علاح اضطرابات النوم التي يسببها مرض باركنسون
كشف الباحثون لماذا يعاني الأشخاص الذين يعانون من شكل وراثي من مرض باركنسون من اضطرابات في النوم، بحسب ما أشارت له الآليات الجزيئية التي اكتشفها الباحثون في ذباب الفاكهة والخلايا الجذعية البشرية التي قاموا بتحليلها، والتي أوصلتهم إلى أهداف قريبة لتطوير علاجات جديدة لهذه المشكلة
يُمكن إصلاح اضطرابات النوم التي يسببها مرض باركنسون
كشف فريق من الباحثين في VIB و KU Leuven عن سبب إصابة الأشخاص المصابين بنوع من مرض باركنسون بالوراثة باضطرابات في النوم، وبعد تحليل العلماء لأسباب حدوث اضطرابات النوم مع مرض باركنسون، أصبح لديهم أهداف واعدة في علاج هذه المشكلة
النوم ومرض باركنسون
مرض باركنسون يصيب 5 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، وترتبط أعراضه الشهيرة بصعوبة الحركة، الرعشة والصلابة و فقدان التوازن، لكن المرضى يواجهون أيضا العديد من الأعراض غير الحركية بما في ذلك النوم المضطرب، يعاني جميع المرضى تقريبا من بعض أشكال اضطراب نمط النوم، بدءا من الحركات الليلية أو الأرق إلى النعاس أثناء النهار.
تعد مشاكل أنماط النوم واحدة من أقدم أعراض المرض، والتي تحدث في بعض الأحيان قبل 10 سنوات من بدء الأعراض الحركية، وغالبًا ما تحدث قبل التشخيص الفعلي. وبالطبع، لهذا تأثير كبير على الأشخاص الذين يعانون من المرض ومن حولهم .
– تكون الدهون في الدماغ هي السبب في حدوث اضطرابات النوم
باستخدام الخلايا الجذعية متعددة القدرات المستحثة البشرية المستمدة من الأشخاص الذين يعانون من شكل وراثي من مرض باركنسون، وكذلك الاختبارات على ذبابة الفاكهة المعدلة وراثيا والتي تعاني من أعراض باركنسون، كشف فريق من العلماء بقيادة باتريك فيرستريكن من مركز VIB-KU لأبحاث الدماغ والأمراض عن مشاكل مع ما يسمى الخلايا العصبية neuropeptidergic، وهي نوع معين من الخلايا العصبية التي تنظم أنماط النوم .
يؤدي تخزين الدهون بشكل غير طبيعي في هذه العصبونات إلى تعطيل إنتاج وإفراز النيوروببتيدرجيك، مما يؤثر بدوره على تنظيم النوم ونظام الساعة البيولوجية، والنتيجة هي دورة النوم والاستيقاظ المضطربة في الذباب المعدل وراثياً .
استعادة التوازن الدهني عن طريق دواء الفوسفاتيديل
يشرح خورخي فالاداس وهو جزء من فريق فيرستريكن : ” اكتشفنا نوع من الدهون المفقودة، لذلك يمكننا محاولة إنقاذ عيوب نمط النوم من خلال استعادة توازن الدهون “، ويتابع : ” عندما حللنا نموذج يعاني من مرض باركنسون في ذباب الفاكهة، وجدنا أن لديهم أنماط نوم متقطعة وصعوبات، رسيما في اضطراب معرفة متى يذهبون للنوم أو متى يستيقظون، ولكن عندما نعطيهم دواء فوسفاتيديل أسيرين – دواء يساعد الدهون أن تنضب في العصبونات العصبية – نرى تحسنا في غضون أيام ” .
النتائج واعدة، ولكن العلماء يؤكدون أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به قبل أن يتمكنوا من تعميم النتائج على المرضى. يقول الدكتور باتريك: `ترجمة تجارب فوسفاتيديل سيرين ليست بسيطة، حيث أن مظاهر النوم المتشابهة غائبة في نماذج الفئران لمرض باركنسون. والخبر السار هو أن فوسفاتيديل سيرين يتم تسويقه بالفعل كمكمل غذائي، لذلك يمكننا إثبات فعاليته في البشر. ولكن لا يزال هناك الكثير من الأسئلة، فعلى سبيل المثال، لا نعرف ما إذا كان من الممكن تسليم فوسفاتيديل سيرين إلى الدماغ عند البشر، أو الجرعة اللازمة لذلك .
التركيز على الأعراض الحسية لمرض باركنسون
غالبا ما تحظى الأعراض الحسية أو الأعراض غير الحركية باهتمام أقل في مرض باركنسون، ولكنها يكون لها تأثير كبير على حياة المرضى، ومن ثم فإن الفهم والتدخل المحتمل في أسباب مشاكل النوم في مرض باركنسون هو خطوة مهمة إلى الأمام وفقا لباتريك، حيث يقول : ” الجناة الرئيسيون للأعراض الحركية هم الخلايا العصبية الدوبامينية، ولكن الإيقاع اليومي ومشاكل نمط النوم خاصة بالعيوب في الخلايا العصبية، وخلافا للعصبونات الدوبامينية، فإن المشاكل العصبية ناجمة عن الاختلال العصبي، وليس الانحلال، مما يعني أنه يمكن تصحيحها، وهذا يمكن أن يكون تحولا حقيقيا في مجال مرض باركنسون ” .