يتصل معظم الناس بالثقافة الفرنسية بباريس، حيث تعد مركزا للأزياء والمأكولات والفن والهندسة المعمارية، ولكن الحياة خارج مدينة الأضواء متنوعة جدا وتختلف حسب المنطقة. فرنسا ليست لديها ثقافة فقط، بل كلمة “ثقافة” تأتي من فرنسا وتستمد من المصطلح الفرنسي نفسه، والذي بدوره مشتق من colere اللاتينية، وهذا يعني أن تميل إلى الأرض وتنمو، وترمز إلى الزراعة والرعاية. وقد تأثرت الثقافة الفرنسية بالعادات والتقاليد السلتية والغالودية الرومانية وكذلك الفرانكس .
ما هي أبرز العادات والتقاليد الفرنسية
التقاليد والعادات الفرنسية تحمل جاذبية خاصة للأجانب، حيث أن الثقافة الفرنسية تشتمل على عدد قليل من القواعد الاجتماعية الهامة، مثل تحية الناس بشكل صحيح، وهي الطريقة الأولى لإبراز انطباع جيد عنك. وعلى الجانب الآخر، إذا فشلت في تحية شخص بشكل صحيح، فهذا يعتبر أيضا أكبر طريق للإساءة إلى شخص ما .
1- التحية الرسمية في فرنسا
في فرنسا، من المنطقي أن تقول صباح الخير أو “بونسوار” عندما تصادف أحدا، حتى لو كان غريبا. وعلى سبيل المثال، عند دخولك إلى مكتب الطبيب، من المعتاد أن يتم الترحيب بالأشخاص الموجودين في غرفة الانتظار، ويجب عليك القيام بذلك أيضا عند دخولك إلى متجر صغير أو مقهى في طريقك. وعند مخاطبة شخص لا تعرفه، يجب أن تبدأ المحادثة بـ”بونجور مادام/موسيو”، ولا يوجد اسم آخر ضروريا أو متوقعا. وعلى سبيل المثال، إذا كنت تستقل حافلة المدينة وترغب في شراء تذكرة، فلا تطلب فقط شراء تذكرة على الفور، بل يجب أن تقول “صباح الخير موسيو” ثم تطرح سؤالك .
2- تقاليد العلاقات
تتميز الأسر الفرنسية عموما بالتلاحم، حيث تقضي الأسر المباشرة وقتا معا خلال الأسبوع، ومن المعتاد أن يتناولوا الغداء أو العشاء مع الأسرة الموسعة في عطلات نهاية الأسبوع، وقد انخفضت معدلات الزواج في فرنسا بشكل ملحوظ خلال الـ 12 سنة الماضية، ويفضل العديد من الأشخاص الزواج المدني بدلا من ذلك، حيث يبرم عقد PACS الرسمي الذي يمنحهم حقوقا قانونية مماثلة لحقوق المتزوجين، ولكن ليس كل الحقوق، وعلى الرغم من أنه تم إقرار القانون في عام 1999 لمنح الأزواج من نفس الجنس الحماية القانونية والمالية المتزايدة، إلا أن عدد الأزواج المثليين الذين يبرم عقد PACS قد زاد، ويمكن أن يرجع ذلك جزئيا إلى حقيقة أن الأزواج من نفس الجنس يحق لهم الزواج قانونا في فرنسا .
يتصرف الفرنسيون بشكل أكثر حذرا من الأمريكان، خاصة مع الأشخاص الغرباء أو المعارف الجدد، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر أو حتى سنوات حتى يتعودوا عليهم. وفي بعض الحالات، قد لا تتم دعوتك إلى منزل فرنسي، خاصة بين الأجيال الأكبر سنا، ولكن ذلك لا يعني أن هذا الشخص لا يحترمك، ستجد أن الفرنسيين، سواء تمت دعوتك إلى منازلهم أم لا، يمكن أن يكونوا أصدقاء وجيران مخلصين تجاه بعضهم البعض .
3- عادات وتقاليد الطعام والشراب
معروف للجميع أن المطبخ الفرنسي يحظى بتقدير كبير في فرنسا وحول العالم. وعلى الرغم من أن مصطلح `المطبخ الفرنسي` يستخدم عموما ليشمل جميع الأطعمة من فرنسا، إلا أن لكل منطقة تخصصاتها الخاصة وأساليبها المميزة، والتي تعتمد عادة على المكونات المحلية. على سبيل المثال، في مناطق مزارع وساحلية في نورماندي، يتم إنتاج أطباق تشمل المأكولات البحرية والتفاح ومنتجات الألبان مثل الزبدة والقشطة والجبن. وفي بورجوندي بالقرب من مناطق تربية الماشية، يعتبر Boeuf Bourguignon، اللحم المطبوخ في النبيذ الأحمر، كلاسيكيا مشهورا .
وفي جنوب بروفانس يفضل استخدام زيت الزيتون بدلا من الزبدة في الأطباق التقليدية، وعادة ما تحتوي هذه الأطباق على الطماطم الطازجة والثوم والأعشاب مثل الريحان وإكليل الجبل والأوريجانو. وفي المقابل، يميل الألزاس، الواقع بالقرب من الحدود الألمانية، إلى تقديم أطباق لحم لذيذة ومخلل الملفوف وغيرها من الأطعمة التي تحمل تأثيرا ألمانيا .
4- آداب السلوك العام في فرنسا
في فرنسا، يتوقع عموما من الناس أن يتصرفوا بشكل سري ومظاهر المودة العامة شائعة، ويفضل أن تتحدث بنبرة هادئة، خاصة في المطاعم. على الرغم من صحة هذا الاعتقاد أو عدمه، يتمتع الأمريكيون بسمعة جيدة في التحدث بصوت عال في الأماكن العامة. لذا، إذا كنت ترغب في أن تكون نموذجا للأدب في المجتمع الفرنسي، عليك تعديل نبرتك وفقا لذلك .
5- آداب الضيوف في فرنسا
يمكن للشخص أن يكون ضيفا في منزل فرنسي ويشعر وكأنه في حقل ألغام إذا لم يكن على دراية بالثقافة، ولكن معظم الفرنسيين يغفرون للأجانب الذين يمارسون ثقافتهم طالما كانت ضمن حدود الحشمة، ويمكنك إقناع المضيفين الفرنسيين عن طريق معرفة قواعد آداب الضيوف .
لا تصل أبدًا في الموعد المحدد لحفل العشاء الفرنسي، حيث يعتبر الوصول في الوقت المناسب قليلاً وقحًا، حيث أن المضيفين لا يزالون ينهون اللمسات الأخيرة على الأطباق، ويكون الوصول بعد 10-15 دقيقة من الوقت المحدد مهذبًا، ولكن لا تصل بعد هذا الوقت بالطبع .