اسلاميات

فضل التصدق بالملابس

فضل الصدقة في الإسلام

الصدقة هي عطاء ومنحة، وهي دليل على طهارة النفس والسيرة. فالمتصدقون لهم مكانة عظيمة، وأمر الله تعالى بالصدقة والإحسان، حيث قال في سورة إبراهيم “قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلا.

  • والصدقاء تمنع السيئات والشر وتقي من عذاب يوم القيامة، حيث يقول الرسول الكريم”ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة”.
  • فيما يتعلق بفضل الصدقة، فإنه عظيم وكثير، لأنها من أحب الأعمال والطاعات لله عز وجل، ومن بين فضائل الصدقة:
  • تمحو الصدقة الخطايا وتذهب بشرور النار، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: `وإن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار`.
  • تُعَد الصدقة سببًا لتهدئة غضب الله عز وجل عن العباد، وفي هذا الصدد قال الرسول الكريم: “إنَّ صدقة السر تُطفئ غضب الرب تبارك وتعالى.
  • الصدقة هي ظل ونور يوم القيامة، فتحمي الناس من حر جهنم، وذلك بقول رسول الله: “كل شخص في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس”.
  • الصدقة تشفي الجسم من الأمراض وتطهر النفس من الأذى، وقال الرسول: `عالجوا مرضاكم بالصدقة`.
  • الصدقة تلين القلب وتمنح النفس السماحة والحب، كما قال الرسول: `إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم`.
  • الصدقة تمنع البلاء وترفعه عن الناس، فمن يتصدق لوجه الله عز وجل، فإن الله يفرج كربته ويزيل البلاء عنه، وإن لم يحدث شيء، فإن الله سيثيبه على صدقته. وذلك استنادا لقول سيدنا يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: “وأمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم

فضل التصدق بالكساء للمحتاجين

الدين الإسلامي الحنيف دين للتكافل الاجتماعي والكرامة لجميع العباد، وأمرنا الله تعالى بالتصدق لمنع الأذى عن كل مسلم وإعطاء إخوتنا ما يحتاجون إليه، والكساء من الأساسيات لحياة كل إنسان ليستر عورته ويمنع الأذى عنه. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده، لا يلبس أحد ثوبا جديدا ثم يقول ما قال، إلا لله عز وجل، ثم يتصدق به للمسكين، إلا كان في حفظ الله ورعايته ما دام على قوله هذا، سواء كان حيا أو ميتا.

من أفضل الأعمال التي يمكن فعلها للمحتاجين هو تقديم الملابس لهم، ولأن الله يلبس من يتصدق بالثياب من الجنة، فإنه ينبغي لنا أن نقدم المساعدة لهؤلاء الناس. كما ذكر رسل الله صلى الله عليه وسلم: “من أطعم مسكينا على جوع أطعمه الله في الجنة، ومن سقاه على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة، ومن كساه على عري كساه الله من خضر الجن.

من كسى عبد من عباد الله لم يفضحه الله أبداً وستره، وما أعظم ستر الله العظيم، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم”المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يسامه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم، فرج الله عنه كربه من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلم ستره الله يوم القيامة”.

يُرحم الرحماء من قبل الله، فمن الرحمة أن يكسوا المحتاجين ويقدّموا لهم المساعدة، وعدم تركهم في حاجة للملابس والكساء حتى لا يصابوا بالحرج، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء`.

النجاة من عذاب يوم القيامة هي نعمة عظيمة من الله، ويعتبر ذلك بمثابة نجاة من الأهوال التي يواجهها الناس في ذلك اليوم، وذلك بناءً على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحب الخير إليهم، أولئك هم الناجون من عذاب يوم القيامة.

سيدنا إبراهيم رضي الله عنه هو أول من يستره الله بالكساء يوم القيامة، واختلف العلماء في سبب ذلك، فمنهم من أرجع ذلك لأنه تعرى في النار دفاعاً عن دينه ومعتقده العظيم بأن الله الواحد القهار وحده هو الخالق ولم يشرك معه أحد، ومنهم من قال لأنه ستر الفقراء وكساهم فكان هو أول من يستر يوم القيامة والله أعلم.

فضل التصدق بالملابس القديمة

يعتقد بعض الناس أن التصدق بالملابس القديمة ليس عملا جيدا، ولكن الله تعالى يعلم ما يخفونه في قلوبهم، ويجب على المؤمنين أن يكونوا واعين وذوي فهم، لأن الإسلام هو دين الفطنة والحس الرفيع، إذا كانت الملابس قديمة ولكنها في حالة جيدة، فلا مانع من التصدق بها لتغطية الفقراء والمحتاجين، فهناك أشخاص يحتاجون إلى الملابس لحماية أجسادهم من البرد ولتغطية عوراتهم.

وعن ابن مسعود قال” قال يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط وأجوع ما كانوا قط وأظمأ ما كانوا قط وأنصب ما كانوا قط، فمن كسا لله كساه الله، ومن أطعم لله أطعمه الله، ومن سقى، لله سقاه الله، ومن عفى لله أعفاه الله“.

وعن أبي إمامة روى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في يوم وهو ف جمع مع أصحابه، دعا له أحد الصحابة بقميص جديد، فلبسه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم قال الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي” ثم قال فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس ثوباً جديداً ثم قال” والذي نفسي بيده ما من عبد مسلم يلبس ثوبا جديدا، ثم يقول ما قلت ثم تعمد إلى سمل من أخلاقه التي وضع فيكسوه إنسانا مسلما مسكينا فقيرا، لا يكسوه إلا لله عز وجل، إلا لم يزل في حرز الله، وفي ضمان الله، وفي جوار الله مادام عليه سلك واحد، حيا وميتا” وذلك معناه أن لا مانع من التصدق بالملابس القديمة كما فعل عمر وقبله الرسول صلى الله عليه وسلم فلا حرج أبداً في ذلك، وورد في تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي الشافعي”ويسن لمن لبس ثوباً جديداً التصدق بالقديم”.

هل تجوز الصدقة بالملابس البالية

يغفل الناس أحياناً عما يجب دينياً وإنسانياً فعله، فيفعلوا السوء ويظنوا أنهم يحسنوا أعمالا، ولكن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيب، حيث إن الثياب البالية والمرقعة، ليست من الصدقة بشيء، ولا يجوز إهانة الناس بإهدائهم مثلها، إذ تعتبر هذه إهانة للناس وسبة لهم والله لا يقبل ذلك فقد كرم الله الإنسان وجعله على سائر المخلوقات مكرما.

ابن حجر الهيتمي الشافعي يقول في كتابه `تحفة المحتاج`: `التصدق بالثوب القديم ليس مثل التصدق بالثوب الرديء، بل يفضل التصدق بما يحبه الناس، وهذا هو العرف في التصدق بالمال دون الذهب والفضة`. وبالتالي، لا يجوز التصدق بثوب رديء وبالي المظهر.

يقول الله تعالى ف كتابه العزيز في سورة آل عمران آية 92″لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ”صدق الله العظيم، ومعنى ذلك أن يجب أن تكون الصدقة طيبة محمودة كما يقبله العبد لنفسه، وأن ينفق من أشد الأشياء حباً له وليس البالي المرقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى