ادويةصحة

عقار السوفوريكسانت Suvorexant لعلاج الارق

يعاني المرضى من الأرق، وهو مشكلة نفسية تؤثر على حياتهم اليومية وتسبب اضطرابات في أداء مهامهم الروتينية بشكل صحيح، كما تؤثر على تركيزهم وأدائهم في العمل أو الدراسة وغيرها من الأمور. يمكن أن ينجم الأرق عن أسباب متعددة، مثل الاضطرابات النفسية، والوساوس القهرية، أو استخدام بعض الأدوية التي تسبب الأرق وعدم الاستقرار. ولحل هذه المشكلة، تم استخدام العديد من الأدوية المهدئة والمنومة التي تسبب الإدمان والتعود والحاجة إلى زيادة الجرعة بشكل مستمر، ولكنها لم تكن تساعد في علاج السبب الرئيسي للأرق أو عدم النوم .

► عقار السوفوريكسانت suvorexant : نجحت شركة ميرك في إنتاج دواء جديد يحمل اسم “السوفوريكسانت” suvorexant. يساعد هذا الدواء مرضى الأرق واضطرابات النوم على النوم بسرعة دون الحاجة لانتظار وقت طويل ليبدأ الدواء بالعمل. كما يساعدهم على النوم بشكل متواصل طوال الليل بدون قلق أو استيقاظ مفاجئ كما يحدث مع الأدوية الأخرى. بل ساعدهم على النوم لفترات طويلة وكافية تصل إلى 8 ساعات، وهذا يعني الكثير لمرضى الأرق الذين لا يستطيعون النوم بشكل متواصل لساعة واحدة .

◄ ابحاث تجريبية على الدواء : وفقا لما ذكره الطبيب الدكتور دبليو جوزيف هيرينغ، وهو المدير التنفيذي للعلوم العصبية السريرية في شركة ميرك، فإن الدراسات الحديثة التي أجريت على عقار السوفوريكسانت suvorexant تؤكد فعالية وقوة الدواء في معالجة الأرق واضطرابات النوم لدى المرضى، وذلك تم نشره في مؤتمر تم عقده بخصوص اضطرابات النوم وعلاج الأرق للمرضى النفسيين، كما أكد أن عقار السوفوريكسانت suvorexant ينقصه فقط الموافقة من الهيئة العامة للغذاء والدواء FDA حتى تتمكن الشركة من استخدامه بشكل رسمي، كما أكد البروفيسور سايمن أن المثير في الدواء هو اختلاف أسلوبه وطريقة عمله عن الأدوية الأخرى المستخدمة في علاج الأرق، حيث أن هذه الأدوية تعمل على زيادة النعاس، أما عقار السوفوريكسانت suvorexant فهو يعمل على تثبيط هرمون يسمى الأوريكسين Orexin، وهو هرمون يعمل صباحا على الجسم ليجعله مستيقظا، وذلك ما جعل الدواء مختلفا في طريقته وقدرته على العلاج بشكل أفضل فعالية من الأدوية الأخرى .

◄ تجارب الدواء : أكد الدكتور دبليو جوزيف هيرينغ، الطبيب، أن الدراسة التي نشرتها الشركة هي نتيجة لتجارب متعددة وجرعات مختلفة من الدواء سوفوريكسانت. تم اختبار الدواء على 60 مريضا يعانون من الأرق واضطرابات النوم في مختبر نوم خاص، حيث تم وضعهم في بيئة مشابهة لمنازلهم وجوها طبيعيا. تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين، حيث تم تعطي مجموعة الدواء الوهمي (دواء مماثل لسوفوريكسانت ولكن لا يحتوي على المادة الفعالة) لمدة أربعة أسابيع، ثم تم إعطاء الدواء الحقيقي سوفوريكسانت. أما المجموعة الثانية، فتم إعطاؤها سوفوريكسانت الحقيقي لمدة أربعة أسابيع ثم تم استبداله بالدواء الوهمي المشابه لسوفوريكسانت بشكل سري. ولم يكن أفراد المجموعتين على علم بنوعية الأدوية التي تناولوها، ولكنهم كانوا يعلمون فقط أنهم يتناولون دواء تجريبيا لعلاج الأرق .

◄ نتائج التجربة : كان هدف هذه التجربة تحديد كفاءة الدواء والفروق بينه وبين الدواء الوهمي، وكان الهدف الثاني قياس كفاءة النوم، وهي قدرة المرضى على النوم لمدة ثمان ساعات متواصلة دون قلق. يجدر بالذكر أن المرضى كانوا يستيقظون خلال النوم بمعدل 101 دقيقة، ولكن بعد استخدام العقار سوفوريكسانت، ارتفعت نسبة كفاءة النوم من 3٪ إلى 15٪. وانخفض متوسط استيقاظهم بمعدل يتراوح بين 21 و37 دقيقة يوميا. وبعد هذه التجربة والنتائج، قال الدكتور ريتشارد سايمن، مدير مركز كاثرين سيفيرينز ديمينت لاضطرابات النوم، إن النتائج الأولية تبدو صغيرة وغير مجدية بالنسبة للبشر الطبيعيين، ولكنها تعني الكثير للمرضى المصابين بالأرق واضطرابات النوم. فهذا الفارق الصغير يمكنهم من الشعور بتحسن وجعلهم يعيشون حياتهم الطبيعية بشكل جيد، وكذلك يمكنهم أداء وظائفهم اليومية بشكل أفضل من قبل، نظرا لأن المعدلات التي يحققها العقار تعد أفضل بكثير من المعدل الطبيعي وتمكنهم من تحسين جودة حياتهم. وأشار إلى أن المرضى المصابين بالأرق يشعرون بتحسن عند زيادة ساعات النوم بمتوسط يومي يتراوح بين 15 و20 دقيقة، ويمكن للعقار تحقيق هذا المعدل بشكل أفضل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى