ادعية واذكاراسلاميات

فضل دعاء .. “اللهم اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي”

شرح دعاء “اللهم اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي”

تختلف أسباب الأسماء في السور القرآنية بين سورة وأخرى، وغالباً ما يُعزى سبب التسمية إلى محتوى السورة، أي إلى ما تحتويه هذه السورة من روايات وحكم ودروس، ولا يوجد مجال للشك في أن سورة إبراهيم لا تحتاج لشرح سبب تسميتها بهذا الاسم، لأنّ اسمها يفسر سبب تسميتها دون الحاجة إلى تفسير لذلك.

قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو الذي يحمل هذا الاسم.
الله تعالى، حيث تتجلى فيه نعمة الإيمان. لهذا السبب، بدأ الله تعالى بالدعاء، فقال: “الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحق، إن ربي لسميع الدعاء، رب اجعلني مقيم الصلاة وذريتي، ربنا، وتقبل دعاء”. وتم تسمية السورة باسمه لأنها تعتبر أفضل مثال لمن قدر نعمة الله تعالى

فضل دعاء رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي

يعد دعاء `رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي` أحد أدعية الرسل المذكورة في القرآن الكريم، وقد ذكر هذا الدعاء في سورة إبراهيم على لسان الخليل إبراهيم، عليه الصلاة والسلام. وهو بذلك يعتبر من الأدعية المستحبة للذكر في الآيات الكريمة الموجودة في المصحف الشريف.

هو من الأدعية المستحبة لطلب المحافظة على الصلاة، حيث تعتبر من أسمى العبادات والركن الأساسي من أركان الإسلام الحنيف، من قبل الله سبحانه وتعالى للداعي ومن يتبعه من الذرية. كما دعا سيدنا إبراهيم ربه أن يجعله وذريته من المحافظين على الصلاة، وذلك من بني إسماعيل الذين يشملهم عرب الحجاز واليمن .

كما اختلف في سبب مجيئ حرف الجر (من) في قوله : في دعاء النبي إبراهيم “رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي”، لم يقل “وذريتي”، وقد اختلف المفسرون في تفسير ذلك إلى أقوال مختلفة، ومنها:

  • القول الأول: ويعتبر قول أكثر المفسرين الذين تحدثوا في هذا الموضوع، حيث يرون أن “من” هنا تعني الاختلاف حسب قولهم، وهو من فضل سيدنا إبراهيم خليل صلى الله عليه وسلم في صلاته وأثناء الصلاة والدعاء إلى الله تعالى، لأنّه علم أنّ حكمة الله تقتضي وجود المؤمنين والكافرين والمضطهدين والمحسنين، فتضمنت صلاته ودعائه ما يعلمه عن نعمة الله تعالى وحكمه، حيث قال تعالى في كتابة العزيز: “وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ”.
  • بالإضافة إلى ذلك، يعرف أنا ومن ذريتي أنهم سيكونون غير مؤمنين، وبناء على ذلك، أرغب في أن يكونوا جزءا من (اجعلني)، وهذا يشير إلى أن الله سبحانه يعلم بعلمه الكامل وحكمته العميقة، فهو عالم بوجود غير المؤمنين بين ذريتي، ولذلك قال: (لا ينال عهدي الظالمين)، ويوجد في القرآن الكريم أمثلة كثيرة تبين طلب سيدنا إبراهيم عليه السلام لله بالدعاء لبعض ذريته بطلب محدد، وفي جميع هذه الأمثلة يستخدم حرف الجر (من) للتعبير عن ذلك.
  • القول الثاني : لا ينبغي التفكير في الاعتبار (لمن) من التبعيض، حيث يتعارض ذلك مع سنة الله في خلقه، حيث كتب في الخلق المؤمنين والكافرين، وبين المؤمنين الذين يعذبون في النار بسبب ذنوبهم ثم يخرجون منها، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول: (اللهم أمتي أمتي).
  • طلبت الأنبياء من الله تعالى أن يتمموا ما يحبونه لأنفسهم وأولادهم وشعوبهم، وجهد سيدنا إبراهيم عليه السلام لجعل جميع نسله موحدين ويعبدون الله ويبتعدون عن الأصنام، حتى لو كانوا بعيدا عن نسله، ولذلك جاءت الكلمة (من) في البداية وليس للتبعيض، ولأن سيدنا إبراهيم عليه السلام لا يسأل الله إلا لإتمام ما يحبه لنفسه ولذريته.
  • يجوز أن تأتي (مِن) للتبعيض هنا، بناءًا على المعنى أنّ الله أعلمه بأن يكون من ذريته فريق يقيمون الصلاة وفريق لا يقيمونها، فهم لا يٌؤمنون، وهذا الوجه يعتبر ضعيف، وقد قال الله تعالى تبارك وتعالى في كتابه الكريم:”وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ “، ولم يقل: ومن بني.
  • أو يقال أنّ (من) أتت لبيان الجنس، لتقويه المعنى فكان تقدير الآية: ( واجعل من ذريتي مقيمي الصلاة )، والمعنى : واجعل ثمرة جنس ذريتي مقيمي الصلاة، كقوله تبارك وتعالى : “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً”، ويعتبر هذا الرأي هو الأقرب للصواب.

إعراب ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء

يتم تفسير دعاء `ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي` وفقًا للتالي:

  • ربّ: يتم تعريب المنادى بالنصب، وعلامة النصب عليه هي الفتحة المقدرة على أخره بدلاً من الياء.
  • اجعلني:  ينصح بتصريف فعل الرجاء والدعاء من الله سبحانه وتعالى، وتذكير بأن الياء هي ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به منصوب أولا.
  • مقيم:  يُعرب المقيم مفعولًا به ثانًا منصوبًا، وتشير الفتحة إلى نصبه كمضاف.
  • الصلاة: تعرب الصلاة مضاف إلى (مقيم) مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخرها.
  • ومن ذريتي: يأتي حرف الجر “من” بشكل ثابت ومبني على السكون ولا يحتاج إلى إعراب،
  • ذريتي: تعرب ذريتي اسما مجرورا بـ `من` وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره.
  • ربنا: تُعرب كلمة (رب) منصوبًا وهي منادى مضاف، و(نا) تُعرب ضميرًا متصلاً مبنيًا في محل جر مضاف إليه مجرورًا وعلامة جره الكسرة.
  • تقبّل: يتم تصريف فعل الدعاء في زمن المضارع، والفاعل هو ضمير مستتر يعني الله.
  • دعاء: يتم تعريب مفعول به بالنصب وعلامته الفتحة المقدرة.

فوائد الدعاء بأدعية الرسل

ورد في الكتاب الله والأحاديث النبوية الشريفة، مثل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “رب اجعلني مقيم الصلاة” الذي دعا به النبي إبراهيم، ودعاء ذو النون الذي دعا به في الظلام لتخفيف بلائه. هذه الأدعية تدخل في إطار الأدعية المستجابة المنقولة عن رسل الله عليهم السلام، وتعمل على تخفيف القلق وإجابة دعوات المسلمين، وتحصل على أجر الدعاء وفضله، لأنه من العبادات المستحبة

يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز:من الأدعية الجميلة التي يمكن للمسلمين الدعاء بها، هي الدعاء بقول: `لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين`، وكذلك قول الله تعالى في القرآن الكريم: `رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ`.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى