اقتصاد العالممال واعمال

على اي اساس تطبع النقود

ربما تساءلت في يوم من الأيام عن السبب وراء عدم زيادة كمية النقود المتداولة لحل الأزمات الاقتصادية التي تواجه البلاد، والتي يمكن أن تحل مشكلة المجاعات التي تهدد العالم، وذلك لأن النقود تطبع في مطابع الأموال الخاصة بكل دولة، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، حيث يوجد أساس لطباعة النقود يتبعه جميع الدول في العالم، ولا يجوز لأي دولة اختلافه عنه، أو البدء في طباعة نقود جديدة دون الالتزام بالقوانين المنصوص عليها، والتي سيتم شرحها بالتفصيل في هذا المقال .

جدول المحتويات

أساس طباعة النقود

على الرغم من أن جميع الدول تطبع الأموال وفقا لعملتها لزيادة كمية العملة المتاحة في البلاد واستبدال العملة المتداولة للحفاظ على حالتها الشكلية الجيدة وعدم تلفها، إلا أنه يجب أن تتناسب نسبة زيادة العملات النقدية في أي دولة مع حجم اقتصاد تلك الدولة من الناحية الاقتصادية .

وكذلك مع حجم الإنتاج المحلي لها ، وذلك لأنه يجب أن يكون لكل وحدة نقدية مطبوعة ما يقابلها من رصيد في احتياطي النقد الأجنبي أو في الرصيد الذهبي ، أو حتى أن يوجد مقابل في السلع والخدمات التي يتم إنتاجها في المجتمع بشكل حقيقي وفعال ، وذلك لكي تصبح النقود المتداولة في السوق هي نقود ذات قيمة وليست مجرد أوراق .

عندما يتم ضخ كميات كبيرة من العملات النقدية التي تفوق حجم الاقتصاد الوطني، أو بمعنى آخر تفوق حجم احتياطي النقد الأجنبي وكمية السلع والخدمات، فإن القيمة الشرائية للعملة تنخفض، ومن ثم ترتفع الأسعار، وبالتالي يرتفع مستوى التضخم، ومن الممكن أن يهدد ذلك استقرار البلاد ويؤدي إلى الانهيار الاقتصادي وتداعياته على البنية الاجتماعية العامة .

و يوجد أيضاً أثار سلبية أخرى على الاقتصاد الخاص بالبلاد ككل ، لأن انهيار العملة و ما يتبع من انهيار للاقتصاد سيؤدي إلى توجه الشعوب إلى استبدال عملات أوطانهم الأصلية بعملات أجنبية أخرى ، و ذلك بالطبع سوف يزيد من انخفاض عملة البلاد التي تواجه مشكلة الانهيار من الأساس ، وفي نهاية الأمر سوف ينهار اقتصاد البلاد ، كما حدث مؤخراً مع الكثير من الدول .

متى يمكن طباعة نقود جديدة

زيادة إصدار النقود في البلاد يمكن أن تكون سياسة اقتصادية تحفيزية لزيادة الإنتاج والخدمات وتحفيز النمو الاقتصادي، ولكن هذه السياسة تستخدم فقط في حالة النمو الاقتصادي وليس في حالة الركود.

حيث تكون النقود في هذه الحالة بمثابة دماء جديدة وجارية في شرايين الاقتصاد القومي ، و على هذا النحو فقط سوف ينتعش الاقتصاد وتنجح عملية طباعة المزيد من النقود . حيث تعمل هذه الإستراتيجية أو السياسة إلى خفض الأسعار، وزيادة إقبال أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة نحو استثمار أموالهم في هذا البلد مما يزيد الإنتاج . وبزيادة الإنتاج يزيد المعروض من السلع والخدمات، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار مرة أخرى واستقرار الحالة الاقتصادية و التجارية و الاجتماعية العامة للبلاد .

طباعة البنك المركزي للأموال

تعد عملية طباعة الأموال داخل البنك المركزي عملية معقدة جداً على النحو الاقتصادي , خاصة في حالة طباعة أموال جديدة دون أن يُوفر لها غطاء ذهبي ، لأن ذلك سيؤدي حتماً إلى نتيجة سلبية ومدمرة للاقتصاد ، حيث سوف ترتفع الأسعار , و ستزيد المعروضات النقدية دون أن يقابلها أي زيادة موازية في إنتاج السلع والخدمات .

وهنا نعود إلى نقطة الانهيار التي يصل إليها الشعوب عندما يتعطل الاقتصاد. فعندما يفقد الناس ثقتهم في عملتهم المحلية، يتجهون إلى شراء عملات أجنبية مرتفعة القيمة أو شراء الذهب أو العقارات أو غيرها من الممتلكات التي تعطيهم الشعور بالأمان. وكما هو معروف، ينهار الاقتصاد نتيجة لذلك. ولذلك، نعتبر عملية طباعة النقود أو الأموال من قبل البنك المركزي عملية معقدة يجب أن تتم على أسس دقيقة جدا .

كيف يتم تسعير العملة

بعد إلغاء الربط الذي كان معمولا سابقا بين الدولار والذهب، دخل العالم في مرحلة جديدة بعد عام 1971، وهي مرحلة تعويم العملات، أي السماح لقيمة العملة بالتغير يوميا بناء على عوامل محددة تؤدي إلى ارتفاعها وانخفاضها. يمكن ذلك من خلال شراء الدول لعملات الدول الأخرى، وخاصة الدولار الأمريكي الذي يعتبر أهم العملات في العالم. يستمد الدولار قوته من الطلب الكبير عليه في عمليات التجارة أو استخدامه كعملة احتياطية، ولذلك، إذا توقف المستثمرون عن شرائه، فإنه سينخفض بشكل حاد جدا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى