عقدة أليكترا و علاقة فرويد بكارل يونغ
كنا تحدثنا من قل في مقال سابق عن عقدة أوديب و هو مفهوم يصف و يحلل عقدة نفسية تم أنشأها من قبل الطبيب النمساوي العالمي سيغموند فرويد الذي اختص بدراسة الطب العصبي و يعد مؤسس علم التحليل النفسي و لسنا في حاجة عن التحدث عن العالم الشهير فرويد لأن الجميع يعلمه تماماً نحن قد تحدثنا عنه من خلال موقعنا في العديد من المقالات السابقة ، و بالنسبة إلى عقدة أوديب كانت تتناول مشكلة تعلق الطفل الذكر بشكل مرضي بوالدته و غيرته الشديدة من والده ، و التي استوحى اسمها و تحليلها من خلال أسطورة أوديب في الميثولوجيا الإغريقية ، و عقدة أليكترا هي المقابلة إلى عقدة أوديب لدى الفتاة حيث تتعلق الطفلة بوالدها بشكل مرضي شديد و تغير عليه من والدتها و تقوم بتقليد والدتها في كل تصرفاتها كنوع من الغيرة و بالطبع ليس كل طفلة تقوم بتقليد والدتها تعاني من هذه العقدة لأن أغلب الفتيات يقومون بتقليد والدتهم كنوع من التعلق الشديد بها حيث أنها بالنسبة لها قدوتها لكن هذا تصرف من أحدى التصرفات التي تفعلها الفتاة التي تعاني من هذه العقدة ، و عقدة أليكترا أيضاً مستوحاة أسطورة إغريقية و هنا نلاحظ أهمية الأساطير في الفكر و هذا الأمر كنا قد تحدثنا عنه من قبل عندما أحببنا أن نوضح لماذا نحن نعرض عليكم الكثير من أساطير الميثولوجيا الإغريقية ، و الآن تعرف على كل المعلومات التي تخص عقدة أليكترا معنا .
مفهوم عقدة أليكترا : إنه مصطلح تم إنشاؤه من قبل سيغموند فرويد كما ذكرنا سابقا، وهي عقدة يتعلق بها الفتيات بآبائهن ويشعرون بالغيرة تجاه أمهاتهن، حيث يرونهن عائقا يقف أمامهم في طريق الاستحواذ على آبائهن، وعلى الرغم من أن هذه العقدة تشير إلى نفس المشكلة التي يواجهها الذكور في عقدة أوديب، فإن الاسم تم تغييره من قبل كارل يونغ في عام 1913، حتى لا تكون هناك فكرة تشابه السلوك بين الجنسين .
نبذة مختصرة عن كارل يونغ : هو طبيب وعالم نفس سويسري ومؤسس علم النفس التحليلي، ولد في اليوم السادس عشر من شهر يوليو لعام (1875) في كيسول، ثروغاو، سويسرا، وتوفي في اليوم السادس من شهر يونيو لعام (1961) وهو الذي اكتشف أن الأوهام التي تنتاب المجانين تبدو على أنها تستمد زخمها من مخزون جمعي من الصور والرموز والخيالات المماتة، وإذا أردنا أن نتحدث عن يونغ وعن اكتشافاته العلمية فهذا الأمر يحتاج إلى مقال منفرد، ولذلك نحن ذكرنا نبذة مختصرة عنه .
علاقته مع فرويد : كان يونغ قد التقى فرويد أكثر من مرة، ولكن في عام 1913، توصلوا إلى تفاهم مشترك بفضل أعمال يونغ، وكان فرويد يريد أن يخلفه في عرش التحليل النفسي، لكن اختلافات الرؤى في نظرية التحليل النفسي بينهما أدت إلى القطيعة بينهم في العام التالي .
الاختلاف بين يونغ و فرويد : على الرغم من أن كارل يونغ أقر بأنه مدين للاكتشافات التي أحدثها فرويد خلال دراسته للعلة المبكرة في عام 1906، إلا أنه كان يختلف دائما مع فرويد بسبب طريقته في العلاج النفسي وإصراره الدائم على النشاط الجنسي الطفولي المبكر. وقد ظهر هذا التعارض بشدة بينهما أمام العالم في عام 1912 خلال محاضرات يونغ في فوردهام (نيويورك)، حيث تحدى مبادئ فرويد رو، على الرغم من أنه اتفق مع فرويد في أن الهيستيربا والوسواس يمثلان إحلالا شاذا للطاقة الجنسية لليبيدو، إلا أنه اختلف معه في أن الحالات الذهنية المثل الفصام في الشخصية أو الشيزوفرينيا لا يمكن تفسيرها على ضوء الاضطرابات والطبيعة الجنسية، وذلك لأن مرضى حالات العلة المبكرة يفقدون الصلة تماما بالواقع وبالتالي يتجاهلون تماما وظيفتهم الجنسية .
ملحوظة : سنتحدث عن أسطورة اليكترا بالكامل في مقال منفصل لأنها تستحق منا التحدث عنها بشكل كامل