الطبيعةنباتات

عام صحة النباتات

تعتمد بعض الشعوب رأسمالها على المحاصيل الغذائية في بعض البلدان، وقد يحدث ضرر كبير نتيجة لإلحاق الضرر بتلك المحاصيل وفقدانها بسبب الآفات والأمراض التي تصيب النباتات المختلفة. فإنه لا يتسبب في خوف فقط من تقليل العائد المادي من الزراعة، بل لأنه يؤثر سلبا على ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على هذه المحاصيل كمصدر رئيسي للدخل في المجتمعات الريفية الفقيرة.

الحفاظ على النبات من البكتيريا

هناك العديد من الأشجار حسب البحوث العلمية والزراعية لا تحتاج إلى البكتريا حتى لا تفقد مياهها بشكل سريع مما يعجل من إتلافها والبعض الآخر يحتاج إلى البكتيريا والفطريات التي تصنع التربة الملوثة التي تحتاجها النباتات لتزدهر، والنباتات الموجودة في الطبيعة هي مصدر الهواء الذي نتنفسه ومعظم الأطعمة التي نتناولها بشكل مستمر، ولكن غالبًا ما يتم تجاهل كيفية الحفاظ عليها بصحة جيدة، حتى تكمل مسيرتها ودورتها الزراعية ويمكن أن يكون لهذا نتائج مدمرة، فهناك عدد لا بأس به من المحاصيل الغذائية تُفقد بسبب الآفات والأمراض النباتية وعدم الحفاظ عليها من البكتيريا سنويًا.

عام 2020 لصحة النبات

المحافظة على ثروة الزراعة في جميع أنحاء العالم هي أمر حيوي. تم اختيار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2020 كسنة دولية لصحة النبات، وتم اتخاذ هذا الاختيار بناء على عدة مفاهيم، بسبب تدهور صحة النبات بشكل متزايد. لم يكن هذا مفاجئا بل كان نتيجة لتغير المناخ والأنشطة البشرية التي ساهمت بشكل كبير في تدهور النظم الإيكولوجية التي تؤثر سلبا على الزراعة وتقليل التنوع البيولوجي وإنشاء مجالات جديدة يمكن للآفات الازدهار فيها وتدمير ما يصل إلى 40٪ منها. في الوقت نفسه، تضاعفت حجم السفر والتجارة الدولية ثلاث مرات خلال العقد الماضي، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة، ويمكن أن تنتشر الآفات والأمراض بسرعة في جميع أنحاء العالم، مما يتسبب في أضرار كبيرة للنباتات المحلية والبيئة. 

الصنوبر في نيماتودا

دولة نيماتودا التي تنمو فيها أشجار الصنوبر تواجه مشكلة خطيرة بسبب نوع من آفات الدود التي تسبب مرض الذبول في أشجار الصنوبر، وهذا يشكل خطرا كبيرا على اقتصاد الدولة التي تعتمد بشكل كبير على زراعة هذه الأشجار، وقد تم اكتشاف هذا المرض لأول مرة في الغابات البرتغالية في العام 1999، وقد أدت هذه الأزمة إلى خسارة كبيرة في الإنتاج الزراعي للدولة، ولتفادي انتشار المرض، قامت البرتغال بترسيم أراضيها بأكملها لمنع انتشار الآفة، وأنشأت منطقة عازلة بطول 20 كم على الحدود الإسبانية.

من حيث التكلفة تعتبر حماية النباتات من الآفات والأمراض أكثر فعالية وخاصة في حالات الطوارئ الصحية الكاملة، ولكن جاءت العديد من البحوث لتعرب عن استيائها لأنه غالبًا ما يكون من المستحيل القضاء على الآفات والأمراض النباتية بمجرد أن وجودها، وتستغرق إدارتها الكثير من الوقت وهي أيضا مكلفة بشكل كبير قد يفوق إصلاحها قدرات الدول المالية ولذلك فإن الوقاية أمر بالغ الأهمية لتفادي التأثير المدمر للآفات والأمراض على الزراعة وسبل كسب العيش والأمن الغذائي والعديد منا يلعب دورًا فيه.

تقليل استخدام المبيدات

يحمي تفادي استخدام المواد الكيميائية وتجنب المبيدات البيئة والكائنات الحية الطبيعية والملقحات وأعداء الآفات والأشخاص والحيوانات التي تعتمد على النباتات. ومع ذلك، تعتمد هذه القدرات على الإدارة المتكاملة للآفات والتقنيات المتطورة التي تتبع النظام الإيكولوجي وتجمع بين استراتيجيات وممارسات الإدارة المختلفة لزراعة المحاصيل الصحية.

النبات والتنمية المستدامة

يعيش أكثر من 820 مليون شخص حول العالم مع سوء التغذية وعدم الصحة الجيدة، وهذا العدد يزداد بدلا من الانخفاض رغم التطورات الحديثة. ومع ذلك، تتحرك الدول نحو تعديل السياسات والإجراءات لتعزيز صحة النباتات وتحقيق الأهداف المستدامة “1 و 2” للقضاء على الفقر والجوع، والتي تؤثر على نفس العدد الذي ذكر سابقا.

الحفاظ على النباتات

لدينا عدة طرق وفقا للأبحاث الزراعية التي أكدت بشدة أهمية الحذر الشديد عند جلب النباتات والمنتجات النباتية عبر الحدود في عمليات الاستيراد والتصدير. يجب علينا جعل التجارة في المنتجات النباتية والمصانع آمنة عن طريق الامتثال للمعايير الدولية لصحة النبات وعدم المخاطرة في تقديم منتجات زراعية غير مستوفاة للمتطلبات الصحية. يجب أيضا الاستثمار في تنمية القدرات الصحية النباتية والبحث والتواصل، مما يساعد على تعزيز نظم الرصد والإنذار المبكر لحماية النباتات وصحة النبا.

صحة النبات و منظمة الفاو

أصدرت منظمة الفاو العديد من البيانات لتوعية العالم بأن النباتات هي الأساس الجوهري للحياة على الأرض، والدعامة الأكثر أهمية في تغذية الإنسان والحفاظ على صحته، وبالتالي يجب عدم إغفال أهمية صحة النباتات، وأن تغير المناخ والأنشطة البشرية يؤثر على النظم الإيكولوجية ويقلل من التنوع البيولوجي ويهيئ الظروف التي تسمح للآفات بالنمو والعيش، لذا فإن الوقاية أفضل من العلاج.

وفي الدراسات التي قام بها الخبراء في منظمة الفاو العالمية، تم تقدير أنه يجب زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة تقدر بحوالي 60 % بحلول عام 2050، لتلبية احتياجات عدد أكبر وأكثر ثراء من السكان بشكل عام. وتركز السنة الدولية للصحة النباتية في المقام الأول على منع انتشار الآفات والأمراض النباتية، مثلما يحدث في حالة صحة الإنسان. فالوقاية من الأمراض أكثر فعالية وأقل تكلفة من إدارة حالة طوارئ صحية بالكامل.

ومن منطلق أهمية دورها في هذه المنطقة تقود (الفاو) والاتفاقية الدولية لوقاية النباتات الآن الجهود العالمية لحماية النبات، والعمل على تنسيق الجهود العالمية لإدارة الآفة والحد من انتشارها من خلال تطوير وتعزيز تقنيات مبتكرة للرصد والإنذار المبكر، وتزويد الحكومات والمزارعين بأفضل الأدوات والمعارف لمحاربة هذه الآفة.

الأمم المتحدة و عام الصحة النباتية

لم تقف الأمم المتحدة إطلاقا كشاهد على مرور الأحداث، بل اتخذت من عام 2020 فرصة لجعله عام الصحة النباتية الدولي، وذلك لزيادة الوعي العالمي حول كيفية حماية صحة النباتات والمساهمة في الحد من الجوع والفقر وحماية البيئة وتعزيز التنمية الاقتصادية. ولهذا السبب، أصبح من الواضح أن صحة النباتات هي النظام الذي يستخدم مجموعة من التدابير للسيطرة على الآفات والأعشاب الضارة والكائنات المسببة للأمراض ومنع انتشارها في مناطق جديدة بشكل خاص من خلال التفاعل البشري والتجارة الدولية.

– هذا العام، يعيش المواطنون حول العالم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتخصيص الموارد اللازمة وزيادة التزام العالم بصحة النبات. يهدف ذلك إلى رفع مستوى الوعي العالمي بأهمية حماية صحة النبات للمساعدة في القضاء على الجوع وتقليل الفقر وحماية البيئة وتعزيز التنمية الاقتصادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى