تواجه بعض الأمهات صعوبة في إطعام الأطفال الرضع الأطعمة اللينة والجديدة التي يتذوقونها لأول مرة ولا يستسيغونها، ويعود ذلك إلى عدة أسباب. ففي سن الثمانية إلى عشرة أشهر، يبدأ الطفل في رفض أو قبول ما يريده، ولذلك تجدينه يرفض الطعام الذي لا يعجبه. كما أنه قد يشعر بالخوف من تجربة تناول طعام جديد غير الحليب، وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل بالتسنين، وهذا يعتبر سببا قويا لرفضه تناول أي طعام جديد لم يتعود عليه، وتكون حالته النفسية متقلبة في هذه الفترة. ومن أهم الأسباب أيضا لرفض الطفل تناول الطعام الجديد أنه قد يكون مريضا، مثل الإصابة بنزلات البرد أو ارتفاع درجة الحرارة، وفي هذه الحالة يتضاءل شهيته وبالتالي لا يقبل الطعام الذي لا يحبه. وكما تعلمين، عزيزتي، أن الأطعمة اللينة تختلف عن طعامنا، وقد يرفض الطفل طعمها ولا يحبه، خاصة إذا لم تحتوي على سكريات مثل الخضراوات، وبالتالي ستجدينه يفضل الفواكه ويرفض تناول الخضار. وفي هذا المقال، سنقدم لك بعض الحلول والنصائح التي تمكنك من التغلب على هذه الظاهرة ورفض طفلك للأطعمة الجديدة .
نصائح للتغلب على رفض طفلك الرضيع تناول الطعام الجديد واللين :-
يجب إعطاء طفلك المساحة الكافية للحرية وتركه يتناول طعامه بمفرده ليلمسه ويكتشفه بنفسه ويتذوقه، حيث يحب الأطفال الاعتماد على أنفسهم حتى وهم صغار، لأنهم يلاحظون الكبار يتناولون الطعام بمفردهم ويحبون تقليدهم، ولكن يجب الاهتمام بمراقبتهم من بعيد حتى لا يؤذوا أنفسهم .
يتمتع الأطفال عادةً بشغف بتعدد الألوان والأشكال، لذلك يمكن استخدام طبق ملون جذاب ومزين بأشكال كرتونية مثل تلك التي يرونها على التلفاز لجذب انتباههم إلى الطعام الذي يتناولونه .
في سن الثمانية والعشرة أشهر، يحب الطفل اللعب دائما ويستمتع بألعابه أكثر من أي وقت مضى. استغلي هذه الفرصة وقدمي له بعض الأطعمة التي يمكنه تناولها بيده، ولا تقيديه بمكان محدد لتناول الطعام. دعيه يأخذ حريته في اختيار مكان اللعب الذي يرغب فيه، حتى يتقبل أي طعام تقدمينه له مثل الجبن الطري، أو الجزر المسلوق، أو التفاح المقشو .
ينصح باختيار أنواع الأطعمة التي يتناولها طفلك بعناية، دون الاهتمام بكميتها بقدر الاهتمام بنوعيتها وتنوعها، حتى يتمكن الطفل من تحديد ما يحب وما لا يحب، ويمكن توفير الطريقة المناسبة لتشجيعه على تناول الأطعمة التي يرفضها أكثر من غيرها.
يجب ترك الطفل يختار ما يريد تناوله من بين مجموعة متنوعة من الأطعمة، ولا ينبغي إجباره على تناول أطعمة معينة أو معاقبته إذا لم يكمل طعامه، حتى لا يحدث تأثير عكسي ويصبح متمردًا على تناول الطعام بشكل عام .
– الأطفال يحبون مشاركة الام في جميع الأنشطة التي يقومون بها ، سواء في اللعب أو حتى في الطعام ، فلكي تشجعي طفلك على تناول طعامه نظمي أوقات وجباته مع أوقات تناول الوجبات مع الأسرة كلها ، ولا بأس إذا تناول قطعة صغيرة كنوع من المشاركة من الطعام الذي تتناولوه حتى يتشجع أكثر ويقبل على إنهاء وجبته .
تتطلب عملية إطعام الطفل صبرًا كبيرًا، لذا يجب أن تصبري ولا تتذمري وتحاولي تقديم الطعام له على مدار اليوم .
يمكن للأمهات إعداد وجبات شهية وجذابة لأطفالهن عن طريق وضع الطعامفي الطبق على شكل أشكال مختلفة، مما يحفِّز الأطفال على تناولها، مثل رسم دبدوب أو شخصية معينة باستخدام الأطعمة المتوفرة .
ينبغي تقليل كمية الطعام في كل وجبة للطفل كي لا يفقد شهيته بسبب الكمية الكبيرة التي يتناولها، ويجب تذكير أن معدة الطفل صغيرة جداً ككف يده الصغيرة .
كما ذُكر سابقًا، يعاني الأطفال من فقدان الشهية بسهولة وسرعة بسبب صغر حجم معدتهم، ولذلك يُنصح بعدم تقديم أية مشروبات أو حلوى للطفل مباشرةً قبل وجبة الطعام، حتى لا يشعر بالامتلاء ويُرفض الطعام .
إن رفض طفلك تناول طعام جديد في البداية لا يعني بالضرورة أنه سيمتنع عنه دائمًا، لذا كرري محاولة إطعامه وجربي تغيير طريقة تحضير الطعام وإضافة مكونات جديدة لعله يستسيغ المذاق ويحبه .
من الطبيعي أن يعبر الطفل عن رفضه لتناول الطعام بإغلاق فمه أو صراخه أو دفع الطبق بقوة بيديه ليبعده عنه. في حال حدوث ذلك، لا تتعصبي وتعاملي الأمر بحكمة وروية حتى لا يتعود الطفل على تكرار نفس السلوك في كل وجبة لا يحبها .
تشجعي طفلك على مشاهدتك وأنتِ تقومين بإعداد طعامه، لأنه سيشعر بأنه يشاركك في إعداد وجبته الخاصة وسيشجع ذلك على تناول الطعام .
يجب تشجيع طفلك على تناول الطعام مع أطفال أصدقائه إذا كان لديهم أطفال في نفس عمر طفلك، حيث يحب الأطفال تقليد بعضهم البعض ويشعرون بالسعادة عندما يفعلون الشيء نفسه .
قد يحتاج طفلك إلى بعض الترفيه خارج المنزل، ولا يوجد مانع من ذلك، فتناول الطعام في الخارج – سواء في الحديقة أو النادي أو حتى على شرفة المنزل – سيشجعه كثيرًا على تناول طعامه وإنهائه كاملاً دون أن يشعر بهذا، لأنه سيكون مشغولًا بالمناظر الطبيعية المحيطة به .