فضل سورة الرحمن واسباب نزول السورة
الكتاب الجليل العظيم هو جمع لكلام الله عز وجل، الذي نزل به على سيد الخلق، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأخبره بأن هذا الكتاب هو هدية عظيمة للناس، حيث أمر فيه سيدنا محمد بدعوة الناس للإيمان بالله الواحد الأحد القاهر.
يحتوي كتاب الله على 114 سورة، كل سورة لها الكثير من الفضائل، فالله عز وجل خصص لكل سورة العديد من الفضائل التي لا يمكن تلخيصها في صفحة أو صفحتين، ولذلك فإن كتاب الله مفسر في صفحات كثيرة، ومشروح وموضح بالتفاصيل التي يجب على الجميع قراءتها لكي يتعرفوا على هذه الفضائل.
سورة الرحمن:
سورة الرحمن هي سورة مدنية، وهذا لأنها نزلت في المدينة المنورة، وكان له سبب عظيم حتى نزلت، وهي كانت تدل على أن أهل قريش لا يتصفون بالرحمة، وهذه الصفة هي صفة من صفات الله عز وجل، كما أنها نزلت في حديث المشركين “إنما يعلمه بشر”.
سورة الرحمن هي السورة رقم 53 في القرآن الكريم، وتحتوي على ثمانية وسبعين آية. نزلت هذه السورة بعد سورة الرعد، وتم تسميتها بهذا الاسم لأنها تبدأ بكلمة `الرحمن` التي هي من أسماء الله الحسنى.
سبب نزول السورة :
يأتي سبب نزول سورة الرحمن وهو قيام قوم قريش بإبداء رغبتهم في عدم الاعتراف بصفة الرحمن، والذي تتضمن تلك الصفة من أحب الصفات التي يحبها الله عز وجل، فصفة الرحمن تنبع من الرحمة والمغفرة، فجاءت سورة الرحمن لتوضح أن الله عز وجل وهو من يقوم بتعليم نبي الله محمد صلي الله عليه وسلم القران الكريم.
فضائل سورة الرحمن:
1– تأتي سورة الرحمن يوم القيامة كشفيع إلى قارئيها، حيث تصورهم في أحسن صورهم، وتفوح منهم أحسن الروائح.
2- سورة الرحمن لها فضل كبير في القرآن الكريم. وقد قيل إن من قرأ سورة الرحمن ينال الخير الكثير، وبخاصة الآية `فبأي آلاء ربكما تكذبان`. فإذا قرأها الشخص في الليل ثم نام وتوفي في منامته وعاد إلى الله، فإنه يكون مات شهيدا. وإذا قرأها في النهار ثم رجع إلى الله، فإنه يكون مات شهيدا أيضا. وسيكون له في الجزاء العتق من النار.
في حال تلاوة سورة الرحمن في نهار يوم الجمعة وتكرار الآية الكريمة `فبأي آلاء ربكما تكذبان`، فإن للشخص الدنيا وما عليها، وجنة الفردوس الأعلى، وستكون هذه السورة شافعية له يوم القيامة، حيث يتم خفضالحساب على المسلمين جميعًا.
تخفف قراءة هذه الفضائل الكثير من مصاعب الحياة التي نواجهها يوميًا، وتتحول إلى عوائق في حياتنا، ومن خلال قراءتها بانتظام يمكن أن نتجنب العديد من المصائب.
سورة الرحمن من السور التي تشفع لصاحبها يوم القيامة، وذلك وفقا لما ورد في القرآن الكريم، إذ جعل الله الشفاء والرحمة في كتابه للعالمين، ومن صدق وأمن بالله وكتبته، كان له نزول الجنة.
خواص سورة الرحمن:
تتميز سورة الرحمن بخواص كثيرة تختلف عن باقي سور القرآن الكريم، ومن بين تلك الخصائص:
تتكرر آية `فبأي آلاء ربكما تكذبا` في سورة واحد وثلاثين مرة، ويتم ذلك لتذكير الإنسان بوجوب الإيمان بنعم الله المتعددة. ويتم فيها الشكر لله كما جاء في السورة الكريمةأن هذه هي أحسن الكلمات في كتابه العزيز.
تبدأ سورة الرحمن بصفة من صفات الله عز وجل، وهي السورة الوحيدة التي تبدأ باسم من أسماء الله الحسنى في القرآن الكريم.
هناك تنسيق في نغمات متناسقة في تلاوة سورة الرحمن، حيث تحتوي على بعض النغمات التي تحفز القارئ على تلاوة القرآن الكريم.
تضمنت العديد من الأدلة القوية التي تحث على الترغيب والترهيب، حيث قال: “سنفرغ لكم أيها الثقلان” بطريقة ترهيبية للتأكد من أن الله عز وجل قادر على كل شيء.
أوضحت السورة أن الله عز وجل قادر على إدارة الكون بكل دقة وتفصيل، حيث يذكر مسار حركة الشمس والقمر بدقة، حيث لا يسبق الليل النهار ولا يسبق النهار الليل، وهناك تعاقب دقيق بينهما.
ذكرت السورة أيضا اختلاف فصول السنة الأربعة، وفي كل فصل يتميز بطقس مختلف عن الآخر.
ذُكر في السورة الحساب يوم القيامة، حيث سيحاسب كل شخص على أفعاله، ووعد الله عز وجل بحساب الإنس والجن كلاهما في يوم القيامة، وصفت السورة أيضًا مظهر انشقاق السماء في يوم القيامة وشُبِّهت بالوردِ كالدهان.