ادعية واذكاراسلاميات

طرق دفع البلاء

هذه الحياة هي مكان الاختبارات التي جعلنا الله – عز وجل – نعيش فيها أصعب أنواع المحن، لكي ندرك أنه لا يوجد راحة أو سعادة إلا في الحياة الآخرة. ويجب علينا أن نعلم أنه لا يمكن لأحد سوى الله – عز وجل – أن ينقذنا من البلايا. إنه الذي يعاملنا بفضله وكرمه دائما، لذا يجب أن نؤمن أنه لا يمكن لأحد سواه أن يزيل الضيق عنا. وهناك مجموعة من المفاتيح والطرق التي يمكنها مساعدتنا في التغلب على البلايا التي قد يقدرها الله لنا .

طرق دفع البلاء

مثل ما خلق الله الداء فأنه قد خلق له الدواء ، لذلك فأن هناك مجموعة من الأدوية التي يمكن للعبد المسلم أن يتسلح بها ، ويجعلها وقاية له ، وشفاء من كل بلاء في هذه الدنيا ، ولكن يجب أن يعلم المسلم أن البلاء في ظاهره يكون نقمة ، ولكنه في الحقيقة نعمة من الله – عز وجل – فأن كل ألم يعصر قلب الإنسان ، وكل بلاء ينزل به يكون له أجر كبير من الله ، أن صبر واحتسب ، وظن بالله خيراً  ومن أهم ما يمكن أن يدفع به المسلم البلاء هو :

تقوى الله تعالى

التقوى هي ما يتم قراره في القلب وتطبيقه عن طريق الأفعال، ولذلك قليلون هم الذين يصلون إلى هذه المرحلة من الإيمان، فإن الله -عز وجل- يقول في كتابه الكريم: `ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدرا`، فتقوى الله هي أحد أهم الأسباب التي يمكن أن تحمي الإنسان من البلاء وترفعه إلى منازل عالية في الآخرة .

الدّعاء

هناك العديد من الأحداث التي يتم ذكرها حول النبي – صلى الله عليه وسلم – والدعاء. من أهمها أن الدعاء هو وسيلة للتواصل بين العبد وربه، وأن الله – عز وجل – يستجيب للدعاء. وهناك العديد من القصص التي تثبت أن الدعاء يمكن أن يحدث معجزات. وكما قال ابن القيم عن فوائد الدعاء: (الدعاء هو من أفضل الأدوية، وهو عدو البلاء، ويحمي منه ويشفي منه، ويمنع حدوثه، ويخفف منه عند حدوثه) .

كثرةُ الاستغفار

الاستغفار هو وسيلة فعالة للتخفيف من المصائب والابتلاءات. وقد روى الصحابة والتابعون الصالحون العديد من القصص الحقيقية عن فضل الاستغفار وتأثيره الإيجابي في حياة الإنسان. فقد قال الله سبحانه وتعالى: `وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ۚ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون`، وبهذا فإن الله يخبرنا أن المستغفرين لا يتعرضون لعذابه في الدنيا أو الآخرة، وأن الاستغفار من أفضل الأسلحة التي يستخدمها الإنسان لصرف البلاء عنه .

الصّلاة بخشوع وحضور

الرسول – صلى الله عليه وسلم – أكثر ما كان يوصى به الصحابة – رضوان الله عليهم – أن يصلوا كثيراً حتى يرفع الله عنهم الضر ، والبلاء ، و أمرنا أن نصلى عند كل خسوف شمس أوكسوف قمر فقال -صلى الله عليه وسلم – : (فافزَعوا للصلاةِ) ، وجاء  في رواية أخرى: (فصلُّوا حتى يُفرِّجَ اللهُ عنكم).

دفع البلاء بالصدقة

يجب على المؤمن أن يعلم أن دفع البلاء يكون من نوع الشيء الذي ابتلاه الله – عز وجل – به، فإذا كنت مريضا فعليك مساعدة مريض آخر في الشفاء من مرضه، وإذا لم تكن قادرا على الإنجاب فعليك التصدق على الأيتام، وإذا كنت تريد أن يسعدك الله بتحقيق ما تريد فعليك التصدق على الفقراء حتى لو كان بالقليل، لأن الله يضاعف لمن يشاء. إن التصدق هو محور مهم يمكن من خلاله الله أن يكشف عنك البلاء ويطهرك من الذنوب، وأمرنا المختار – صلى الله عليه وسلم – بالتصدق في العديد من الأحاديث .

حُسْن الظّن بالله 

  1. الخطأ الذي يقع فيه معظم الناس في الحياة هو أنهم، عند وقوع البلاء، يعتقدون أنها نهاية العالم واختبارا من الله لهم. ولكن لا يقع هذا في عهد الله. إن الله يرسل البلاء لنا كرحمة، ليطهرنا من الذنوب. يجب على المؤمن أن يتوكل على الله – عز وجل – ويقول إنا لله وإنا إليه راجعون في أي وقت يواجه فيه البلاء، وأن يحسن الظن بأن قضاء الله هو الخير وأن يبقى صبورا .
  2. هناك العديد من قصص الأنبياء التي توضح أن الصبر والتوكل على الله – عز وجل – هما مفتاح النجاة في كل الأوقات.
  3. في قصة موسى -عليه السلام-، عبرة لنا، حيث واجه موسى وشعبه البحر من الأمام وجيش فرعون من الخلف، وقال بعض أصحاب موسى: “إنا لمدركون”، ولكن موسى -عليه السلام- كان يثق بالله -تعالى- ويحسن الظن به، فأجابهم: “كلا إن معي ربي سيهدين”، ونتيجة لثقته بالله تعالى وحسن ظنه، نجا موسى ومن آمن به من الغرق، وحدثت معجزة عظيمة عندما انشق البحر ليعبر موسى ومن معه بأمان، ثم أغلق بعد مرور فرعون وجنوده .
  4.   ولنا في نوح – عليه السلام – عبرة وآية عندما كان يصنع سفينة في الصحراء القاحلة قال: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ) ، فلم يتأخّر فرجُ الله -تعالى- له، حيث قال الله تعالى: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ*وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ*وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) ، وكانت نجاة لنوح – عليه السلام – وكل من أمن به من قومه .

دعاء رفع البلاء والهم

  1. يا الله، أنت من يحميني وتسندني، أثق أنك ستزيل عني الهم والمحنة، وتعامل بلطف معي، فأنت الذي أنقذتني من أعظم الهموم والمحن، وستفعل ذلك في هذه المرة. لك الحمد على كل ما أنا فيه وعلى ما مضى وما سيأتي في حياتي.
  2. أنت القادر على كل شيء، أنت المقدم والمؤخر، وأنت الذي يمكنه رفع البلاء عني ومنحي العفو والعافية في الدنيا. أرجو أن تفرج همي وكربتي وتزيل عني كل ما يسبب لي الهم والبلاء، يا أرحم الراحمين .
  3. كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عندما يصاب بالبلاء والهموم: `اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عادل في قضاؤك. أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.` وقد أخبرنا أنه لا يقول هذا الدعاء أحد إلا أزال الله همه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى