الحياة الزوجيةنسائيات

فضل صبر الزوجة على زوجها

فضل الصبر على الزوج السيء

: الزواج هو واحد من الهبات التي وجبها الله على عباده ليشعروا بالراحة والسكينة والأمان، وإن الله لم يخلق شيئا عبثا. ويقول الله عز وجل “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ۚ إن في ذٰلك لآيات لقوم يتفكرون”، وهو الذي خلق الزوج والزوجة ليشعروا بالسكينة والراحة والأمان. ويجب على الزوج أن يمنح زوجته حقوقها، ولكن في كثير من الأحيان يكون الزوج مقصرا بأي شكل من الأشكال، فيشعر الزوجة بعدم الراحة والأمان، ولم يتحقق الهدف الأساسي من الزواج وهو السكينة والراحة.

تتساءل الكثير من الزوجات عما إذا كان الصبر على الزوج يجلب ثوابا وأجرا عظيما عند الله عز وجل، وهل من واجب على الزوجة الصبر على زوجها أم يمكنها أن تنفصل عنه وتعيش حياة ترتضيها. وفي الحقيقة، أجاب علماء الدين بأن لصبر الزوجة على زوجها أجرا عظيما، وأنه من أعظم الطاعات وأحد الطرق للتقرب من الله عز وجل. إذا، فإن الزوجة الصابرة على زوجها ستكون من الذين سيوفون أجورهم بغير حساب في يوم القيامة بإذن الله. فمهما تعرض العبد للآذى، سيجازى عليه بالخير من قبل الله تعالى. فإنه سيعوض المتحملين بالصبر وسيمنحهم ما يستحقون وأكثر.

فضيلة الزوجة الصابرة على زوجها تتجسد في أنها تشبه المجاهدين، فالزوجة الصابرة تكافح في سبيل الله وتحتمل الأذى من أجل حماية أسرتها، وتعاني من أجل بناء مجتمعها. فالطلاق يحمل العديد من العواقب السلبية والآثار الضارة على الفرد والطفل والأسرة بأكملها والمجتمع. وعندما تتحامل الزوجة على طلب الطلاق بسبب سوء سلوك الزوج وتحتمل المعاناة معه من أجل أطفالها، سيكافئها الله على صبرها، فإن وعد الله حق.

الصبر على الزوج الفقير

غالبا ما يلقى اللوم على الزوجة في حال كانت حزينة بسبب فقر زوجها أو شعورها بالحزن والألم، ولكن من حق الزوجة شرعا أن يوفر لها سبل العيش وعلى الأقل المأوى والطعام والشراب والملبس، فهذه حقوق الزوجة في الدين الإسلامي الحنيف الذي لا يقبل إهانة الزوجة أو إحساسها بالدونية، وعدم توفير مأوى وطعام وشراب يعد إهدارا لحقوق المرأة، ولا يمكن إجبارها على الصبر في مثل هذه الحالة. ولكن إذا صبرت، فإن الثواب العظيم ينتظرها.

ولكن بالنسبة لأن توافر المسكن ولو بسيط والعيشة الكريمة ولو بأقل الإمكانيات فالصبر على الزوج وعلى الحالة المادية واجب لأنه يسعى وهذا رزقه ورزقها، فلا يجب أن تطلب ما يهلكه ويزيد عن طاقته وشعوره بالضغط، فمتطلبات الحياة أصبحت كثيرة ووسائل الرفاهية أكثر، لذلك يجب مراعاة الزوج، والصبر في كل الأحوال جميل.

لكن إن كانت العيشة ضيقة ومغلولة إلى العنق ولا مخرج من ذلك، ولم يتوافر المسكن ولاا النفقة الواجبة، فتسريح بإحسان فالله تعالى لم يرضى لعباده المزلة ولا المهانة التي قد تحدث نتيجة عدم وجود سكن أو نفقة أو عيشة كريمة وأدمية، فيقول الله عز وجل في كتابه العزيز”وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا”.

يجب على الزوجة التي تشعر بضيق في حياتها وحياة أطفالها وزوجها، أن تتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات والصلاة والاستغفار والدعاء؛ فالدعاء يغير القدر ويصلح النفس ويهذبها، ويزيد الرزق ويفتح الأبواب المغلقة ويساعد على العيش حياة كريمة. ويعد عون الزوجة لزوجها أمرا كريما محبوبا، حتى لو كانت الكلمة الطيبة والعون والدعاء والمساعدة النفسية والدعم الدائم.

الصبر على الزوج المهمل

يعاني الكثير من السيدات من إهمال الزوج وعدم شعور المرأة بالثقة والدعم المستحق لما تقدمه أو لجمالها، فخلق الله المرأة دائما تحب أن تشعر بأنها جميلة ومحبوبة ومدللة، ولكن إهمال الزوج يؤثر على قلب المرأة وتشعر بالاستصغار والحزن الشديد، وقد يقوم الشيطان بإفساد العلاقة بينهما من خلال الشكوك ويجعلها تشك في أن زوجها على علاقة بشخص آخر أو يرونها غير جميلة أو ينشغل بأمور أخرى، ولكن في الواقع قد يكون الأمر عكس ذلك.

يعاني الكثير من الرجال من الانغماس في العمل والمسؤوليات الاجتماعية والعملية التي تتطلبها الحياة، وهناك العديد من المسؤوليات التي يتحملها الرجل أكثر من النساء، لذلك يجب على المرأة الصبر والتعامل مع هذه الأمور، ولكن يمكنها محاورة الزوج والحديث معه حول الخلافات وما يشغله وإيجاد أشياء مشتركة يمكنهما القيام بها معا، فالزوج يريد أن تكون زوجته شريكة وصديقة أولا.

إذا كان هناك إهمال في العلاقة الزوجية، يجب على الزوجة التحدث برفق مع زوجها وتوضيح احتياجاتها وحقوقها بكل صراحة ووضوح، حتى لا تحدث مشاكل نفسية غير مرغوبة أو فاحشة، وصبر الزوجة على زوجها المهمل لها يجلب أجرا عظيما وكريما، ويقول الله تعالى في سورة آل عمران الآية 200 “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”، ويقول في سورة آل عمران الآية 186 “وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور.

الصبر على الزوج العصبي

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله يعطي مثل أجر الصبر على سوء خلق الزوج، تماما كما أعطى أسيا بنت مزاحم أجرها. فقد صبرت سيدتنا أسيا على فرعون، وكانت من الصابرين الذين يدخلون الجنة، ولذلك فإنه لا يوجد أجر أعظم من أجر الصبر. ويعتبر الغضب والعصبية للزوج من الأمور التي يمكن أن تسبب للمرأة الألم النفسي وتشعرها بعدم الراحة والأمان، لذا فصبرها على هذا الأمر سوف يجلب لها أجرا عظيما.

يكون فضل الزوجة أعم وثوابها كبير وأجم حين تتعامل الزوجة مع الزوج السيء بما أمرها الله به من لطف ومحبة، وتحتفظ بالصبر الجميل وتتعامل معه كأنها تجاهد في الجهاد الحقيقي، وعندما يدعو الإنسان لزوجه بالصلاح، فإن ذلك يمكن أن يغير من الأمر، وذلك لأن الله تعالى يوعد بالإجابة على الدعاء، ويأمرنا بالإيمان به، وقد قال في كتابه العزيز في سورة البقرة آية186 “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”، ولذلك فإن كثرة الدعاء والاستغفار تمنع البلاء وترفعه بإذن الله.

وبرغم أن الصبر له ثواب عظيم وبأن المرأة الصابرة على زوجها كالمجاهدة في سبيل الله، ولها قدر كبير، إلا أن الله تعالى لا يرضى بالزظلم ولا بفساد النفس، فللمرأة حق على نفسها كما لزوجها عليها، حيث كما امرها الله بالصبر أمرها بدفع الأذى عن نفسها، ومنحها رخصة للخلاص من الهلاك، ففي بعض الحالات يضرب الزوج زوجته ويهينها ويسبها أمام أطفالها وعلى مسمع ومرآى جيرانها وأهلها، ففي هذه الحالة وإن كرهت المرأة ولم تستطع العيش فواجب عليها تخليص نفسها، ولا حرج عليها في ذلك فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم” لا وإن الله عز وجل ورسوله؛ بريئان ممّن أضرَّ بامرأة حتى تختلع منه” بمعنى أن الرجل الذي جعل زوجته لا مفر ولا مهرب مما هي فيه سوى الطلاق فالله ورسوله بريئان منه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى