ادب

طريقة إلقاء قصة

ما هو فن القصة

القصة” تعتبر نوعا من أنواع الأدب، وتتميز بالإثارة والتشويق، وهي مجموعة من الأحداث التي يرويها المؤلف سواء كانت من خياله كأديب أو من الأحداث الواقعية التي مر بها، بما في ذلك القصص التاريخية العظيمة التي سجلتها كبار المؤرخين، والتي تعتبر دروسا للحاضر والمستقبل.

تتميز القصص بأنها تجارب مليئة بالحكم والنصائح، وتفيد المستمع أو القارئ في تجنب الكثير من الأمور الخاطئة التي قد يقع فيها، وربما تكون حياة أخرى تسمح للمشاهد أن يعيشها في ساعات من حياته. فالقصص تأخذ الناس في رحلة إلى حيوات جديدة مميزة وتأخذهم إلى عوالم ربما لا يذهبوا لها في الواقع، حيث يرون كثيرون من الكتاب والمؤلفين أن عالم القصة فن ساحر يمكنه أن يخترق الناس ويزرع في نفوسهم الكثير من المعاني ويسافر بهم إلى أماكن لم تطأها قدمهم.

القرآن الكريم هو أعلى الكتب السماوية في العالم، ويحتوي على أفضل القصص، وذلك لأن الله تعالى يستخدم القصص كأمثلة لعباده لكي يتعظوا ويفهموا ويدركوا الواقع والحقائق. وفي سورة يوسف يقول الله عز وجل: “نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك من القرآن، وإن كنت من قبله لمن الغافلين.

طريقة سرد القصة

طريقة سرد القصة أو إلقائها تعتبر أحد العوامل الرئيسية في نجاح القصة، حيث قد تكون القصة مكتملة بالعناصر والأركان التي تجعلها من أفضل القصص التي كتبها المؤلف على الإطلاق، ولكن إذا لم تكن طريقة السرد جذابة فقد يشعر المستمع بالملل أو يفقد الاهتمام، كما قد يمكنه فهم القصة ولكن بدون فهم الغرض الحقيقي منها، وبذلك يفشل الهدف الأساسي للقصة.

لإلقاء القصة بطريقة صحيحة، يجب دراسة فن القصة ومعرفة عناصرها، ويجب أن يكون لدى الراوي معرفة كافية بعلم الإلقاء وأسلوب جذاب. وكما هو الحال في أي أدب، يتطلب ذلك الدراسة والمعرفة الكافية. وتتضمن طرق إلقاء القصة

  • صوت الراوي

لابد من أن يكون الراوي لديه صوت قوي، وجذاب، كما يجب أن يكون الصوت واضح ومميز، ومخارج الألفاظ واضحة، ويجب أيضاً أن يعرف راوي القصة كيف يتحكم في طبقات صوته، ومتى يغير صوته ليجذب المستمع أو ليشعره بأن هناك حدث مهم في القصة، كما يجب أن يغير من وتيرة الصوت وفقاً للمواقف والأحداث.

  • تعبيرات الوجه

ينبغي على راوي القصة أن يشعر بالتأثر مع الأحداث ويغير تعبيرات وجهه بما يجعل المستمع يشعر بالبراعة في تمثيل الحدث والاندماج مع الراوي.

  • استخدام الأيدي في التعبير عن الأحداث

تؤثر الحركة بشكل عام على الأحداث بشكل كبير، كما تساعد حركة الأيدي في الاندماج والتأثر مع القصة وتوضيحها.

  • تمثيل القصة

يجب أن يحتوي عنصر الإلقاء على العديد من العوامل الداعمة له، بما في ذلك التمثيل للأحداث، واستخدام الجسد والمهارات اللازمة، مثل إظهار الحس الفكاهي أو المهارة التمثيلية لدى الراوي.

  • لا تشعر المستمع بأن القصة خيالية

يجب الانتباه إلى المصداقية عند سرد القصة، حيث ينبغي أن يشعر المستمع بأن القصة حقيقية أو على الأقل منطقية، وينبغي ألا يشعر المستمع بأنه يستمع إلى أسطورة لا أساس لها من الصحة ولا يمكن حدوثها في الواقع.

استراتيجيات سرد القصة

يجب على الراوي أن يكون على دراية بإستراتيجية القصة، حتى يتمكن من التخطيط بشكل جيد لروايتها بطريقة جذابة ومميزة، وللوصول إلى الهدف الحقيقي من روايته للقصة. وبدون التخطيط الجيد، لا يمكن للقصة أن تحظى بالاهتمام المطلوب

  • جذب المستمع

يعتبر جذب المستمع من البداية أحد العناصر الأساسية والجوهرية في القصة، إذا لم ينتبه المستمع من البداية فقد يكون من الصعب إبقاء تركيزه فيما بعد، لذلك يجب أن يكون الراوي ذكيا ويبدأ القصة بما يستطيع أن يجذب المستمع، مثل طرح أسئلة تشغل تفكيرهم وتجعلهم جزءا من القصة.

  • الزمان والمكان

لا يخفى على الروائيين ومؤلفي القصص أن ظرفي الزمان والمكان من الأمور الجذابة جداً في رواية القصة، إذ تساعد على نقل المستمع من مكان لأخر، وتساعده على الاندماج بشكل فعال في القصة، ولاسيما أن ذكر الزمان والمكان يجعل المستمع قادر على التخيل ومحاكاة الأحداث والشعور بها وكأنه يراها، كذكر زمن قديم أو وقت كالمساء أو الصباح.

  • التركيز على الحدث المهم

لابد من دراسة الجمهور جيداً، ومعرفة أن الجمهور بشكل عام يهمه الحدث الرئيسي ويكره الأحداث السردية التي لا طائل منها، وغرضه الأساسي معرفة النهاية، لذلك يجب التركيز على الحدث الأساسي طوال القصة والتفرع قليلاً ثم العودة، على أن يكون ذلك بشكل متناغم ولا يشعره بالركاكة ولا الملل، ولا التوتر.

  • السرد المنطقي للقصة

القصة في النهاية هي فن، ويجب أن تكون القصة دائمًا منطقية ومرتبة وتحمل قيمة وهدفًا، حيث تشبه المقطوعة الموسيقية اللطيفة المليئة بالدفء واللذة والإثارة، ولكن يجب أن تتضمن بداية ونهاية وتسلسلًا منطقيًا لكل أحداثها، حتى لا يشعر القارئ أو المستمع بالملل.

  • اجعل للقصة نهاية واضحة

يجب على الراوي أن يشبع حاجة المستمع في النهاية، حتى يتحقق الهدف الأساسي من القصة وهو إسعاد المتلقي، فالقصص التي تنتهي دائمًا بطريقة غير واضحة أو مفتوحة تثير استياء المستمع وتجعله يشعر بأن هناك شيء ناقص أو أنه لم يستفد شيء من القصة.

  • مشاركة الجمهور في القصة

يمكن طرح الأسئلة على الجمهور بطريقة تشاركية وفعالة، حتى يشعر الجمهور بالاندماج في القصة والتفاعل مع الراوي، ويساعد ذلك على توسيع مخيلة الجمهور وتوقع النهاية.

عناصر سرد القصة

يجب على الراوي أن يكون على درايةٍ كافيةٍ بعناصر القصة النموذجية، إذ إن القصة فنٌ وعلمٌ يجب أن يتم تحضيرها بطريقةٍ صحيحةٍ ومميزة، ويجب أن تحتوي القصة على:

  • الفكرة

القصص الفارغة من الأفكار لا تعتبر فنًا أو قصةً حقيقيةً، ولا تستحق الاهتمام من المستمعين ولا تحصل على إعجابهم.

  • ترتيب العناصر

يجب أن تكون القصة منظمة وواضحة في عناصرها، وتتناول الأفكار بشكل منفصل حتى لا يحدث اختلاط عند الاستماع.

  • الحبكة

تشير المصطلح الحبكة إلى المهارة الخاصة بالكاتب في دمج الأحداث وتفاعل الشخصيات بشكل فعال، وتشمل عنصري الارتفاع والهبوط في الأحداث.

  • الأشخاص

ينبغي احترام الخصوصية الفردية لشخصيات القصة وتطورها بشكل منطقي وطبيعي مع سير الأحداث.

  • الصراع

يجب الحفاظ على الصراع في القصة، فبدونها لا طائل منها ولا تكون ممتعة، حيث يبحث المستمع دائمًا عن الصراع والمنافسة والتحدي.

أساليب رواية القصة

يجب على الراوي استخدام إحدى الأساليب التي تساعده على توضيح قصته، وتشمل أساليب رواية القصة ما يلي:

  • استخدام الرسوم المتحركة أو الإيضاحية أثناء القيام بعرض القصة.
  • يمكن أن يكون استخدام الأيدي وتعبيرات الوجه أسلوبًا كافيًا وفريدًا لعرض القصة.
  • يمكن استخدام النماذج التي تساعد على فهم القصة، خاصة عند سردها للأطفال.
  • عرض القصة باستخدام الكمبيوتر.
  • يعتبر عرض القصة بطريقة تفاعلية مع المتلقي من أفضل أساليب سرد القصص، حيث يجعل الجمهور مشاركًا في القصة ومتفاعلًا بشكل كبير معها.
  • سرد القصة بطريقة الأفلام الوثائقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى