علاج جلطات القلب بعقار الستاتين
مع تقدم الحياة وتقدم التكنولوجيا بشكل كبير وخاصة في السنوات الأخيرة الماضية، تأثرت مجال الطب بالتأكيد بالتطور العلمي الكبير. لقد تقدمت طرق فحص وعلاج العديد من الأمراض. فكم عدد الأمراض التي كانت في السابق صعبة العلاج وتسببت في وفاة الكثيرين دون أن يمكن مواجهتها؟ الآن أصبحت هذه الأمراض بسيطة ويمكن علاجها بسهولة وبأسلوب أبسط بسبب تطور التكنولوجيا التي ساهمت في تطوير طرق العلاج لمجموعة متنوعة من الأمراض. كما تطورت العمليات الجراحية بشكل كبير وأصبحت نسب النجاح فيها عالية. تساهم هذه العمليات في إنقاذ حياة العديد من المرضى. كما تطورت الأدوية المستخدمة في علاج العديد من الأمراض. ومن بين هذه الأمراض، يبرز مرض القلب .
وبات الجميع يدركون الآن خطورة أمراض القلب وانتشارها. أصبحت أمراض القلب هي الأكثر انتشارا وتأثيرا في العديد من البلدان حول العالم. تزداد خطورتها باستمرار، حيث شهدت العديد من الدول ارتفاعا كبيرا في معدل الوفيات بسبب أمراض القلب. وتتصدر قائمة الدول المتضررة بشدة من أمراض القلب الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، بالإضافة إلى العديد من دول الخليج العربي. لذا، بدأت العديد من الدول بذل جهود فعالة للتصدي لأمراض القلب والحد منها أو على الأقل خفض معدل الوفيات والإصابات بها .
وتؤثر جلطات القلب بشكل كبير على أعضاء الجسم الأخرى، وهذا يجعل الأطباء يعتبرون مرض الجلطة القلبية من أخطر الأمراض التي يواجهها القلب وتسبب العديد من المشاكل. عندما يحدث خلل في القلب، تضعف عضلته ولا يمكنها توريد الدم اللازم للجسم، مما يؤدي إلى إصابة أجهزة الجسم بالمرض نتيجة لهذا الخلل وتعاني من أضرار كبيرة. جلطة القلب هي تجلط للدم في الشرايين القلبية، ويمكن أن تكون بسيطة وتقلل من تدفق الدم في الشرايين، أو قد تكون كبيرة وتسد الشرايين تماما، مما يؤدي إلى وفاة المريض فورا. الدراسات الحديثة في أمراض القلب تركز بشكل كبير على دراسة الأدوية الفعالة في علاج مختلف أمراض القلب، وخاصة مرض الجلطة القلبية، والذي يعتبر واحدا من أخطر الأمراض .
عقار الستاتين هو علاج يعرفه جيدا مرضى ارتفاع الكولسترول في الدم، وهو واحد من أفضل الأدوية في خفض نسبة الكولسترول الضار المرتفعة. يعتمد عليه الأطباء بشكل كبير في علاج معظم حالات ارتفاع الكولسترول، ومن المعروف أن الارتفاع المفرط في نسبة الكولسترول في الدم يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب المختلفة. يقول الأطباء المتخصصون أن الكولسترول وأمراض القلب هما وجهان لعملة واحدة، ولذلك، إهمال علاج ارتفاع الكولسترول يؤدي بالمريض إلى الإصابة لا محالة بأحد أمراض القلب، وخاصة مرض جلطات القلب .
وقد اهتمت العديد من الدراسات المختصة بأمراض القلب في الفترة الاخيرة بدراسة عقار الستاتين في علاج امراض القلب إلى جانب علاجه لإرتفاع الكولسترول في الدم ، وبالفعل فقد توصلت دراسة حديثة أجريت في إحدى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية أن عقار الستاتين يعد علاجآ فعالآ جدآ في القضاء على جلطات القلب ، واستدلت الدراسة في ذلك على دراسات أخرى تؤكد أن السبب وراء جلطات القلب هو إرتفاع الكولسترول في الدم ، فزيادة الدهون في الدم تجعل هذه الدهون تتراكم في الشرايين وهو ما يسبب تجلطآ للدم داخل شرايين القلب فتحدث الجلطة القلبية ، فإذا ما تم تخفيض الكوليسترول الضار بحوالي 60 ملغم/100 مللتر بالاعتماد على أحد عقاقير الستاتين ، سيؤدي ذلك إلى التقليل من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات القلبية أيضآ بنسبة تزيد عن الثلث .
وقد نصحت الدراسة أطباء القلب باللجوء لعقار الستاتين في علاج مرضى جلطات القلب الذين يعانون من زيادة في نسبة الكولسترول في الدم ، حيث أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة من خلال العلاج بهذا العقار أثبتت نجاحآ كبيرآ وفعالية في علاج جلطات القلب والحد من مخاطرها في المستقبل أيضآ .