علامات الطهر من النفاس
النفاس هو الدم الذي يخرج من جسم المرأة بعد الولادة أو بعد سقوط الجنين قبل الولادة، وينتهي النفاس بحدوث الطهر الذي يتم تحديده برؤية إحدى علامتين، إما النشاف وهو جفاف المكان، أو القصة البيضاء وهي السائل الأبيض
علامات طهر النفساء
يتم تحديد طهارة المرأة النفساء من خلال رؤية إحدى هاتين العلامتين، إما النشاف (جفاف المكان) أو القصة البيضاء (السائل الأبيض). ويعود ذلك إلى ما روى البخاري ومالك عن عائشة رضي الله عنها، حيث كانت النساء يرسلن الدرجة فيها الشيء من الصفرة إلى عائشة، فتقول: “لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء”. وبمجرد تحقق إحدى العلامتين، تصبح المرأة نظيفة (طاهرة).
تصلي وتصوم وتحل دم النفاس، ويمكن لها ممارسة الجماع حتى لو كان ذلك بعد مرور أيام قليلة من فترة النفاس، لأن الطهارة ليست مشروطة بانتهاء الأربعين يوما، وعلى الرغم من أن النفاس يمكن أن يستمر حتى الأربعين يوما أو حتى تمامه، إلا أن الشرط الأساسي للطهارة هو تحقيق علاماتها وليس انقضاء المدة.
حكم الصفرة والكدرة
فعندما تطهر المرأة النفساء لم يعد يضرها ما يخرج منها من إفرازات متنوعة سواء من كدرة وصفرة ، وذلك قول أم عطية الأنصارية رضي الله عنها: (كنا لا نَعُدُّ الصُّفرةَ والْكُدْرَةَ بعدَ الطُّهرِ شيئًا)، لان هذه الإفرازات لا تؤثر في حكم طهارة النفساء ولا تمنعها من فعل العبادة وفعل ما يباح للمرأة الطاهرة
مدة النفاس
قال التِّرمذي رحمه الله: – يتفق جميع أصحاب العلم من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – ومن بعدهم على أن النساء اللواتي وضعن أطفالا يتركن الصلاة لمدة أربعين يوما، ما لم يروا الطهر قبل ذلك، في هذه الحالة يغتسلن ويصلين.
و قال ابن قدامة رحمه الله: إذا زاد دم النفاس عن أربعين يومًا وصادف عادة الحيض، فإنه يُعتبر حيضًا، أما إذا لم يصادف عادة الحيض فإنه يُعتبر استحاضة.
ـ أكثر النفاس
اتفق جمهور العلماء على أن أقصى مدة للنفاس هي أربعون يوما، وقال بعض أهل العلم خمسين يوما، وقال آخرون ستين يوما، ولكن هذه الأقوال تعد ضعيفة.
وذلك لأنها تكون مخالفة للدليل، حيث تم ثبوتها من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النساء كانوا يقعدون بعد النفاس أربعين يوما، وكانت إحداهن تطلي الورس على وجهها من الكلف.
فهذا يعني أن أقصى ما تقعد النفساء فهي تقعد أربعين يوما، إلا إن رأت الطهر قبل ذلك، وعندما يستمر معها الدم فإنها تظل أربعين يوماً ما دام الدم موجودا، ويعتبر ذلك مشترك بين كل النساء جميعاً صغيرة أم كبيرة، عربية، أم أعجمية لا فرق بينهن في ذلك، وانه ينتهي حكم النفاس بعد اتمام الأربعين.
ـ أقل النفاس
تبقى المرأة نفساء دون الطهر حتى تتم الأربعين يومًا، وعندما ينقطع الدم قبل الأربعين تغتسل وتصلي.
لا يوجد حد أدنى محدد لفترة النفاس، فإذا رأت المرأة الطهارة، فإن عليها الغسل، سواء كان ذلك بعد مرور شهر كامل أو عشرين يومًا أو فترة أقل أو أكثر. وبعد الغسل، يجوز للمرأة الصلاة، حتى لو مرت عدة أيام فقط من وضع الحمل أو الإجهاض.
لا يوجد شرط بأن ينتهي دم النفاس بعد الأربعين يومًا للحكم بالطهارة، وغالبًا ما يستمر دم النفاس مع النساء حتى قبيل الأربعين يومًا أو حتى ينتهي بالكامل.
حكم من زاد نفاسها
إذا استمر دم النفاس بعد الأربعين، يحكم عليه بأنه دم استحاضة، فيغتسل المرأة وتصلي وتصوم وتتوضأ لكل صلاة وتقرأ القرآن، حيث تكون بذلك في حكم المرأة الطاهرة.
عندما تحدث الدورة الشهرية، يتوقف الصيام والصلاة لدى المرأة حتى تتمكن من التعامل معها، وإذا استمر الدم بعد ذلك، فإن المرأة تغتسل وتصلي وتصوم وتتزوج ولا تعتبر الدم الزائد دم حيض أو نفاس، بل هو دم فساد.
نصائح للمرأة في فترة النفاس
يجب على المرأة استغلال جميع الفترات التي ينام فيها طفلها وأن تنام هي أيضًا، لأن الراحة هي شيء مهم وضروري لاستعادة قوتها وصحتها. وإذا كان الطفل يبكي باستمرار، فيجب على المرأة الاستعانة بزوجها أو أحد أفرادالعائلة للعناية به حتى تتمكن من الحصول على بعض الراحة.
بعد شهر ونصف من الولادة، لا ينبغي للمرأة أن تستعجل ممارسة التمارين الرياضية، وبامكانها فقط المشي لمدة ربع ساعة بعد أسبوعين إذا كانت الولادة طبيعية، أما إذا كانت قيصرية، فبعد ثلاثة أسابيع.
ينبغي للنساء اللواتي لديهن حديث الولادة عدم حمل الأشياء الثقيلة أو دفعها، ولا ينبغي لهن القيام بأعمال المنزل إلا بعد مرور أسبوع على الولادة.
ينبغي للمرأة في فترة النفاس الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمية مع زوجها حتى ينقطع الدم ويتم شفاء الجرح تمامًا، وذلك لتجنب حدوث تمزق في الجرح والنزيف. كما يجب عليها تدفئة جسدها وعدم تعرضها لتيارات الهواء الباردة.
يمكنك زيادة تناول السوائل مثل الماء والعصائر الطبيعية وشاي الأعشاب.
يجب تجنب تناول الأطعمة الصعبة الهضم والمالحة والحارة والدسمة لتجنب الإصابة بالإمساك.
ـ يجب على المرأة أن تهتم بصحة الجرح ونظافتها خلال فترة النفاس لتجنب الالتهاب، ويجب دائما تجفيف الجرح بمناشف وليس بورق الحمام العادي لتجنب تعلق خيوط الجرح، وينبغي استخدام فوط صحية ناعمة لتجنب التهيج وتغييرها بانتظام.