على ماذا يعتمد اقتصاد الكويت
الأسس التي بني عليها اقتصاد الكويت
في ستينات القرن الماضي، اعتمد اقتصاد الكويت على اكتشاف النفط في أراضيها، وأسهم ذلك في نهضة اقتصادية كبيرة ظهرت آثارها على كافة القطاعات الحيوية، ولم يكن النفط وحده الأساس الذي يعتمد عليه اقتصاد الكويت، فهناك عدة أسس أخرى وهي كما يلي
- القطاع الخدمي:
يحتوي هذا القطاع على نسبة كبيرة من المواطنين الكويتيين حيث تصل نسبتهم إلى 70.1% من إجمالي سكان الكويت، ويشمل هذا القطاع قطاعات أخرى مثل القطاع العقاري والقطاع المالي.
- قطاع الزراعة:
تساهم الزراعة بنسبة ضئيلة في اقتصاد الكويت بسبب أراضيها الصحراوية ونقص الموارد المائية، وتعتمد الزراعة في الكويت على الصيد واستخراج اللؤلؤ، ويعمل بهذا القطاع 2.2٪ من السكان الكويتيين، وأغلبهم ورثوا المهنة عن آبائهم.
- قطاع البترول :
تعتمد الكويت اعتمادًا كبيرًا على البترول في اقتصادها، حيث تساهم في تصدير أكثر من 90٪ من إجمالي الناتج المحلي للبلاد.
القطاعات الاقتصادية المؤثرة في الكويت
تعددت الأنشطة الاقتصادية المؤثرة بالكويت ومنها ما يأتي:
- البنوك والمصارف:
منذ احتلال بريطانيا للكويت حتى جعلتها مركزا للاستثمار البريطاني، تم إنشاء البنك البريطاني للشرق الأوسط عام 1941. وبعد توقف الأنشطة المصرفية الأجنبية في الكويت، تم إنشاء البنك الكويتي الوطني، ثم ظهرت العديد من البنوك الهامة مثل بيت التمويل الكويتي وهو البنك الذي يتبع أحكام الشريعة الإسلامية، وكذلك ظهرت شركات الصرافة مثل شركة المزيني والتي تعد أكبر شركات الصرافة في الكويت
- النفط:
تحتل صناعة النفط مكانة رائدة في الكويت، ووفقا للدراسات الاقتصادية، يقدر احتياطي الكويت من النفط بحوالي 104 مليار برميل، وهو يعادل 10% من احتياطي العالم بأكمله، وتتنوع إنتاج النفط الكويتي بين النفط الخام والأسمدة الكيميائية والكلورين والغاز الطبيعي
- القطاع السياحي:
تمكنت الحكومة الحالية في الكويت من جعل الكويت من بين الدول السياحية التي يبحث عنها السياح الأجانب والعرب على حد سواء، وذلك بفضل الأنشطة البحرية مثل الغوص وصيد اللؤلؤ وصيد الأسماك وركوب اليخوت، حيث تمتلك الكويت شعابا مرجانية نادرة الوجود، وهذا بالطبع جعل السياحة مصدرا هاما للاقتصاد الكويتي
- قطاع العقارات والمباني:
ظهرت العديد من شركات العقارات في الكويت التي ساهمت في إحداث طفرة اقتصادية كبيرة على المستوى العام، منها شركة أعيان والشركة التجارية العقارية وشركة العقارات المتحدة، وعلى الرغم من تداعيات فيروس كورونا على السوق العقارية في الكويت، إلا أن تلك الشركات استطاعت الحفاظ على حصتها الكلية
- الثروة الحيوانية والسمكية:
تمتلك الكويت ثروة سمكية هائلة تجعلها تصدر معظم إنتاجها للدول الأوروبية والآسيوية المجاورة، كما أن لديها ثروة حيوانية ضخمة من الماعز والإبل بسبب اهتمام الدولة بالتحصينات الطبية والعلاجات
- القطاع التجاري:
ترتبط دولة الكويت بعلاقات تجارية متشعبة مع معظم دول العالم، نظرًا لحصتها المرتفعة من النفط مما يدعم الحركة التجارية كذلك امتلاك الكويت موانئ ضخمة تسهل حركة الاستيراد والتصدير بين الدول المجاورة، ومن أهم الأنشطة التجارية مع الدول العربية بالتحديد هي المواد والمحاصيل الغذائية.
على ماذا كانت تعتمد الحياة في دولة الكويت قبل النفط
قبل اكتشاف النفط، جمع النشاط الاقتصادي في الكويت بين النشاط البري والنشاط البحري، حيث كان الأهالي القدامى يجوبون البحار بحثا عن اللآلئ، ويعملون في الملاحة البحرية لنقل البضائع بين موانئ الخليج وإفريقيا وسواحل البنغال والهند الشرقية. ولقد حظيت هذه الأنشطة بإعجاب البحارة الأجانب، مثل الرحالة الألماني “كارستن نيبور” والرحالة الأسباني “فاليارس” الذي كتب مؤلفا خاصا عن البحارة الكويتيين وأطلق عليهم اسم “أبناء السندباد”. وكان النشاط البري لأهل الكويت يعتمد على القوافل البرية الكبيرة التي تسافر من حلب ودمشق في الشمال. وحسب رواية الطبيب الإنجليزي “إدوارد ديفز” الذي كان على متن إحدى تلك القوافل، فقد ذكر في تقريره عام 1758 ميلاديا أن القافلة كانت تضم ما يزيد عن خمسة آلاف جمل بقيادة خمسة آلاف رجل، مما يدل على أهمية الكويت في الجزيرة العربية وقدرة حاكمها على تأمين طرق المواصلات
تعرفت الكويت على صناعة البترول في عام 1913، عندما منح الشيخ صباح حاكم الكويت ترخيصا لاستكشاف واستخراج النفط من أراضي الكويت لبريطانيا. ثم في عام 1934، أعلن الشيخ أحمد الجابر الصباح عن عمليات استكشاف النفط بواسطة شركة التنقيب المحدودة، وهي شركة بريطانية أمريكية، وهذا ما يعرف بالاتفاق الفضي، حيث كانت الأنابيب تنقل البترول عبر خطوط خاصة في البحر الأحمر
ولكن في عام 1938 اكتشف بئر برقان الغربي وهو المعروف باسم بئر برقان الأول، ومنذ ذلك الحين تربعت الكويت على عرش الدول المنتجة للبترول، ثم إبان الاستقلال الكويتي عن بريطانيا في عام 1961، أنشئت الكثير من شركات البترول الوطنية الكويتية ومنها شركة النفط الوطنية، وشركة البترول الوطنية الكويتية عام 1960، كما تأسست شركة الكيماويات البترولية عام 1963.
في ديسمبر 1975، أمت الدولة الكويتية صناعة النفط، وأصبح النفط الركيزة الأساسية في اقتصاد الكويت، حيث احتكر ما يزيد عن 6% من احتياطي النفط في العالم. ومع ظهور النفط على أراضي الكويت، حدثت طفرة اقتصادية مثل باقي دول الخليج العربي. وجاء تاريخ انضمام الكويت إلى منظمة التجارة العالمية بعد اكتشافها للنفط
متوسط دخل المواطن الكويتي عام 2020
نجحت الحكومة الكويتية في تأمين احتياجات مواطنيها وتوفير تقدم اقتصادي كبير لهم، حتى وصل المواطن الكويتي إلى المرتبة الثالثة في حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للبلدان العربية في مجلس التعاون الخليجي. هذا وفقا للدراسة التي نشرت على موقع (how much) المتخصص في التصنيفات الاقتصادية العالمية. استند التقرير إلى البيانات السنوية المعدلة للناتج القومي التي قدمها صندوق النقد الدولي لعام 2020. وبلغت دخول المواطن الكويتي حوالي 68 ألف دولار سنويا، مما جعله يحتل المرتبة التاسعة عالميا. وعلى الرغم من تفوق بعض الدول مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية في هذه القائمة، فإن المواطن الكويتي يفوقهم من حيث مستوى الرفاهية والدخل السنوي. وهذا ينطبق أيضا على الصين والهند على الرغم من تعدادهما السكاني العالمي الكبير.
روشتة لتعافي الاقتصاد الكويتي من أزمة كورونا
تأثر الاقتصاد الكويتي بشدة بعد أزمة كورونا وأصبح البحث عن حلول فعالة لتلك الأزمة ضرورة ملحة. اقترح بعض خبراء الاقتصاد زيادة المشروعات الاستثمارية الضخمة سواء داخل الكويت أو في الخارج مثل الصناعات النفطية. والأهم من ذلك هو تفعيل رقابة صارمة على الإيرادات والعوائد للتخفيف من عجز الميزانية المتواصل، واقترح أيضا وقف استقطاع 10% من الإيرادات العامة للدولة لصالح صندوق الأجيال القادمة. بالإضافة إلى ذلك، يجب تنويع مصادر الدخل وزيادة الإيرادات النفطية في قطاع الصناعات البتروكيماوية.
ترى بعض الآراء أن تطبيق العقوبات القانونية الصارمة على الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم الفساد وفقًا للقانون الكويتي ساهم في تقليل حجم التدهور الاقتصادي، بالإضافةإلى أنه يشكل عبرة لكل من يسعى لإضرار مصالح الشعب، خاصةً الذين هربوا من دولة الكويت