صحة

علاج مرض السكر بالخلايا الجذعية

السكري هو مرض شائع يصيب الكثير من الناس، فلا يوجد منزل بدون مصاب بالسكري. إنه مرض حديث ويتميز بارتفاع تركيز السكر في الدم نتيجة لنقص الهرمون المعروف بالأنسولين. بعد تناول الطعام، يتم تفكيك السكر إلى مادة تسمى الغلوكوز وينقله الدم إلى جميع خلايا الجسم. معظم خلايا الجسم تحتاج إلى الأنسولين للسماح بدخول الغلوكوز من الوسط بين الخلايا. الأنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس، ويسمح بفتح الأبواب التي تسمح بمرور الجلوكوز إلى خلايا الجسم. في حالة الإصابة بالسكري، يحدث خلل في هذه العملية ويتراكم الجلوكوز في الدورة الدموية بالجسم. يحدث ذلك لأن جسم المصاب بالسكري لا يفرز كمية مناسبة من الأنسولين أو لأن خلايا الجسم لا تستجيب للأنسولين بشكل سليم .

يوجد نوعان من مرض السكر :
1- السكري النوع الأول يحدث عندما يتوقف البنكرياس عن إفراز الأنسولين وأو إفراز كمية قليلة وغير كافية ويصيب حوالى 5 إلى 10% من المرضي .
2- السكري النوع الثاني وهو الأكثر انتشاراً بين المرضى ويصيب حوالى 90 إلى 95% فوق سن العشرين وفي الماضي كان يصيب البالغين ولكن في العصر الحالي أصبح هناك أشخاص أقل من 20 عاما يصابون بهذا النوع ويحدث عندما يفرز البنكرياس كمية غير كافية من الأنسولين أو عندما تبدأ الخلايا في مقاومة الأنسولين .

يجب عدم التهاون بالنوع الأول والثاني من مرض السكر، حيث يؤدي تراكم الجلوكوز في الجسم إلى تلف أعضاء مهمة في الجسم. لا يوجد علاج شاف لمرض السكر حتى الآن، ولكن التغذية السليمة والحفاظ على وزن الجسم وتحسين الحالة المزاجية وممارسة التمارين الرياضية يقلل من احتمالية الإصابة به. وبعد العديد من الأبحاث العلمية، تم العثور على أمل لمرضى السكر في العلاج بالخلايا الجذعية، الذي يفتح أمامهم بابا لعلاج المرض .

ما المقصود بالخلايا الجذعية ؟
يتكون جسم الإنسان من العديد من الخلايا المهمه لصحتنا اليومية وهذه الخلايا مسئوله عن كثير من العمليات فخلايا القلب مسئولة عن دقات القلب ، وخلايا الدماغ مسئولة عن التفكير ، وخلايا الكلية مسئولة عن تنظيف الدم بينما الخلايا الجذعية تتميز بقدرتها على الإنقسام لتجديد نفسها لتكوين أنواع مختلفة من الخلايا فمثلا الخلايا الجذعية للجلد تستطيع تكوين خلايا جذعية للجلد وأيضاً خلايا متخصصه تقوم بوظيفة معينة مثل تكوين صبغة الميلانين .

علاج مرض السكر باستخدم الخلايا الجذعية :
توصل علماء بجامعة هارفارد علاج جديد للسكر باستخدام الخلايا الجذعية وتم تجربة العلاج على الفئران وحقق نجاح فتمكنوا من خلال استخدام خلايا جذعية جنينية من استحداث خلايا منتجة للأنسولين في البنكرياس وتشبه الخلايا الطبيعية في البنكرياس ، وهذا العلاج الجديد كما يقال عنه يقضي على المرض في عشرة أيام ويفتح الأمل أكثر لمرضى النوع الأول الذين يضطرون إلى أخذ حقنة الأنسولين يومياً والمضاعفات الصحية الخطيرة على الكبد والكلى والأعصاب ، فنجحوا في توليد كميات كبيرة من الخلايا تكفي لزراعتها في أجساد المرضى وصرحوا أن هذا العلاج الجديد نجح في القضاء على السكري في خلال 10 أيام ، وقد توصلوا العلماء بهذه الطريق بعد تفكيرهم في علاج المرض بزرع بنكرياس ولكنها عملية معقدة تحتاج إلى خطوات تعقيمية وعزلية تؤدي إلى تلف عدد كبير من الخلايا وتعتبر أيضاً غير كافيه لإنجاح عملية الزرع ، فبدأو بالبحث عن طريقة أخري غير هذه الطريقة من خلال علاج يهبط مناعة المريض أو توفير عدد أكبر من خلايا البنكرياس عن طريق عملية تحوير الخلايا الجذعية ، وهناك بعض الدراسات تبحث عن وضع هذه الخلايا في كبسولة مجهرية دقيقة لكي تتفادي الجهاز المناعي الرافض لها ، وقد أعلنت جامعة هارفارد أن الباحث الدكتور ميلتون الذي كرس حياته لإيجاد علاج جذري وفعال لمرض السكر وذلك لأنه أب لطفلين يعانون من مرض السكر من النوع الأول فأعلن نجاح تحوير الخلايا الجنينية إلى خلايا بنكرياسية وذكر أن التجارب على الإنسان ستكون ناجحة بعد أن طبقت على الحيوانات وأثبتت فاعليتها بنجاح ، وصرحت صحف بريطانية وأمريكية إلى أن البروفيسور دواغ ميلتون قوله : أنه يأمل بأن تبدأ زراعة الخلايا على المرضى في خلال أعوام قليلة وأصبح ميلتون يدير معهد الخلايا الجذعية في جامعة هارفارد وقال بأنه قام بتجربة العلاج على الفئران ونجح في توفير نظام المناعة لعدة شهور ، ولقد قامت جهات عده بعد إجراء تجارب ودراسات بخصوص الخلايا الجذعية وكانت العقبة التي واجهتهم كيف يمكن انتاج خلايا قادره على إفراز الأنسولين ونجح البروفيسور ميلتون في إيجاد ذلك ، وتوقع العلماء إيجاد علاج من المصابين بمرض السكرى بنسبة 10% على الأقل .

وأوضح البروفيسور ميلتون أنه بعد تطبيق العلاج على الفئران، سينتقل بعدها إلى القرود ومن ثم إلى المرضى البشر، وأوضح أستاذ الأحياء في معهد ماساتشوستس للتقنية دانيال أندرسون، الذي يعمل مع البروفيسور ميلتون، أن هذا التقدم العلمي سيفتح الأمل لتوفير كمية غير محدودة من الخلايا لمرضى السكر الذين ينتظرون العلاج بالخلايا. وأشار إلى أنها حصيلة بحث الدكتور ميلتون قبل 23 سنة، وتفوقت هذه الأبحاث من ناحيتين: تمكنت من إنتاج خلايا بيتا البنكرياس من خلايا جذعية مشتقة من الأجنة، ونجحت أيضا في تجاوز أي هجوم من جهاز المناعة ضد الأجسام المضادة، وذلك بفضل الخلايا الجذعية. وقد اقترب تحقيق الأمل لإنهاء التجارب والبدء في العلاج الفعلي قريبا، ونتمنى توفير كافة لوازم العلاج للقضاء على مرض السكر بأسعار مناسبة، حيث أن الغالبية العظمى من المصابين بالمرض هم من الفقراء، ويجب علينا أن نؤمن بإيمان صادق بأن “ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواءا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى