عناصر القيادة وأركانها
مفهوم القيادة
القيادة هي واحدة من أفضل الأدوار التي يقوم بها مجموعة من الأفراد وتؤثر في سلوك مجموعة أخرى من الأشخاص المرؤوسين في سياق العمل. فهي تمثل الدور الذي يقوم به الشخص في إقامة علاقات تفاعلية في المجتمع بين القائد وأتباعه. يهدف القائد إلى التأثير وتوجيه سلوك مجموعة الأفراد العاملة في محيط العمل لتحقيق أهداف العمل الناجحة. تعد القيادة أيضا عملية ديناميكية تتطلب تفاعلا بين عناصر متعددة. وتتطلب القيادة وجود مهارات وصفات معينة لتحقيق نجاح تلك الدور، بخلاف العديد من الأدوار الأخرى التي تحتاج أيضا إلى تطوير تلك الصفات. وتعد عملية القيادة عملية مستمرة للتعلم من أجل اكتشاف أفضل أساليب القيادة.
أهمية القيادة
- القيادة الواعية هي التي تقدم للمجموعة الدعم النفسي والتنمية الفردية التي تؤثر على سلوك وعمل المجموعة، ومن بين الميزات التي تقدمها القيادة أيضا هي بناء روح الفريق والتحفيز، حيث يدعم القائد الأتباع عن طريق توفير بعض الموارد التي تساعدهم في إنجاز المهام وفقا لمعايير الأداء الموضوعة داخل العمل.
- يعتبر الدعم النفسي من الأدوار الرئيسية التي يقوم بها القائد، حيث يُساعد الأتباع على إتمام المهام بشكل أفضل، كما يُساعدهم على التعامل مع المشاكل المختلفة التي تواجههم في بيئات العمل، حيث يُولد الدعم نوعًا من الحماس والطاقة التي تزيد من كفاءة الأداء.
- تطوير الأفراد من خلال أدوار أخرى يجب أن يقوم بها القائد، ومن خلال ذلك يعزز القائد الرغبة والحماس لدى المتابعين ويساعدهم مباشرة في تحقيق الأهداف الشخصية وبالتالي يساعدهم غير مباشرة في تحقيق الأهداف العامة للعمل. وبالتالي، التطوير يؤدي إلى نمو وتطور العمل بشكل عام.
- تتمثل أهمية القيادة في بناء روح الفريق، وهي تساعد على تطوير العمل بشكل جماعي، كما أنها تؤدي إلى تنسيق أنشطة الأعضاء لتحقيق الهدف العام، وهو تحقيق التنمية المستدامة التي تساعد على استمرار تحقيق أهداف المجموعة.
أركان القيادة
- بناء العلاقات
- تغيير المعتقدات
- تنمية المواهب
- التفكير الاستراتيجي
بناء العلاقات: لكي تصبح قائدا مؤثرا، يجب عليك توثيق العلاقة بينك وبين الناس، لبناء علاقة طويلة الأمد مبنية على الثقة المتبادلة. يجب أن نذكر أن هناك العديد من القادة الذين يفضلون إقامة علاقات شبيهة بالعلاقات العسكرية في بيئة العمل. بالطبع، يطلب هذا النوع من العلاقات في بيئة العمل لضمان الجدية. ومع ذلك، يؤدي غالبا هذا النوع من العلاقات إلى النتائج المعاكسة للتوقعات. لذا يجب بناء علاقة قائمة على عدة أسس، بما في ذلك الثقة والتواصل الجيد والجدية.
تغيير المعتقدات: دور القائد يمكن أن يكون أحد أهم الأدوار، خاصة مع الأتباع الجدد. هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة التي يتبناها الموظفون، مثل “أنا لست موظف جيد” و “لا يمكنني فعلها بجدارة”، وهذه الرسائل الخاطئة يمكن أن تؤثر على ثقة الموظف بكفاءته وجودة الإنتاجية لديه. لذلك، يأتي دور القائد في تغيير هذه المعتقدات الخاطئة لدى الموظفين. يمكن أن يؤدي تغيير برمجة العقل إلى تأثير إيجابي على بيئة العمل بالكامل، ويقوم القائد بذلك عن طريق إعطاء الموظف الأمل والتركيز على الإنتاج الجيد الذي يقوم به، ومحاولة تجنب التعليق السلبي على الأخطاء.
تنمية المواهب: الشيء الأعظم الذي يمكن للقائد القيام به هو تطوير المواهب الجديدة، حيث أن النفع يعود بشكل مباشر إلى المنظومة بشكل عام، فهناك الكثير من المواهب التي لم يتم اكتشافها بعد وتنتظر فقط التوجيه من الأشخاص الأكثر نجاحا أو معرفة، والتنمية ليست من الأمور الصعبة التي يجب أن يقوم بها القائد، حيث يمكن للمنظومات تنظيم بعض الأنشطة والموارد التي تساعد في خلق بيئة تساعد في التنمية للجميع بشكل أفضل، ومن الممكن تقسيم الأنشطة إلى وظائف مختلفة تمنح الناس فرصة لتجربة بعض التجارب الجديدة والاستفادة منها.
التفكير الإستراتيجي: العمود الرابع والأصعب هو التفكير، فجميع الأشخاص عادة ما يكونون جيدين في اتباع القواعد، ولكن هناك القليل من الأشخاص الذين يستطيعون خلق ووضع تلك القواعد، ولذلك فإن هذا الجانب يحتاج إلى الكثير من الدراسة، حيث تعد هذه الأركان من أساسيات التفكير السليم ويجب على الفرد معرفة النهج الذي يجب اتباعه لاتخاذ القرارات الصحيحة.
عناصر القيادة
- الشفافية: إنها واحدة من عناصر القيادة التي يجب توفرها، وتعني أن يتمتع الشخص بالصدق والقدرة على مواجهة الأشخاص بأخطائهم دون التقليل من أعمالهم، والشفافية هي واحدة من عناصر القيادة التي يتطلب تحقيقها الكثير من الأمور، بما في ذلك النقاش المستنير واتخاذ القرارات المشتركة.
- التعلم من الفشل: من بين العناصر الأخرى التي يجب أن تتوفر في عملية القيادة، قد تحدث بعض الأخطاء في بيئة العمل وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى الفشل. ولكن لا يوجد قائد ناجح لا يتعلم من الفشل ويعمل على التغلب عليه بأقل قدر من الخسائر الممكنة. تحمل المخاطر المتعلقة بالفشل تعزز الثقة بين القائد والمتبعين.
- الثقة: تعد هذه المبادئ الأساسية الأهم التي يجب توفرها في القيادة، حيث أن القيادة دائما تكون في يد الأشخاص الأقوياء الذين يمتلكون القوة اللازمة لمواجهة التحديات والفشل، والثقة هي من العوامل التي تزيد الشعور بالأمان بالنسبة للسلطة.
- الجدية: يجب توافر نوع من الجدية لدى القائد في عملية الحسم، حيث تلعب دورا هاما في السيطرة على تقدم العمل وتحقيق الأهداف الصغيرة لتحقيق الهدف الكبير، وهو نجاح المنظومة، فالدراسات تشير إلى أن العلاقات الرخوة التي تفتقر إلى الجدية في بيئة العمل تسبب عدم تحقيق الإنتاجية المطلوبة.
الصفات التي ينبغي توافرها في القائد
- القدرة في صنع القرار
من إحدى الصفات الموجودة في القادة الناجحين هي الرؤية المستقبلية والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في الأوقات المُناسبة، عادًة ما تكون القرارات التي يتخذها القائد لها عمق كبير في تحقيق نجاح أو فشل المجموعة، لذلك توافر تلك الصفة لدى القائد، والقدرة على صنع القرار هي من إحدى الصفات الضرورية والتي يمكن تعلمها وتنميتها أيضًا مع الوقت.
- الإبداع والابتكار
يحتاج القائد في القيادة الإدارية إلى وجود حس الإبداع والابتكار، حتى يتمكن من تحقيق التقدم الدائم والنجاح. يجب توفير الحس الإبداعي للقائد، فالتفكير الإبداعي المستمر يضمن التميز المستمر للفريق، والأفكار الإبداعية يمكنها تحقيق الأهداف عندما تنجح.
- التعاطف
توجد فكرة متأصلة لدى كثير من الأفراد بأن القائد يجب أن يكون شخصا قاسيا، ولكن في الواقع تبينت من خلال العديد من التجارب أن النظام الذي يعتمد على قائد يتمتع بالحس العاطفي هو من أنجح الأنظمة. فالقائد الذي يعتمد على أسلوب الديكتاتورية ويهمل العواطف، يؤدي هذا الأسلوب إلى فشل التواصل مع المتابعين، وبالتالي فشله في القدرة على التعلم وبالتالي فشل النظام بشكل عام.
- الصمود والمرونة
عند البدء في منظومة عمل جديدة يجب أن تتوافر تلك الصفة بشكل أساسي لضمان استمرار ونجاح تلك المنظومة، هناك الكثير من المشاكل التي من الممكن أن يواجهها القائد ليست في العمل الخارجي فقط، بل وأيضًا في العناصر المكونة للمنظومة من الداخل، فيجب أن يتحلى القائد بالمرونة لنجاح مواجهة تلك المحطات.