عقوبة الكذب التي تحدث عنها الدين الإسلامي
وضع الدين الإسلامي العديد من العقوبات والحدود لمختلف الأمور في الحياة الدنيا، مثل عقوبة السرقة والزنا وغيرها، بينما ذُكر الكذب في مواضع متفرقة دون الإشارة المباشرة إلى عقوبته في الآخرة .
الكذب
– ربما يكون السبب وراء عدم التصريح بعقوبة الكذب في الآخرة بشكل مباشر أنه أصل مختلف الرزائل ، و لذلك ينتج عن الكذب العديد من الأفعال المشينة ، تلك التي حذر منها الدين الإسلامي صراحة و حدد عقوبات جازمة لها .
على الرغم من عدم ذكر الدين الإسلامي بشكل صريح الكذب وعقوبته في الآخرة،إلا أنه تحدث عنه بشكل ضمني في العديد من المواضع، بالإضافة إلى الحديث عن عقوبة الكذب في الدنيا في كثير من الأحيان .
عقوبة الكذب
انعدام الشعور بالأمان
تحدث الكثير من رواة الحديث عن كون الكذب من أهم الأشياء التي تفقد الإنسان شعوره بالطمأنينة ، و ذلك اعتماد على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ ) ( صحيح الألباني ) ، و في هذا إشارة واضحة من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة تجنب الكذب .
الكذب يمرض القلب
هناك العديد من المواضع في القرآن الكريم تحدثت عن أن الكذب عبارة عن آفة تمرض القلب ، على عكس الصدق الذي يهدي إلى البر ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) ( سورة البقرة ) .
الكذب يمحق البركة
يتحدث رسول الله في العديد من الأماكن عن الكذب وكيف يؤدي إلى نقصان الرزق وانعدام البركة، ولم يذكر هذا الأمر في موضع واحد فحسب، بل في العديد من المواضع. يبدو أن رسول الله يرغب في تأكيد خطورة هذه الآفة علينا. ومن بين أحاديثه الشريفة قوله صلى الله عليه وسلم: `بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص الرزق، والدعاء يرد البلاء`. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: `البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما`
حرمان البركة من الملائكة
تحدث النبي في الكثير من المواضع عن أن كثير الكذب يحرم من تواجد الملائكة و بركتهم حوله ، هذا فضلا عن أنه تضيع هيبته ، و كذلك يحرم من الشفاعة ، و كذلك يحرمه الله من الهداية ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ) ( سورة غافر ) ، و ليس هذا فقط بل أنه سوف يطرد أيضا من رحمة الله ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) ( سورة آل عمران ) .
الكاذب موعود بالنار
من بين الأمور التي ذكرت عن الكذب في القرآن الكريم أن الكذب يهدي إلى الفجور ، حيث أن الكذب هو بداية لأغلب أنواع الآثام التي تحدث الله جل وعلى عنها و وضع لها حدود ، و من ثم فالكذب هو بداية الطريق إلى النار ، و ذلك اعتمادا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) .