اسلاميات

عوامل نجاح الرسول في دعوته

دعوة الرسول إلى الإسلام

قام الله سبحانه وتعالى بإرسال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كرسول إلى جميع العالم، وحمل معه دين الإسلام الذي يغطي كل جوانب الحياة والمسائل الخاصة بالبشرية في جميع المجالات، وقد جاء محمد كخاتم للأنبياء والمرسلين من الله، وقد ذكر ذلك في الدين المسيحي أيضا بأن الله سيرسل نبيا بعد عيسى اسمه أحمد.

منذ بداية حياة الرسول الكريم التي شهدت الكثير من الألم، لكن الله تعالى عوضه بقربه منه، كان الرسول أنقى الخلق وأرحمهم وأتقاهم وأكثرهم خشية من الله تعالى، وعمل الرسول الكريم على نشر الدعوة إلى دين الإسلام وتوحيد الله تعالى بالخلق الحسن والرحمة والترغيب، فكانت شخصية الرسول نفسها عاملا من عوامل نجاح الدعوة الإسلامية التي ستتناول في السطور القادمة.

ما هي عوامل نجاح الدعوة الإسلامية

الإسلام هو دين السلام والرحمة والأخوة، وحرص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على تأكيد ذلك للناس ليدخلوا في دين الإسلام. وساعد النبي في نجاح دعوته للإسلام بالآتي:

أخلاق الرسول

الرسول صلى الله عليه وسلم كان متميزا بالكمال الخلقي، وقد من الله عليه بالسمو والكمال الذي ظل ثابتا في شخصيته دون تغيير مع تغير الزمان والأحداث، وكان خلقه مثالا للقرآن كما وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها، وتجلى فيه الكمال الخلقي للرسول

  • الصدق في القول والإخلاص في العمل والوفاء بالعهد والتزاماته حتى مع الأعداء يعد صفة الأمانة والصدق الحقيقي.
  • شجاعته تأتي من إيمانه بالله تعالى.
  • رحمته تشمل جميع خلقه، الكبار والصغار على حد سواء.
  • يتميز بكرمه وجوده، وسخاءه، وتسامحه المتناهي في جميع جوانب الحياة.

كانت أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم هي الأساس الذي يعتمد عليه في دعوة الناس إلى الإسلام، حيث كانت أخلاقه من العوامل الرئيسية التي ساعدت على نجاح الدعوة الإسلامية.

الخصائص التي ميز الله بها الرسول

ميز الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الرسل والأنبياء بخصائص خاصة تتتحلى بها الحديث الشريف، ومن هذه الخصائص التي ذكرها أبو هريرة رضي الله عنه في الحديث النبوي الشريف

” فُضِلتُ على الأنبياءِ بِستٍ : تمنحني الله الجوامع في الكلم، وينصرني بالرعب، وأعطاني الغنائم، وجعل الأرض مسجداً وطاهراً لي، وأرسلني إلى الناس بأكملهم، وختم النبوة بي

كانت هذه الخصائص من العوامل التي ساهمت في نجاح دعوة الإسلام، حيث قبل آلاف الأشخاص حول الرسول صلى الله عليه وسلم وصدقوه وآمنوا به.

التخطيط للدعوة

لم تكن الدعوة للدين الإسلامي حدثا غير مخطط له ، حيث أن الاستعانة بالله تعالى ، والتخطيط الجيد والمتقن القائم على الدراسة الواعية من قبل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وتشاوره مع الصحابة رضي الله عنهم كانوا من العوامل التي ساعدت في إنجاح الدعوة الإسلامية ، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقدم على فعل أي شيء قبل استمارة الله تعالى ، ثم مشاورة الصحابة ، ودراسة الموقف ، وبعدها اتخاذ القرار دون تردد.

: كانت بداية الدعوة الإسلامية مخططة من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم لتتم بشكل سري لمدة ثلاث سنوات، ولعل ذلك كان خوفا من بطش المشركين بالفقراء الذين اعتنقوا الإسلام مع النبي. وخلال الثلاث سنوات، انضم الناس حول الرسول، وكان من السهل بعد ذلك الإعلان بوضوح عن الإسلام عندما أمر الله تعالى رسوله بذلك. وجهر الرسول بالدعوة إلى التوحيد والإيمان به أمام قريش، ولكنهم رفضوا الدعوة. وبعد ذلك، تم التخطيط للمرحلة الثالثة من الدعوة الإسلامية وهي الهجرة، وكان هذا التخطيط من بين عوامل نجاح الدعوة الإسلامية.

الثبات على الموقف

عندما دعا النبي صلى الله عليه وسلم قومه الجهرة إلى الإسلام، كذبوه واتهموه بالسحر والجنون، ولكنه ثبت على موقفه من الدعوة الإسلامية والدين الإسلامي، حتى بعد تهديدهم بالقتلوالتعذيب، لم يتراجع عن موقفه وثباته. وعندما طلب عمه منه أن يستمع لقومه، رد النبي صلى الله عليه وسلم عليه قائلا:

يُعبِّر هذا المقولة عن رفض التحكم بالأمور التي لا يمكن التحكم بها، والاعتماد على الله في جميعالأمور

كان ثبات الرسول على ما جاء به من الوحي عاملًا مهمًا في نجاح الدعوة إلى الإسلام بين الناس، وقد ساهم في إحداث الأمن في قلوبهم.

اساليب الرسول التربوية

ربما كانت من أهم العوامل التي أسهمت في نجاح الدعوة الإسلامية هي الأخلاق والأساليب التربوية التي تعامل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس. فقد جمع الله تعالى له سبل الهداية ووسائل الرشاد، حيث منحه قدرة على استخدام الكلمات البليغة وتوضيح الأمور بشكل دقيق. وكان أبو بكر الصديق يعجب من فصاحة الرسول صلى الله عليه وسلم ويسأله: `لم أجد أحدا أفصح منك وأدبا؟` وبالأدب هنا يشير إلى الفصاحة وعلم الحديث، فيجيب الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: `أدبني ربي فأحسن تأديبي`.

كانت من الأساليب التربوية التي اتبعها الرسول الكريم في دعوته للإسلام، وأحد عوامل نجاح الدعوة هو:

  • يتحدث مع الناس وفقًا لمستوى ذكائهم، فهو يتحدث بلهجة كل قوم ويأخذ في الاعتبار حالة كل شخص عندما يتحدث معه.
  • ينبغي النصح بين الحين والآخر لتجنب أن يصبح النصح والتعاليم الإنسانية عبئًا على الناس.
  • كرر القول ثلاث مرات حتى يفهمه الناس.
  • يتم تعليم التوجيهات الإسلامية بسهولة ويسر، باستخدام التشجيع بدلاً من الترهيب والمشقة والصعوبة.
  • يمكن استخدام أسلوب الغائب إذا كان الشخص يريد تصحيح خطأ أحد الحاضرين، حيث يقول: `كان في قوم كذا وكذا…`، وذلك لتجنب إحراج الشخص المخطئ.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ في الاعتبار مشاعر الصغير والكبير، والقوي والضعيف، وكان لطيفًا في قوله وفعله، مما جعل الدعوة الإسلامية ناجحة بشكل كبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى