اشهر علماء العصر العباسي
في عصر الدولة العباسية، شهدت العلوم والفيزياء والطب والترجمة وغيرها من المجالات العلمية حركة ازدهار كبيرة، ويعتبر هذا العصر الذهبي للدولة الإسلامية، حيث ظهر العديد من المفكرين والعلماء الذين حظوا باهتمام كبير من خلفاء الدولة العباسية، مثل الخليفة هارون الرشيد الذي كان داعما لبناء الحضارة الإسلامية بمختلف أركانها العلمية، وتم الاعتماد على شخصيات علمية من العصر العباسي للازدهار بالدولة الإسلامية.
ظهور العصر العباسي
لقد ظهر العصر العباسي بعد سقوط الدولة الأموية ؛ حيث قام العباسيون ببناء الدولة العباسية التي يمتد نسبها إلى العبّاس عم النبي صلى الله عليه وسلم ، ونشأت هذه الدولة عام 132 هجرية ، وقد تم الإعداد لبناء هذه الدولة في سرية وتروّي ؛ والتي استمرت في تقدمها حتى سقطت عام 656 هجرية على يد التتار عقب سقوط بغداد.
أشهر علماء العصر العباسي
ازدهرت الحركة العلمية في العصر العباسي نتيجة ظهور كبار العلماء آنذاك، ومنهم:
أبو بكر الكرخي
وهو أحد أشهر العلماء في علم الرياضيات في بغداد ؛ حيث تقدم في تطوير علم الهندسة ، كما اهتم بالحساب والجبر ، وقد نجح في استخراج قانون العمليات الحسابية الخاص بعملية الجمع والطرح للأعداد الصماء ، وقام بتقديم العديد من المؤلفات العلمية ومنها ما يزيد على عشرة رسائل علمية في مجالات الرياضيات والجبر والحساب.
محمد بن موسى
هو أحد رجال العلم المشهورين في جميع أنحاء العالم؛ إذ أنه برز في علم الرياضيات ونجح في وضع أسس علم الجبر الحديث، وكان أول من قام بفصل الحساب والجبر علميًا. كما قام بمعالجة علم الجبر بأسلوب منطقي وعلمي، وقدم العديد من المؤلفات المهمة في علوم الرياضيات والحساب والفلك.
الحسن بن الهيثم
وهو أحد أشهر علماء الفيزياء، وقد ولد في ولاية البصرة، وأظهر اهتماما بدراسة الطب والهندسة، وتخصص في مجال الطب بتخصص الكحالة أو طب العيون، ونجح في تأسيس علم الضوء، وهو الذي ابتكر أول كاميرا صغيرة الثقب، وحصل على لقب `أمير النور` بسبب مساهماته العديدة في العلوم، بما في ذلك علم الحركة والميكانيكا وعلم العدسات وعلم الضوء، وقد قام بشرح العين بشكل مفصل.
جابر بن حيان
وهو الحاصل على لقب “أبي الكيمياء” ؛ حيث أنه كان أول من اكتشف الصودا الكاوية ، كما أنه كان الأول في استحضار ماء الذهب ، وكان كذلك صاحب الفضل الأول في فصل الذهب عن الفضة باستخدام الأحماض ، وهو مكتشف بعض الأحماض مثل حمض الكبريتيك وحمض الهيدروكلوريك ، وقد قدم للعلم العديد من المؤلفات المميزة والتي تزيد عن مائة مؤلف ومن أبرزها كتاب “السبعين” الذي يشتمل على مقالاته التي تحدث فيها عن أهم ما وصل إليه المسلمون في علم الكيمياء.
أبو بكر الرازي
هو الشخص الذي حصل على لقب “جالينوس العرب”، حيث تميز في مجال الطب ونشر أكبر كتاب فيه بعنوان “الحاوي في علم التداوي.” برهن الرازي على موهبته في الطفولة حيث اهتم بالقراءة والتجارب العلمية. من إنجازاته الطبية الأهم هو ابتكار المراهم للاستخدام كعلاج دوائي، وابتكار الخيوط الطبية المستخدمة في العمليات الجراحية. كما اهتم بدراسة طب الأعشاب، بالإضافة إلى اهتمامه بعلوم أخرى مثل علم الكيمياء الذي درسه بشكل مكثف.