علماء العصر العباسي في الطب
تطور الطب في العصر العباسي
فتح العباسيون أبوابهم أمام مختلف الحضارات والثقافات مثل الحضارة الفارسية واليونانية والهندية. تنوعت أنواع العلوم وانتشرت في عصر الدولة العباسية، حيث قاموا بترجمة العديد من الكتب واستيعاب المعرفة من تلك الثقافات .
استوحوا من الثقافة العربية وأضافوا عليها، وتم ذلك عن طريق امتزاج الثقافة العربية بثقافات وحضارات مختلفة أخرى، وساعد اندماج الأفراد في المجتمع العباسي في عدم التمييز بين العرب والعجمي، مما ساعد على نشر الثقافات والاستفادة من خبرات وقدرات الآخرين .
أبدى الخلفاء العباسيون اهتمامًا بالثقافة والعلوم، ومن بينهم أبو جعفر المنصور وهارون الرشيد والمأمون، وعمل الخلفاء على استقطاب العلماء من جميع الدول الأخرى .
جلبوا الكثير من الكتب من مختلف الدول ذات الحضارات العظيمة مثل مصر والروم والهند وبلاد فارس واليونان، وساعد ذلك في تطوير الفكر والثقافة في الدولة العباسية .
توسعت الثقافة العامة في البلاد بشكل كبير، حيث تم بناء العديد من المدارس والمؤسسات التي تنشر الثقافة، وكان لمؤسسة “بيت الحكمة” أثرًا كبيرًا في تطور الحركة العلمية وازدهارها .
تساعد هذه الحركات العلمية على انتشار العلوم الإنسانية، كما تم نقل الثقافة العربية إلى بلاد الغرب، وتولى البرامكة مسؤولية معظم المؤسسات في الدولة، فكانوا أصحاب علوم وثقافة، مما ساعدهم للعب دوراً هاماً في تطوير الحركة العلمية والثقافية .
تم بناء العديد من المستشفيات في العصر العباسي، والتي كانت تعتبر مؤسسات تعليمية بالإضافة إلى كونها مكانًا للعلاج، إذ كانت تستخدم كمركز للبحث العلمي والتجريبي .
تأسست مدرسة جند يسابور التي حظيت بشهرة كبيرة في مجال الطب، وتم الاستفادة منها ومن أساتذتها .
أشهر اطباء العصر العباسي
كان هناك العديد من الشخصيات العلمية في العصر العباسي، بمن فيهم
- بختشيوع بن جورجيس
هو واحد من أبرز أطباء بغداد في العصر العباسي، وكان صديقًا للخليفة هارون الرشيد [2] . - بختيشوع بن جبرائيل بن بختيشوع بن جرجس
هو طبيب عراقي من أصل سرياني، وكان من بين العلماء القريبين من الخلفاء في العصر العباسي، مثل الخليفة الواثق والخليفة المستعين والخليفة المهتدي والخليفة المعتز والخليفة المتوكل، وكان الطبيب بختشيوع بن جبرائيل هو الأقرب إلى قلبه . - يوحنا بن ماسويه
هو أبو ذكريا يحيى بن ماسويه الخوزي، وهو مولود في خوزستان الموجودة في إيران الآن. ولد لأبوين سرياني وصقلي، وانتقل مع والده إلى بغداد لدراسة الطب على يد جبريل بن بختيشيوع. كما أنه كان متمكنًا من العديدمن اللغات، بما في ذلك العربية والسريانية واليونانية والفارسية . - سنان بن ثابت بن قرى بن مروان بن ثابت بن زكريا الحراني
هو واحد من أشهر علماء الطب في الوقت الحالي ولد في تركيا لعائلة معروفة بالعلم . - سابور بن سهل
هو أحد الأطباء المشهورين في العصر العباسي، وهو أيضا والد الطبيب الأشهر سهل بن سابور . - أبو الفرج جورجس بن يوحنا بن سهل بن إبراهيم اليبرودي: هو واحد من أكبر العلماء والمترجمين في عصره، حيث قام بترجمة وشرح كتاب جالينوس .
- يعقوب بن أسحاق الكندي
قام هذا العالم بكتابة أكثر من عشرين رسالة في مجال الطب، وقام بترجمة كتاب “الأدوية المفردة” لجالينوس . - أحمد بن محمد بن محمد ابن أبي الأشعث
هو من أصل فارسي وسافر إلى الموصل لدراسة الطب، وقام بتحرير العديد من كتب جالينوس وفصل الكتب الستة عشر للعالم جالينوس .
أشهر علماء الطب في العصر العباسي
من علماء العصر العباسي :
- الرازي
هو أحد أهم وأشهر العلماء في العصر العباسي، ومن المعروف حتى الآن، واشتهر الرازي بإتقانه علم الطب والكيمياء، وعمل جاهدًا على الجمع بينهما، وكتب الرازي حوالي 65 كتابًا .
يعتبر كتاب الحاوي من أشهر كتب التشريح ويتألف من عشرة أجزاء، حيث يركز كل جزء على دراسة عضو معين، ومن بين الكتب الشهيرة الأخرى للتشريح، كتاب المنصوري الذي يحتوي على عشرة مقالات تشرح تشريح جميع أجزاء الجسم .
يتضمن إنجازات ابن سينا كتاب “الجدري والحصبي” والذي يُعتبر أول بحث علمي في التاريخ، كما ألَّف كتاب “الحصي في الكلي والمثانة” و”برء ساعة” و”إلى من لا يحضره الطبيب” و”الطب الملوكي” و”في قصص وحياة المرضى .
يُنسب إلى الرازي الفضل في إدخال الملينات إلى علم الصيدلة، كما أنه كان الأول الذي أكد أن الحمى هي عرض وليس مرض، ويُعد الرازي الأول الذي ابتكر الاختبارات السريرية، كما اهتم بالأمراض النفسية وتأثيرها على الصحة العامة .
كما انه أول من قام بخياطة الجروح بأوتار العود، كما قام بعلاج الخراج بالخزام ، كما انه قام باكتشاف حمض الكبريت والذي كان يسمي بزيت الزاج ، كما انه قام باستقطار المواد السكرية المتخمرة للحصول على الكحول ، كما أنه اول من استخدم الميزان الطبيعي لقياس الكثافة النوعية للسوائل .
- الزهراوي
خلف بن عباس الزهراوي هو أبو القاسم، وهو فخر الجراحة العربية، ومن أشهر مؤلفاته كتاب “التصريف لمن عجز عن التأليف”، وهو موسوعة شاملة تحتوي على ثلاثين جزءًا .
يضم مئتي شكل من الأدوات الطبية والجراحية، وكان معظمها من ابتكار الزهراوي بنفسه، وقام بالعديد من الجراحات الكبيرة، مثل الجراحة البولية مثل القسطرة والحقن وتفتيت الحصى .
كما ابتكر أدوات الجراحة مثل المثاقب والمناشير، وتم استخدامها في الجراحات العظمية، كما ابتكر أدوات خشبية للاستخدامها في تثبيت الكسور .
تحدث عن الأورام في الفم واللوزتين والأنف وحروف الشفة، وكذلك عمل على جرد الأسنان وخلعها وإخراج كسور الفك من الفم .
- ابن سينا
أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا، الملقب بـ الشيخ الرئيسي، هو العالم الثالث في التاريخ البشري بعد أرسطو والفارابي. اشتهر بدقة وعمق مؤلفاته، ويعد كتابه “القانون” من أشهرها .
يجمع هذا الكتاب بين خلاصة الفكر اليوناني وما توصل إليه الفكر العربي والإسلامي، ويتناول علم التشريح والوظائف التي تقوم بها أعضاء الجسم. يتألف الكتاب من خمسة أجزاء، وقد كتبه ابن سينا، الذي ألف 672 كتابًا، وبقي منها 86 كتابًا فقط .
ابن سينا كان مهتمًا بالفلسفة والطب وسُمي بأمير الأطباء، حيث قام بتأليف 34 كتابًا في الطب، و42 كتابًا في الفلسفة، و62 كتابًا في الطبيعيات، و13 كتابًا في علوم الدين، و32 كتابًا في علم النفس، و51 كتابًا في الرياضيات، و22 كتابًا في المنطق، وله خمس مؤلفات في تفسير القرآن .
- ابن النفيس
يدعى هذا الشخص علاء الدين أبو الحسن بن علي بن أبي الخزم القرشي المصري، وقد كتب ابن النفيس عدة كتب في مجالات مختلفة، حيث كتب كتابًا في الرمد، وكتابًا آخر عن الغذاء، وكتابًا آخر شرح فيه فصول أبقراط، وكتابًا شرح فيه مسائل “حنين بن إسحاق .
قام بتأليف كتاب في تفاسير العلل والأسباب، ومن أشهر مؤلفاته كتاب “موجز القانون”، الذي اختصر فيه كتاب ابن سينا “القانون” .