فضل الدفن في البقيع
المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية هي المكان المفضل لزيارته من قبل الحجاج، ولم يكن هذا المكان مهجورا يوما ما، وخاصة عند اقتراب موسم الحج.
تُعَدُّ مَقْبَرَةُ البَقِيْعِ مَوْطِنًا لدفن العديد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك والدة الرسول.
تقع المقبرة في الجزء الشرقي من المسجد النبوي، وتبلغ مساحتها 174،962 مترا مربعا، وهي دائما مزدحمة بالزوار الذين يتوجهون إليها عادة بعد صلاة الفجر.
على يمين البوابة الرئيسية، توجد عدة مقابر كبيرة، وبغض النظر عن النوع، فإنه لا يوجد شاهد أو كتابة على القبور، فقط قطع متوسطة الحجم يتم استخدامها كعلامات.
مع ذلك، يُشتبه بأن المقبرة التي تغطي مساحة حوالي 3 × 4 متر مربع هي قبر الصحابة وعائلة النبي.
تقف أفراد من الجيش السعودي أمام المقبرة على أهبة الاستعداد لتنظيم حركة الحجاج وتسهيل مرورهم، لكي لا يتوقفوا في هذا المكان.
من مدفون بأرض البقيع
تتألف هذه المقبرة من أرض ناعمة وصخرية وتمجد بسبب وجود حوالي 10000 عائلة وأصدقاء للنبي.
من أصدقاء وعائلة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين دفنوا في البقيع، عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص.
تحتوي المقبرة البقيع على بعض الزعماء الإسلاميين وزوجات النبي محمد المعروفين بما في ذلك عائشة وحفصة والسودة، ولا يتم دفن زوجتي النبي خديجة بنت خويلد هناك حيث دفنت خديجة في مكة، وميمونة بنت الحارث في الحبشة.
تم دفن أفراد من عائلة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهم فاطمة الزهراء ورقية وزينب وأم كلثوم وإبراهيم (ابن النبي الذي كان طفلا من مارية القبطية)، في مقبرة الحسن بن علي بن أبي طالب (حفيد النبي محمد)، بالإضافة إلى ذلك، تم دفن عمة النبي محمد في البقيع، كما تم دفن أيضا عثمان بن عفان (الخليفة الثالث وصهر النبي محمد)، وكذلك حليمة سعدية (مرضعة النبي).
تم بناء جدار مع قضبان حديدية عالية لإحاطة مقبرة البقيع، وعادة ما يتم فتحها بعد الفجر وحتى الساعة 09:00 صباحًا بالتوقيت المحلي، وبعد العصر حتى المغرب. في عهد النبي محمد، كانت مقبرة البقيع خارج منطقة المدينة، لكن مع التطور السريع للمدينة المنورة، يبدو أن هذه المقبرة قد اندمجت مع المسجد النبوي.
فضل الدفن في البقيع لدى الرسول
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يزور مقبرة البقيع ليلاً ويدعو للمتوفين هناك ويستغفر لهم، وتشير بعض الأحاديث إلى فضل الرسول صلى الله عليه وسلم لأرض البقيع
حديث عبدالله بن عمر -رضي اللهُ عنهما- والذي فيه: رواه أحمد، والترمذي، وابن حبان، وصححاه، وابن ماجة، وغيرهم: `من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فيها، فإني أشفع لمن يموت بها`.
وفي حديث سبيعة الأسلمية – رضي الله عنها – قال النبي صلى الله عليه وسلم: «… فإنه لا يموت بها أحد إلا كنت له شفيعا، أو شهيدا يوم القيامة» رواه الطبراني في الكبير، والبيهقي في الشعب، وهو حسن.
ومن هنا يوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم يشير إلى أنه سيكون شفيعًا لمن يتوفى ويُدفَن بالمدينة المنورة والبقيع بشكل خاص.
عندما يخرج النبي صلى الله عليه وسلم لزيارة الموتى في البقيع ليلا، يقول: `السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما وعدتم، غدا مؤجلون، وإن شاء الله نلحقكم، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد.` رواه مسلم في كتاب الجنائز.
أهل البقيع الذين دفنوا فيها، سواء كانوا أفرادا أو الأفراد الذين سيحشرون يوم القيامة، سيحظون بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أكده الرسول صلى الله عليه وسلم. وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أنا أول من تنشق عنه الأرض، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم يأتي أهل البقيع فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة، فأحشر بين الحرمين). رواه أحمد والترمذي في سننه – كتاب المناق.
ووفقا لما ذكره الرسول، سيحظى سبعون ألفا من أهل البقيع بشفاعته وستكون لهم دخولا إلى جنة الخلد دون أي حساب أو عقاب سابق. وقد روت أم قيس بنت محصن -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “هل ترين هذه المقبرة، لبقيع الغرقد؟ سيبعث منها سبعون ألفا في يوم القيامة على شكل القمر في ليلة البدر، وسيدخلون الجنة دون حساب”. فقام عكاشة بن محصن وسأل: “وأنا يا رسول الله؟” فأجاب: “وأنت”. ثم قام شخص آخر وسأل: “وأنا يا رسول الله؟” فقال: “عكاشة سبقك إليهما”. هذا ما رواه الطيالسي وابن شبة.
عند زيارة المدينة المنورة، يجب علينا زيارة مقابر البقيع والدعاء للمتوفين من المسلمين والاستغفار لهم، وأن نتذكر أننا سنكون يوما ما مدفونين تحت الأرض.
ندعو الله أيضا أن ندفن في الأراضي المقدسة، مثل المدينة المنورة ومكة المكرمة، لنحظى بشفاعة الرسول ودخول الجنة بلا حساب أو عذاب سابق.