تعدّ هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير بين الأفراد، وخصوصًا في فترة الطفولة والمراهقة، ومن الممكن أن تستمر لفترة طويلة إذا لم يتم توجيه الشخص بشكل صحيح لتصحيح هذا السلوك الخاطئ.
ومن بين التعاريف الأخرى التي تم ذكرها لهذه الظاهرة أنها طريقة يستخدمها الشخص للتعبير عن حالته النفسية، حيث يعتمد على استخدام الأدوات الكتابية أو الكلمات للتعبير عن الأمور التي يرغب في نقلها للآخرين، أو من خلال كتابة جمل بواسطة الألوان، ومن الممكن أيضا أن يعتمد على الرسم كوسيلة لنقل هذه الأفكار إلى أكبر عدد من الأشخاص، وبالتحديد الأشخاص الذين لا يفهمون طريقة الكتابة المستخدمة على الجدران.
أسباب ظاهرة الكتابة على الجدران
الأسباب النفسية
وتشمل أسباب الكتابة على الجدران كل العوامل التي تؤثر على الحالة النفسية للفرد، وتشمل أيضا الانفعالات المرتبطة بشكل مباشر بالبيئة التي يعيش فيها، مما يؤدي إلى تعرض الفرد للانفعالات التي تؤثر على حالته النفسية، مثل التعرض المستمر للنقد أو الغضب المستمر الذي يحفز الفرد على الكتابة على الجدران للتخلص من الضيق الذي يشعر به، وتؤثر هذه الانفعالات بشكل خاص على الأطفال الذين يكتبون على الجدران للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم الخاصة للأشخاص المحيطين بهم.
الأسباب الاجتماعية
تعد الظروف الاجتماعية هي أحد أبرز الأسباب التي تتسبب في انتشار تلك الظاهرة، حيث أنها مرتبطة بشدة بتأثير العوامل الاجتماعية على الفرد الذي يقوم بالكتابة على الجدران وشخصيته، ومن أبرز تلك العوامل التقليد فعندما يشاهد شخص يقوم بالكتابة على الجدار قد يتفهم أن ذلك أسلوب من الأساليب التحفيزية التي تدفع الفرد لأن يقوم بالتقليد في الكتابة على الجدران بالتالي.
أسباب لا إرادية
هي الأسباب التي يتحكم بها العقل الباطن في الإنسان، وتدفعه لبعض التصرفات الغير قابلة للسيطرة. ومن الأمثلة على هذه التصرفات كتابة الجدران، والتي يمكن أن تكون ناتجة عن العداء والتمرد، مثل محاولة التخريب في الممتلكات العامة أو الخاصة، أو السلوك العدواني مثل كتابة صفات سيئة أو شتائم موجهة لأي شخص.
الدعاية والإعلام
تعتبر واحدة من الأسباب العامة التي لا تنتمي إلى شخصية فرد ما، وترتبط بكتابة على الجدران، بشكل خاص في الأماكن العامة التي يكون فيها تجمع كبير من الأشخاص، والهدف من تلك الكتابة هو استخدام أسلوب التسويق بشكل غير مباشر، من خلال جذب الناس لقراءة الكلمات المكتوبة في الإعلانات الموجودة على الجدران.
طرق علاج ظاهرة الكتابة على الجدران
هناك عدة طرق يمكنها المساعدة في حل مشكلة الكتابة على الجدران، ومن أبرزها إعادة توجيه الأفراد وتقديم المساعدة لهم للتخلص من هذه العادة السيئة، وذلك من خلال تعزيز دور المدارس والمؤسسات التعليمية في توعية الناس بأضرار هذه الظاهرة، وتوفير العلاج التأهيلي المناسب للأفراد الذين يعانون من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالسلوك العدائي، والذي قد يعتمد على استخدام الكتابة على الجدران كوسيلة غير صحيحة للتعبير عن الذات. ويمكن مساعدة الأطفال في التخلص من عادة الكتابة على الجدران من خلال توفير بدائل أخرى مثل الأوراق والدفاتر للتعبير عن أنفسهم من خلال الرسم والكتابة.
الرأي الاجتماعي
أظهرت الدراسات الاجتماعية التي أجريت حول هذه الظاهرة أنها غير متحضرة تمامًا وتتعارض مع الذوق العام، ومن الضروري أن تتدخل الحكومات المحلية لمعالجة هذه الظاهرة وأن تنفذ حملات إعلامية تهدف إلى توجيه ونصح الناس بالحفاظ على نظافة المدينة.
يمكن للحكومة المحلية إقامة جدار حر للسماح للأشخاص الذين لديهم أي مقترحات أو شكاوى بكتابتها على الجدار، حتى يستفيد الجميع منها، لأن الألفاظ التي تكتب على الجدران في الشوارع غير لائقة، ويمكن أن يتعرض أي شخص للإساءة إن كتب شيء مسيء على جدار منزله، فيجب على الشاب أن يفهم أن ما يقوم به هو إساءة للوطن، وأن هناك العديد من الكتابات المخجلة التي تخدش الحياء وتعرض على الجميع بدون استئذان، وهذا يعد جريمة أخلاقية وليس جنائية، لذلك لا يجوز أن ينخفض المستوى الأخلاقي والمعنوي لدى الشباب.
وهنا بعض الطرق التي يمكن استخدامها لمعالجة ظاهرة الكتابة على الجدران، مثل توجيه الناس عن طريق شاشات العرض الكبيرة في الشوارع والميادين، أو من خلال المدارس والعمل على متابعة وملاحقة كل من يقوم بتلك الأعمال ليكون عبرة للآخرين.