عقوبة من يوهم فتاة بالزواج في السعودية
ما هي عقوبة من يوهم فتاة بالزواج في السعودية
تعتبر الأسرة أساس المجتمع، والزواج يعد أحد أهم عناصر العلاقات الاجتماعية، حيث تعد المرأة الأكثر عاطفية وأضعف حلقة في هذه العلاقات، وترغب المرأة دائمًا في وجود شريك حياة وتأسيس أسرة.
قد يؤدي ذلك إلى وقوع النساء ضحية لأولئك الذين يوهمونهن بالزواج، ولكن في السعودية وبعض الدول الأخرى لا يوجد عقوبة على هذا النوع من الاحتيال.
إذا تم ربط الإيهام بالزواج بالابتزاز، فقد يتعرض المتهم لعقوبة تصل إلى السجن لمدة ثلاث سنوات وأقل من خمس سنوات، بالإضافة إلى دفع تعويض يصل إلى خمسمائة ريال سعودي.
في السعودية، لا توجد عقوبة لمن يخدع فتاة بوعود الزواج، ولكن تصبح هناك عقوبة إذا كان ذلك الخداع مرتبطًا بجريمة جانبية أو عملية أخرى
- الابتزاز
- التهديد
- التشهير
- العنف
في حالة ارتباط الفتاة بجريمة من تلك الجرائم السابقة، أو بجميعها، تظهر العقوبة، ويتم تحديدها وفقًا للجريمة التي تم ارتباطها بها.
يتضح من ذلك أن المجرد من الإيهام لا يؤدي إلى عقاب، فهو يعتبر مثل الوعد بالخطبة أو الزواج والذي لا يترتب عليه أي عقوبة في حالة الإخلال به.
يتم تسليط الضوء على عقوبة يوهم شخص فتاة بالزواج في المملكة العربية السعودية، وذلك في حالة تواعد شخص مع فتاة ثم يوهمها بالزواج، وبسبب هذا الإيهام يبدأ في استغلالها.
يقوم الشاب بإيهام الفتاة بأنه يريد الزواج منها، ويطلب منها صورًا شخصية أو محادثات غير شرعية، وبعد فترة يطلب من الفتاة إحدى الأمور اللتين تمثل جريمة، مما يؤدي إلى توقيع العقوبة عليه، وهذه الأمور هي:
- يطلب مبالغ مالية مع التهديد بكشف الصور أو المحادثات
- يمكن أن يأخذ طلب العمل غير الشرعي والمحرم قانونًا عدة أشكال، منها طلب إقامة علاقة معه، أو طلب ارتكاب أفعال مشروعة مثل السرقة أو القتل.
من هنا يتبين أن الإيهام في حد ذاته لا يتسبب في أي عقوبة، بل الجريمة المقترنة به هي السبب في توقيع العقوبة، وهو ما حدث في عدة حالات في المملكة العربية السعودية، حيث أوهم الجاني الفتاة الضحية بالزواج، وطلب منها أن ترسل له صورها، وبعد فترة طلب منها مبالغ مالية، واستمرت طلباته حتى اضطرت الفتاة اللجوء للقانون، وتم التعامل مع الجاني وتهديداته، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، مما أثار فكرة لدى البعض أن الحكم نتاج أن الجاني أوهم الفتاة ولذا يعاقب والحقيقة أن العقاب كان على الاستغلال والابتزاز والتهديد.
عقوبة من يوهم فتاة بالزواج في الإسلام
ما يهمني أكثر في الإسلام هو الأخلاق وتعليمها للناس، وخاصة الأخلاق الحميدة التي تساهم في تحسين المجتمع، ومن ضمنها الوفاء بالوعد والعهد، ومنها وعود الزواج
لا يوجد عقوبة محددة في الإسلام لمن لا يفي بوعده بالزواج أو من يخدع فتاة بالزواج ولا يفي بوعده، ولكن بالتأكيد هناك عقاب في الحياة الآخرة عندما يحاسب الناس.
تشير الآيات القرآنية إلى أهمية الوفاء بالوعود وتحذر من الإيهام بالوعود وعدم الوفاء بها، ومن أمثلة تلك الآيات:
( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ). (177)
تؤكد بعض الآيات الأخرى على أن من يفي بالوعد سيكون جزاؤه حب الله ؛ وهذا ينفي حب الله تجاه من لا يفي بالوعد ويخدع في سياق الزواج ؛ ومن هذه الآيات قوله تعالى
﴿ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ * إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 76، 77].
يؤكد الإسلام وآيات القرآن الكريم على أنه يجب الوفاء بالعهد والوعد وذلك وفقا للشروط المحددة في الآية (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون) الموجودة في سورة النحل الآية 91
يتبين من السيرة النبوية شدة حرص الإسلام على الوفاء بالوعد والعهد، وتمييز المؤمنين الذين يوفون بالعهود عن غيرهم، ولذلك يجب على من أوهم فتاة بالزواج أن يتزوجها ويسعى لذلك، حتى لا يدخل في صف المخادعين
عقوبة الزواج بالغصب في السعودية
إجبار المرأة على الزواج بشخص آخر دون مراعاة قرارها وحريتها في الاختيار ومشاعرها تجاه ذلك الأمر تعد من أسوأ الجرائم التي يمكن ارتكابها في حق المرأة.
أكد قانونيون وغيرهم من المختصين أن الأحكام والقوانين المعمول بها في المملكة العربية السعودية تحكم بالسجن لمدة تصل إلى عام كامل مع دفع غرامة تصل إلى خمسين ألف ريال.
وعلى أي حال، يجب عدم إجبار الفتيات أو النساء اللاتي يخضعن للوصاية على الزواج من شخص لا يرغبن به أو يكرهنه
أكد المختصون أيضًا أن الإجبار على النساء والفتيات للزواج بخلاف رغبتهن يعد مخالفة لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الواجب الحصول على موافقتهن قبل الزواج.
يعد الاستئذان شرطًا للحصول على موافقة الطرفين في الزواج، كما يشير المختصون إلى أن الزواج في الشريعة الإسلامية يحتوي على مقاصد وأهداف، والتي لا يمكن تحقيقها في حالة الإجبار.
تحارب الجهات المسؤولة في المملكة العربية السعودية، وبخاصة وزارة العدل، الإجبار على الزواج، وتصدر تعميما يلزم المختصين بعمليات الزواج من المأذونين بسماع موافقة المرأة وقبولها للزواج، دون الاعتماد على أي شخص آخر غير المرأة نفسها
يستند المختصون من القانونيين والمحاميين والقضاة إلى القول الذي يفيد بأن الحر لا يجبر، ونظرًا لأن المرأة شخص حر فلا يجوز إجبارها، ففي إجبارها يكون هناك نوع من أنواع العبودية، وهذا غير مقبول في حقها.
تؤكد الأنواع المتعددة للإيذاء، وأن الإيذاء الجسدي هو الأشد، وأن المرأة لديها الحق، في حالة اضطرارها للزواج من رجل معين، في التوجه إلى القضاء وطلب الطلاق إذا كانت لا تطيق الرجل الذي تم زواجها منه، وأجبرت على الزواج منه، وفي هذه الحالة يمكن للقاضي أن يطلقها فعلا
الوعد بالزواج في القانون السعودي
لا يترتب على الوعد بالزواج أي إجراء، ومخالفته لا تعد جريمة يعاقب عليها القانون، حيث إن الخطبة التي تتم بموافقة الطرفين والأسرتين هي مجرد وعد بالزواج، وبالتالي لا يوجد في القانون السعودي جريمة يُطلق عليها “الوعد بالزواج.
إذا كان الواعد بالزواج تراجع لأسباب وجيهة، فلا إثم عليه في ذلك، أما إذا كان تراجعه مجرد خدعة وأنه من البداية لم يكن ينوي إتمام الزواج، فهذا يعتبر خيانة وانتهاك لوعده، ولا يخلو ذلك من عواقب دنيوية
لا يعاقب الشخص على وعد زواج مجرد، ولكن يتم محاسبته فقط إذا ترتبط هذه الوعود بأفعال مثل الاغتصاب أو العلاقات الغير شرعية، ويمكن الاطلاع على عقوبة الاغتصاب في القوانين السعودية