ظاهرة بادر ماينهوف أو وهم التردد
ما هي ظاهرة بادر ماينهوف “وهم التردد”
تظهر ظاهرة بادر ماينهوف عندما يظهر شيء تعلمه المرء حديثا فجأة في كل مكان، على سبيل المثال، عند البحث عن نوع معين من السيارات، ستجده في كل مكان من حولك، وهناك سببان لهذه الظاهرة
- أولاً الانتباه الانتقائي مما يعني أن العقل يبحث عن مزيد من المعلومات حول هذا الموضوع دون وعي.
- ثانيا، التحيز التأكيدي يعني في كل مرة تشاهد فيها شيئا متعلقا بالموضوع، يخبر الدماغ أنه دليل على أن الموضوع أصبح مهما بشكل سريع
أطلق على هذه التأثيرات اسم `وهم التردد` من قبل العالم أرنولد زويكي في عام 2006، ويعود الاسم الأصلي إلى السبعينيات، لكن اسم بادر ماينهوف يشير إلى جماعة إرهابية ألمانية. تم تسمية هذه الظاهرة باسم الجماعة الإرهابية من قبل أحد المشاركين في منتدى عبر الإنترنت في منتصف الثمانينيات، بعد قراءته عن المجموعة الإرهابية وملاقاته لاسم الجماعة مرتين خلال 24 ساعة، على الرغم من عدم وجود أي علاقة له بالعصابة
بسبب عدم معرفة الباحث عن سبب هذه الظاهرة وعدم وجود اسم بديل أفضل للطاهرة، فإن الاسم بقي ثابتًا إلى الأبد. واليوم، يفضل علماء النفس اسم “وهم التردد” بسبب سهولة النطق.
أمثلة على ظاهرة بادر ماينهوف
- التسوق
ظاهرة بادر ماينهوف الأكثر شيوعا تحدث عندما تذهب للتسوق، فإذا كنت ترغب في شراء أحذية رياضية بيضاء، فسوف تجدها في كل مكان تتسوق فيه، وستلاحظ أن متاجر الأحذية تعرض خيارات بيضاء أكثر من المعتاد، وسترى الأشخاص الذين يرتدونها وقد تجد بعض المحلات التي تقدم خصومات أيضا
إذا كان يشاركك التسوق، فلن يلاحظ وجود الحذاء أعلى من المعتاد
- شراء الأشياء باهظة الثمن
تلاحظ هذه الظاهرة عند شراء سلع ذات تكلفة أعلى مثل السيارة أو المنزل، وعندما تكتشف شيئا أكثر تكلفة، يعتبر عقلك أنه أفضل بسبب تعلمك منذ الطفولة أن السلع ذات الجودة الأفضل تكلف أكثر، وبالتالي تتخذ نفس القرار تلقائيا
عندما يصبح شخص مقتنعًا بأن شيئًا ما هو الأفضل، يبدأ في رؤيته على أنه الخيار الأفضل، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الميزانية الخاصة به لشراء هذا العنصر، وهذا الشعور بالرغبة والتردد الزائد يؤدي إلى زيادة النفقات دون التفكير في القرار أو تقييم قيمته الحقيقية.
- فرص الاستثمار
عندما يسمع شخص عن فرصة استثمارية جديدة من صديقه، فإنه قد يختار الاستثمار في الأسهم أو العقارات أو الصناديق المشتركة، وعندما يكتشف إمكانية كسب المال، يسمع عن الأشخاص الذين أحرزوا ملايين من هذه الفرصة، ويلاحظ وجودهم في كل مكان في الحياة الواقعية وعلى الإنترنت
قبل أن يسمع الشخص عن الاستثمار في هذه الوسيلة، لم يكن يعرف أبدًا أن الأشخاص من حوله يفعلون ذلك بالفعل، ويعتقد أن الناس بدأوا الاستثمار مؤخرًا، ولكن الحقيقة هي أنهم كانوا موجودين من حوله منذ زمن.
يؤدي نفس السلوك إلى ارتفاع الأسهم وانخفاضها، ولعبت عقلية مماثلة دورا في زيادة العملة المشفرة، حيث قفز الأشخاص الذين ليس لديهم أي فكرة عن blockchain مباشرة، معتقدين أنها منجم ذهب، ومن المؤكد أن الأخبار انتشرت بسرعة خلال فترة قصيرة، لكن العقل بدأ يسمع عنها من كل الأشخاص مؤخرا
- تعلم كلمة جديدة
غالبًا ما يظهر الوهم الترددي عندما تتعلم كلمة جديدة وتجدها تستخدم بشكل متكرر في الصحف والمقالات، وفي بعض الأحيان يشعر الشخص بأنه يجب استخدام الكلمة في الموقف الذي يواجهه، ويعد هذا المثال أحد أشهر الأمثلة على ظاهرة بادر ماينهوف.
- التسويق
تتمثل إحدى التكتيكات الرئيسية للتسويق في تحفيز العقل بالمنتج الذي تحاول الشركة بيعه، وتستخدم الإعلانات التلفزيونية نفس الأسلوب لترسيخ العنصر في الذهن.
- مواقع التواصل الاجتماعي والتجارة الإلكترونية
عند البحث عن منتج معين على الإنترنت، يتم عادة العثور على منتجات مماثلة في كل موقع، ولكن هذا لا يعتبر بادر ماينهوف، حيث تستهدف مواقع التسوق هذه الإعلانات بناء على ما يبحث عنه الأشخاص
عند استخدام الإنترنت ، يقوم المتصفح بتخزين نتائج البحث والأشياء التي يشاهدها المستخدم، ويستخدم المعلنون هذه البيانات لمحاولة البيع، إذا بحثت عن جهاز تلفزيون على Amazon مؤخرًا فإنه يخزن هذه المعلومات، عندما تكون على Facebook تستخدم Amazon هذه المعلومات لعرض الإعلانات المدفوعة.
تعود الإعلانات المتكررة التي تراها عبر الإنترنت إلى أسلوب تسويق مقصود يستخدمه البائعون.
كيف نتغلب على ظاهرة بادر ماينهوف أو وهم التردد
لا يمكن التخلص من ظاهرة بادر ماينهوف أو وهم التردد، ولكن يمكن فقط التحكم في تصرفاتك عن طريق الوعي، عندما تشعر برغبتك في شراء ساعة أو دراجة أو ملابس جديدة، سوف تبدأ في ملاحظتها من حولك، بغض النظر عن ما تفعله، لا يمكن تدريب عقلك على تجنب هذه الملاحظة، ولكن في المرة القادمة التي تواجه فيها هذا التأثير، يمكنك تذكير نفسك بسبب حدوثه، وبذلك يمكن تجنب العواقب مثل اتخاذ قرار خاطئ أو إنفاق أموال إضافية عن طريق الوعي