `سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك` فهذا جميعه محمود، ورويت آثار أخرى في استفتاح قيام الليل، صلوات الله وسلامه عليه على أوجه عدة وأدرب شتى قد بيناها إجماعا.