علاقة البيئة بالكهرباء
لا يوجد شك في أن الكهرباء هي السبب الرئيسي وراء التطور العالمي في جميع المجالات في الحياة، حيث أصبحت الكهرباء تسهل الحياة في جميع أشكالها وأصبحت رمزاً للرفاهية والثراء بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يمتلكون منازل فاخرة وسيارات باهظة الثمن والتي لا تنطفئ أنوارها أبداً .
الكهرباء من الأمور الهامة جدا التي تحتل المركز الثاني بعد المياه، ولا يستطيع أي شخص العيش أو العمل في ظل عدم وجودها، لأنها تعتمد عليها العديد من الأمور اليومية والهامة في حياتنا، مثل الأجهزة الكهربائية والإنترنت والمصانع ووسائل النقل، وبدونها لا يمكن العيش.
ولكن ما هو الحل بعد أن أصبحت وسائل توليد الكهرباء تشكل أزمة كبيرة وتشكل خطورة غير طبيعية على البيئة التي نعيش فيها وتهدد مستقبلنا ومستقبل أطفالنا؟ حذرت العديد من المنظمات الدولية من المخاطر المقبلة لاستخدام وسائل غير صحية لتوليد الكهرباء، بما في ذلك استخدام مواد تم حظرها دوليا بسبب إطلاقها لغازات سامة التي تؤثر سلبا على البيئة والهواء والغلاف الجوي وصحة الإنسان الذي يتنفسها.
دور الكهرباء في حياتنا
الكهرباء هي قوة غير مرئية يمكننا رؤيتها في العديد من الظواهر الطبيعية التي تحدث في حياتنا، مثل زيادة درجة حرارة الغابات التي تؤدي إلى حرائق الغابات، وكذلك الظواهر الأخرى التي تحدث في حالات البرق والرعد والصدمات التي يمكن أن تحدث أحيانا عند لمس بعض المعادن الخاصة.
هناك العديد من التوجهات التي تسعى إلى توفير زراعة الطاقة الكهربائية للاستخدام البشري، وذلك لتسهيل وتطوير الحياة في العديد من مناحيها، ولكنها في الوقت نفسه يمكن أن تسبب أضرارا بالبيئة وتزيد من المخاطر الصحية على البشر.
الكهرباء و التلوث البيئي
تولد تقريبا جميع أشكال الكهرباء النفايات، وعلى سبيل المثال يطلق الغاز الطبيعي الذي عادة ما يكون وسيلة من وسائل توليد الكهرباء إلى جانب دوره الهام في التدفئة وكونه بديلا رخيصا عن غيره من الوسائل الأخرى، إلا أنه يولد غاز ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين، وهذه الغازات تعمل على محاصرة الجو على كوكب الأرض وتتسبب في العديد من الأمراض، مما يؤدي إلى تلوث الهواء وحدوث الضباب الدخاني، وبدوره يؤثر على أنماط الطقس التي نعاني منها في الوقت الحالي، والتي أدت إلى طول فصل الصيف عن فصل الشتاء والإنقلابات الجوية المستمرة والفيضانات والبراكين وغيرها.
تنتج جميع أشكال توليد الكهرباء تقريبا، وغالبيتها من النفايات على اختلاف أشكالها. ومصادر الطاقة مثل الطاقة النووية تنتج نفايات صلبة خطيرة، تظل بعدها بعض مصادر النفايات المشعة التي تنتج من باقي مصادر توليد الكهرباء مشعة لآلاف السنين، وتنشر ضررها في الغلاف الجوي لسنوات طويلة. وتتأثر بها أجيال طويلة، وبالتالي يمكن لهذه النفايات أن تتسبب في أمراض السرطان بأنواعها، إلى جانب الطفرات الجينية غير الطبيعية والمعتادة في البشر مثل التشوهات الخلقية، وفي الحيوانات ظهور أنواع أكثر شراسة والتي لم يكن لها وجود من قبل.
تؤثر النفايات المشعة على تركيبة التربة التي تستخدم في زراعة المحاصيل وتؤثر على الإنسان عند تناولها وتغير التركيبة الجينية لأنواع الخضراوات والفواكه بشكل عام؛ كما يمكن أن يؤدي توليد الكهرباء وإيصالها إلى أضرار بالحياة البرية المحلية، حيث قد تتعرض الطيور لصعق الكهرباء عندما تطير إلى خطوط الكهرباء، كما يتعرض مزارع الرياح لخطر الحيوانات الطائرة مثل الخفافيش والطيور. لذلك، يجب اتباع الطرق الحديثة التي تمكننا من توليد الكهرباء دون إفساد البيئة والحفاظ على الحياة والمخلوقات من حولنا، على الرغم من أن توليد الكهرباء يعتبر أمرا ضروريا للحياة.
توليد الكهرباء حديثا وعلاقته بالبيئة
الكرة الأرضية في مشكلة حقيقية تهدد أمنها و آمن كل الكائنات التي تعيش عليها وهذا بلاشك خطئنا نحن لأننا من فعلنا هذا وأفسدنا الطبيعة التي خلقها الله لنا و يبدو أن علينا تغيير الطرق التقليدية التي كنا نتبعها مسبقاً في توليد الكهرباء وبالتالي البحث عن مصادر للطاقة تكون لا تنتج الكثير من الكربون مثل الطاقة النووية أو الغاز الطبيعي أو الفحم وغيره.
في مجال تطوير مصادر الطاقة البديلة، مثل لوحات الطاقة الشمسية الكبيرة التي تنشأ في الصحراء وتثبت فوق أسطح المنازل والمباني الشاهقة في الدول المتقدمة، ومزارع الرياح الضخمة في البحر وعلى اليابسة، وأجهزة استخراج الطاقة من الأمواج، حيث تقدم هذه الحلول الفعالة لتوفير الكهرباء النظيفة.
المخلفات الزراعية وتوليد الطاقة الكهربية
تعتبر الهند من الدول الرائدة في توليد الطاقة الكهربائية النظيفة والصديقة للبيئة؛ حيث يتم استخدام مخلفات المحاصيل الزراعية ومخلفات الماشية لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة وزيادة دخل المزارعين .
الهدف الأساسي من توليد الطاقة الكهربائية هو الحصول على طاقة نظيفة من المخلفات الطبيعية التي لا تنتهي، وهي المحاصيل الزراعية. يعمل أكثر من 5000 مزارع على إنتاج أكثر من 90 ألف طن من الطاقة الحيوية سنويا من الزراعة. تصل الاستثمارات السنوية في هذا المصدر الجيد للطاقة إلى 500 ألف يورو، مما يجعلنا نفكر جيدا في كيفية إعادة التفكير في استخدام الطاقة التقليدية التي دمرت حياتنا وتسببت في الأمراض التي لم نكن نعرف عنها أو نسمع عنها سابقا.
وفي سبيل توليد الطاقة الكهربية النظيفة، يعمل المزارعون في ولاية راجاستان الهندية على التخلي عن عاداتهم القديمة في حرق المحاصيل الزراعية والنفايات الزراعية، واليوم تعمل المخلفات الزراعية والطرق الحديثة التي يتبعونها في التخلص من النفايات على زيادة الدخل اليومي للفرد في الهند وزيادة المستوى المعيشي للمزارع الهندي وساهمت في زيادة شبكة الطاقة في الهند من الكهرباء بأسلوب صديق للبيئة وموفر للطاقة أيضا.
توليد الكهرباء بشكل آمن للبيئة
تعتبر الشمس والرياح من أفضل مصادر الطاقة المتاحة، حيث توفر كمية كبيرة من الكهرباء النظيفة والمستمرة، وذلك مقابل النضوب الذي يحدث في مصادر الطاقة القديمة مثل الغاز الطبيعي والفحم. وبالإضافة إلى ذلك، تُعدّ الشمس والرياح من أرخص الوسائل للحصول على الكهرباء النظيفة، وتعتبر بديلاً جيدًا للطاقة النووية والفحم.
في الوقت الحالي، تعمل الدول المتطورة على تخصيص مساحات واسعة في الصحراء لتكون مصدرا هاما لتوليد الطاقة الكهربائية على مدار العام، بالإضافة إلى توليد الكهرباء من خلال تفاعل مستمر مع الرياح والتوربينات التي تستفيد من حركة الرياح وتولد الكهرباء. وفي المناطق الصحراوية، تكون سرعة الرياح مرتفعة بما يكفي لتمكين التوربينات من أداء وظيفتها بشكل جيد وتوليد الكهرباء بشكل مستمر في أوقات محددة.