ظروف بعثة موسى عليه السلام
نبذة عن النبي موسى عليه السلام
يعرف هو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وقد ذكر الله قصة موسى عليه السلام بتفاصيلها في القرآن الكريم الذي نزل على نبينا محمد.
أرسل الله النبي موسى عليه السلام إلى فرعون، الذي تعاظم وتجبر في الأرض وظلم أهلها، وقال الله تعالى: إن فرعون تعاظم في الأرض وجعل أهلها شيعا، يظلم طائفة منهم ويذبح أبناءهم ويستعبد نساءهم، فهو من المفسدين. سورة القصص (4)
أراد الله أن يمن على بني إسرائيل وينجيهم من فرعون الفاجر والمتكبر، فأعطاهم العديد من الحجج والبراهين، ولكن فرعون كفر بآيات الله واستكبر عن اتباع الحق، فغرقه الله هو وجنوده.
قصة ولادة النبي موسى
في عهد فرعون، كان يأمر بقتل الأطفال في سنة ويتركهم في سنة أخرى. ولد هارون، شقيق موسى، في السنة التي تم الإعفاء فيها من قتل الأطفال. أما موسى فولد في السنة التي كان فيها القتل محتملا، لذلك خافت أمه عليه ووضعته في تابوت وأرسلته في البحر بوحي من الله تعالى. وقد التقطه أهل فرعون بعد ذلك ليكون سبب هلاكهم. وقال الله تعالى في سورة طه الآية 39: `ألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني`
عندما راى فرعون موسى طالب بقتله، لكن امرأة فرعون قالت: آية في القرآن الكريم تروي قصة ورده الله إلى أمه بعد رفض كل النساء لرضاعته إلا هي وحدها، ليشاء الله أن يجمع بين الأم وابنها.
اشتداد عود موسى عليه السلام
اكتمل بناء النبي موسى عليه السلم، وبلغ سن الرشد والحكم والنبوة في عامه الأربعين، وقد مر موسى عليه السلام في أحد الايام فوجد رجلين يقتتلان، واحد من شيعته أي اسرائيل والآخر من مصر، فطلب الإسرائيلي من موسى المساعده، فلبى موسى ندائه وقتل المصري دون قصد منه، إنما كان يريد تخويفه فقط.
تاب موسى عليه السلام بعد ذنبه، لكنه وجد الإسرائيلي مرة أخرى يتصارع مع رجل قبطي، فرفض موسى مساعدته وحاول الإمساك به، ولكن الإسرائيلي قال له: (أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا الأمس). سورة القصص
ثم علم موسى بعد ذلك أن الوشاية قد تمت به إلى فرعون، وأن فرعون سيعاقبه، فخرج سيدنا موسى عليه السلام من مصر، واستقر في مدينة مدين، وتزوج من إحدى الفتيات التي يقال إنها ابنة سيدنا شعيب عليه السلام، وبعدما أكمل موسى الأجل الذي تم الاتفاق عليه في رعاية الغنم، قرر العودة إلى مصر مع زوجته، وضلوا الطريق بين الشعاب والجبال، وفي تلك الليلة لم تكن النار مضاءة.
كليم الله.. سيدنا موسى عليه السلام
عندما ذهب موسى ليستطلع أمر النار التي وجدها في لحف الجبل، ناداه الله تعالى وأخبره بالرسالة وأن هذه الدنيا فانية، وأن العمل من أجل الآخرة، وأن الله سيحاسبنا على جميع أعمالنا سواء كانت خيرًا أو شرًا.
وقال تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} طه 17
فأجابه موسى عليه السلام: (هي عصاي التي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولدي بها مقاصد أخرى) (18) سورة طه،
حمل موسى عصا بسيطة، فأمره الله بإلقائها، فتحولت إلى ثعبان طويل وسريع الحركة، فخاف موسى منه، لكن الله تعالى طمأن قلبه وأمره بأن يذهب به إلى فرعون.
المعجزة الثانية من معجزات النبي موسى عليه السلام، التي أكرم الله بها سيدنا موسى عليه السلام، هي أن يدخل يده في جيبه فيتحول لونها إلى الأبيض وتخرج نورا يذهل من يراها، وعندما يعيد اليده إلى جيبه تعود يده للون الأصلي.
بعثة موسى عليه السلام إلى فرعون وظ
خصائص رسالة موسى عليه السلام: أمر الله تعالى موسى عليه السلام بالذهاب إلى فرعون وملئه من أجل دعوتهم إلى عبادة الله وحده، والالتزام بشريعة الله تعالى، وطلب موسى عليه السلام أن يشد الله عضده بأخيه هارون
عندما ذهب موسى وأخوه هارون لمقابلة فرعون ، استقبلهم فرعون بسخرية واحتقار ، على الرغم من أن موسى كان قد أظهر الإحسان واللطف مع الإسرائيليين رغم الإساءة التي تعرضوا لها. وعندما حاول موسى إخبار فرعون برسالته، اتهمه فرعون بالجنون وتوعده بالسجن إذا اتبع إلهًا غيره – أي إذا تخلى عن إله فرعون كما يزعم.
في هذه اللحظة، رأى موسى آيات الله ومعجزاته، حيث قام موسى بإلقاء عصاه فتحولت إلى حية تسعى، فتحير فرعون من هذا البرهان، ورأى موسى البرهان الثاني وهو يده التي خرجت بيضاءة من جيبه، فاتهمه فرعون بالسحر وجمع السحرة، ولكن الله تعالى أخبر موسى بأنه سوف ينتصر على هؤلاء.
قال تعالى:عندما جاء السحرة، قال لهم موسى: “ألقوا ما أنتم ملقون”. فلما ألقوا، قال موسى: “ما جئتم به هو سحر، ولكن الله سيبطله، إن الله لا يصلح عمل المفسدين”. ويحق الله الحق بكلماته، وسيثبت الحق ويبطل الباطل، ولو كره المجرمون
وألقى موسى عصاه التي لم تترك شيئا من الحبال والعصي التي ألقاها السحرة إلا أتت عليه، وكان ذلك حجة واضحة جدا، فآمن السحرة وسجدوا لله تعالى، على الرغم من تهديد موسى لهم بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم إذا اتبعوا رسالة موسى، لكنهم اختاروا رضا الله على فرعون، وتمنوا أن يغفر الله لهم ذنوبهم التي ارتكبوها في الماضي.
طغيان فرعون على موسى وقومه
بعض بني إسرائيل آمنوا برسالة فرعون، لكن فرعون كان يسيء لكل من آمن بها ولم يقبل الحق وعاند بكفره وتكبره وجحوده، وكانت هناك امرأة من بيت فرعون آمنت بالله ودعته أن يبني لها بيتًا في الجنة وينجيها من أفعال فرعون الظالمة والمتمردة.
أرسل الله تعاالى الضفادع إلى قون فرعون فملأت كل مكان، وقد طلبوا من موسى عليه السلام أن يدعو ربه لكيشف عنهم هذا البلاء فلما كشفه عادوا لما نهوا عنه، وقد أرسل عليهم الطوفان، والجراد، والقُمَل، والدم فصارت المياه كلها دم، وفعلوا ذات الشيء الذي فعلوه من أجل الضفادع، ثم استمروا في طغيانهم.
خروج موسى عليه السلام وقومه من مصر
ظل فرعون يستمر في تكبره وتعاليه في الأرض، ولم تنفعه الآيات التي أرسلها الله لهدايته، وظل يستمر في التنكيل بالمؤمنين والظلم في الأرض، وأمر الله موسى عليه السلام بأن يخرجهو ومن آمن معه من بني إسرائيل من أرض فرعون.
غضب فرعون من فعل موسى عليه السلام، وقرر مطاردته بمساعدة جنوده، وتجمع الجنود للإمساك بموسى، واقترب فرعون وجنوده من موسى، وكانت نهاية موسى وشبه دون شيء، لكن الله تعالى أوحى إلى موسى (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق)، وهذا ما حدث في سورة الشعراء
فصار البحر آمنًا لموسى ومن اتبع من المؤمنين، وأغرق الله تعالى فرعون وجنوده، وقد آمن فرعون بالله تعالى عندما غشيته سكرات الموت، وقال آمنت بالذي آمن به بنو إسرائيل، لكن الله تعالى لم يقبل إيمانه، لأنه آمن مع فوات الآوان، حتى موت فرعون جعله الله عبرة لمن اعتبر، إذ نجى بدنه إلى وقتنا الحالي.