ادب

عوامل ظهور النزعة العقلية

عوامل ظهور النزعة العقلية

إذا نظرنا إلى تعريف النزعة العقلية، فإن دراسة عوامل النزعة العقلية من حيث طبيعتها ومصادر الحصول عليها وحدوها تعد مبحثا من أهم مباحث فلسفة. يذهب بعض الباحثين إلى أن نظرية النزعة العقلية تكون مفتاحا أساسيا لفهم أي تيار فكر فلسفي، من حيث اختلاف الفلسفات

يختلف الفلاسفة في الفلسفة، فالمثاليون يؤيدون النزعة العقلية، والماديون يميلون إلى المعرفة الحسية، والنقاد يأخذون مبدأ الجمع بين العقل والحواس، والمتدينون يميلون إلى الوحي كمصدر لمعرفة النزعة العقلية.

  • في تاريخ الفكر الإسلامي، ظهرت العديد من الحركات النزعية
    هذه الحركات عقلية دينية تستخدم في التفسير والحديث والتشريع وغيرها.
  • حركة في التاريخ والقصص والسير وما شابههذا.
  • حركة فلسفية شاملة في المنطق والكيمياء والطب.

وينبغي ألا يتجاهل الحركة القصصية بسبب تأثيرها في الفكر العربي، حيث كان الاعتماد على الترهيب والترغيب فيها بدلاً من الصدق.

وكانت الحركة الفلسفية ، على ما يبدو من أقل الحركات انتشارا ، كما كان مظهرها بداية في المدراس السريانية ، التي كانت منتشرة في أماكن كثيرة من العالم الاسلامي ، وعنهم أخذ المسلمون وكان أثر ذلك ظهور بعض المذاهب الدينية ،وقد كان مصدر المنطق عند العرب هو العقل الذي تغنوا به، وبأدلته وبراهينه.

ومن عوامل ظهور النزعة العقلية كان دور دول الغرب ، حيث أن الهند ، الفرس ، واليونان من الدول التي تفتحت على العرب ، ومابخلت بعطائها الثقافي ، والبشري ، ولا من تجميد معارفها ، حصرها ، بل كانت شموعا اقتبست القصيدة العربية منها مايخدمها ، ويزكيها علما ، ومعرفة، وعقلا ، ومنطقا.

كان للآثار السيف ذو حدين والثقافية تأثيران، فالإيجابي منها هو تنظيم بشر بن المعتمر لوصف مشاهد الطبيعة ودلالتها على قدرة الخالق، أما السلبي فهو ينافي القيم الإسلامية والمبادئ السامية مثل الشعر اللغوي والمجون كما في شعر أبي نواس.

فكرة الإلحاد دفعت بعض فلاسفة اليونان إلى الشك في وجود الإله، وكذلك دفعت بعض فلاسفة الغرب الحديث إلى إنكار فكرة وحدانية الله.

في الثقافة العربية، ارتبطت فكرة الالحاد بنفي عقيدة النبوة التي كانت تعتبر وسيطا بين الخطاب الإلهي والعقل البشري. ساهمت الحركة الاستنارية والتقدم العلمي التجريبي في القرون الثالث والرابع الهجريين، وبشكل خاص في العصر العباسي، في انتشار الالحاد الذي ينكر النبوة. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت النزعة الحسية في شعراء المجون الذين أعلنوا أن الرغبة والمتع الجسدية لا يمكن التضحية بها استجابة للإيمان الديني.

النزعة العقلية في الشعر العربي 

أصبح مصطلح “النزعة العقلية” من المفردات الشائعة في الوقت الحاضر، ويمكن لهذا المصطلح أن يعني شيئين: تاريخيًا ومذهبيًا. فالنزعة الإنسانية الجديدة هي تمازج للنزعة الإنسانية اليونانية التي ترجع إلى التراث القديم، ونقلها من الماضي إلى التطبيق على الحاضر.

رحب المجتمع بنشاط هذه الحقبة الزمنية، واندمجوا مع الشعوب الأخرى من خلال الزواج والتعلم منهم. وقاموا بمحاكاة وتقليد الفرس في جميع أفعالهم، بما في ذلك الطعام والشراب واللباس، وقاموا بتقليدهم في المعمار والبناء والغناء والموسيقى والترفيه.

عند النظر إلى موقف المعتزلة من حجية مصدر آخر في النقد، نجد أن الإجماع قد لقي الكثير من الاهتمام من قبل علماء النقل، حيث اكتفوا بالمعرفة كمعيار للقبول أو الرد، ولم يعتبروا عدد الناقلين اللائزمة كمعيار للحجية.

كانت النزعة العقلية في كل شيء، وكان للثقافة اليونانية الروحانية نصيبٌ أكبر من الثقافة اليونانية العقلانية، مثل الشعر اليوناني وكل أنواع الأدب الروائي، وكل ما كان يعدُّ يونانيًا بحتًا، بالإضافة إلى كبار مؤرخي اليونان.

العنصر الروحي للنزعة العقلية

يشير العنصر الروحي – في المعنى الواسع للكلمة – إلى المبدأ الذي تقوم عليه الحضارة، ويتضمن هذا المبدأ تعاضد العقل والوجدان. فمع ظهور الحضارات الحديثة، ظهر أسلوب مزدوج من النزعة العقلية في فهم الطبيعة والنزعة الرومانسية في بناء الفكرة للإنسان.

مراحل تطور الحياة العقلية عند العرب

حدث التطور في الحياة العقلية لدى العرب، من العصر الجاهلي إلى النبوة ومن ثم الخلافة، وصولا إلى العصر الأموي والعصر العباسي، ويوضح موقع الثقافة العربية بين الثقافات الأخرى التي بنيت عليها الحضارة الإسلامية، ونقاط قوتها وضعفها.

في العصر العباسي الأول، ظهرت روافد الحياة الفكرية كمناظرات وترجمات ومحاضرات. كان الشعر العباسي مرتبطا بتلك الحركة الفكرية، حيث تجلى النزعة الفكرية في العصر العباسي، واستوعب الشعراء ثقافاتهم ومعارفهم من مختلف أنواع المعرفة، بما في ذلك الثقافة اليونانية والفارسية والهندية.

تأثرت القصيدة العربية بشكل كبير بالثقافات المختلفة للأمم الغربية، حيث كان الشاعر ينظم قصائده ويتضمن العلوم والمعارف التي تم اكتشافها من قبل الغرب.

تأثير النزعة العقلية الفارسية في الشعر

كان للثقافة اليونانية تأثيرا أقوى على الشعر والشعراء. فتأثيرها في الشعر كان أعمق، حيث فتحت أمام الشعراء أبواب الفكر الفلسفي وأبواب المنطق ومقاييسه. كما أثرت الثقافة اليونانية على الأدب بالمعطيات العقلانية والفلسفية. تضمنت الكتب الأدبية الكلاسيكية التعبير الأسلوبي والأفكار الفلسفية في آن واحد.

فيما ابتعدت الكتب الأدبية والفلسفية عن الساحة، وجاء عصر الانحطاط، اندثرت النزعة العقلية، مما أدى إلى اندثار الفلسفة العقلية والإنسانية الخاصة بالعرب لعدة قرون.

حتى القرن التاسع عشر وظهور عصر النهضة، ومحاولة إعادة الاتصال بكتب التراث المبدعة في الحضارة الأوروبية، عندما نقول أن النزعة الإنسانية قد اختفت من الساحة العربية الإسلامية، نعني أن الموقف العقلي الذي كان يدعمها قد اختفى أيضا، وانتشار النزعة الإنسانية يرتبط بتزاوج النزعة العقلانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى