علاقة التعليم المبكر بتنمية الطفل
تُعَد تنمية الطفل والتطورات التي تحدث له في المراحل الأولى من حياته، هي العامل الحاسم للتطورات التي تحدث له في مراحل عمره المختلفة، وتحدد مدى استعداد الطفل للتعلم.
تنمية الطفل
تعتمد استعداد الطفل للتعلم والصحة النفسية والجسدية، بالإضافة إلى الصوت العاطفي واليقظة النفسية والتفاعل الاجتماعي، على تطور الطفل والتغيرات التي يخوضها في المراحل الأولى من حياته.
تعتبر السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل الأهم في تشكيل شخصيته ونموه وتطويره العلمي وتعزيز العلاقات الأسرية والاجتماعية بشكل عام.
أهمية السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل
أجريت العديد من الأبحاث حول أهمية السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل، وتبين أن السنوات الأولى الثلاثة من عمر الطفل هي الأكثر أهمية في تشكيل بنيته وتطوير مهارات التعلم لديه، بالإضافة إلى القدرات العاطفية والاجتماعية، حيث يتعلم الأطفال بسرعة كبيرة خلال السنوات الأولى من عمرهم.
يحتاج الأطفال في هذه الفترة من العمر إلى الرعاية الإضافية والمزيد من العطف والحنان، حيث يعزز ذلك شعورهم بالأمان ويزيد منثقتهم بأنفسهم، ويؤثر بشكل إيجابي على قدرتهم على التفكير بشكل سليم والإبداع، ولذلك فإن الاهتمام والرعاية والحب يعتبرون من الأمور الأساسية التي يحتاجها الطفل.
العوامل الرئيسية التي تحدد مراحل التطور عند الأطفال
1 – في السنوات الأولى من عمر الطفل يتأثر الطفل بما يحدث له مثل كل ما يراه أو يلمسه أو التعرض للروائح أوالمؤثرات السمعية فكل هذا يساعد على تشكيل الدماغ للتفكير والشعور والتحرك والتعلم.
يبدأ التعلم للطفل منذ لحظة الولادة، ولكن فرص التعلم تزيد وتصبح أفضل عند زيادة رعاية الآباء وغيرهم من مقدمي الرعاية، مثل الإهتمام والتحفيز والمودة، بالإضافة إلى توفير التغذية الجيدة والرعاية الصحية المناسبة له.
يمكن تشجيع الأطفال على اللعب والاستكشاف وتنمية معارفهم، وذلك يساعدهم على التعلم والتطور الاجتماعي والعاطفي والجسدي والذهني، ويساعد هذا الأمر الأطفال على الاستعداد للمدرسة.
تقليد الطفل لسلوك المحيطين به أو من هم قريبين منه يعلم الطفل كيفية التصرف في العديد من المشكلات التي تواجهه.
يعتبر الالتحاق بالمدرسة الابتدائية في الوقت المحدد أمرا هاما جدا يضمن استمرار تطور الطفل. يتطور كل طفل وفقا لسرعته الخاصة، فكل طفل لديه مهاراته الخاصة وأسلوبه الاجتماعي للتفاعل ونهجه الخاص في التعلم.
دور مقدم الرعاية في نمو الطفل
– يبدأ دور الأم في رعاية وتطوير الطفل منذ الولادة، عندما تحتضنه الأم وتتحدث معه، وخاصة في فترة الرضاعة الطبيعية في الأشهر الأولى من حياة الطفل. يشعر الطفل في تلك الفترة بالراحة والأمان، وتساهم هذه المرحلة في تنمية مهاراته في محاكاة الأشخاص والأصوات المحيطة به، وهي من أهم المراحل التي تسهم في تطوير التواصل الاجتماعي واللغوي لدى الطفل.
إن العلاقة الوثيقة بين الطفل ومقدم الرعاية هي أفضل طريقة لتنمية الدماغ المتنامي للطفل، فعندما يلعب مقدم الرعاية ويغني ويتحدث ويقرأ ويحكي القصص للطفل ويمنحه الرعاية بشكل صحيح مع تقديم الغذاء الصحي والحب والرحمة، يتطور دماغ الطفل بشكل صحي وجيد.
– التفاعل مع مقدمي الرعاية والعيش في بيئة آمنة ونظيفة يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في نمو الطفل، والتنمية والإمكانات المستقبلية وذلك بالنسبة للأطفال الصغار، أما في أول مراحل عمر الطفل يكون البكاء هو وسيلة لتواصل الطفل مع من حوله فيجب الرد على صرخة الطفل، من خلال التحدث بهدوء له فهذا سيساعد على خلق شعور بالثقة والأمن.
يساعد هذا النوع من الارتباط المبكر والتعلق بالأم أو الأب أو مقدمي الرعاية الآخرين على تطوير مجموعة واسعة من القدرات لدى الطفل، وتشمل هذه القدرات على:
1 – القدرة على التعلم وحب التعليم.
2 – أن يتكون لدى الطفل الثقة بالنفس وحب الذات.
3 – تكوين لدى الأطفال المهارات وحب التعليم.
4 – تكوين علاقات اجتماعية ناجحة خلال مراحل عمر الطفل المختلفة.
5 – تكوين غريزة العطف والحنان عند الطفل.
دور الرعاية الصحية للطفل في تنمية الطفل
تتضمن الرعاية الصحية للطفل العديد من الجوانب التي تساهم في تنمية مهاراته، وتشمل الإلتزام بالتحصينات الضرورية وجداول التطعيمات الخاصة بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين أو أقل، والعناية بصحة الطفيليات لدى الطفل وتجنب الإصابة بها، وذلك للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ست سنوات.
ينبغي متابعة تحاليل الطفل بشكل مستمر لتجنب الإصابة بأمراض الأنيميا وفقر الدم، ويجب ضمان توفير الطفل بالكمية الكافية من المواد المغذية اللازمة لنموه الجسدي والعقلي السليم، مثل الحديد وفيتامين أ.