طرق التدريس في اليابان
تختلف طرق التدريس في اليابان عن معظم دول العالم، وقد أثبتت هذه الطرق فاعليتها، حيث نجح نظام التعليم في اليابان في أن يكون الأكثر تميزًا بين أنظمة التعليم العالمية خلال فترة قصيرة، ولذلك بدأت العديد من الدول في البحث عن طرق التدريس في اليابان.
أسباب تقدم التعليم في اليابان
التعليم في اليابان إلزاميا
تنقسم الدراسة في اليابان مثلها مثل باقي الدول إلى 4 مراحل رئيسية، تبدأ بالمرحلة الابتدائية، ثم المتوسطة، ثم المرحلة الثانوية فالمرحلة الجامعية، ولكن يختلف التعليم في اليابان كونه إلزاميا على جميع الطلاب، حيث يقوم الطفل بداية بتعلم اللغة اليابانية بجانب الفنون والموسيقى والعلوم والرياضيات، وتعد التربية الأخلاقية من المواد الأساسية الإلزامية التي يقوم الطالب الياباني بتعلمها.
الأخلاق قبل العلم
تعزى أسباب تقدم التعليم في اليابان إلى اهتمام المدارس ببناء شخصية الطفل منذ الصغر، ويتم ذلك من خلال التربية والأخلاق التي تعتبر أحد أركان التعليم في اليابان، وتكون دراساتهم إلزامية، وقد يصل احترام التلميذ لأستاذه إلى مستوى العبادة.
الاهتمام بروح العمل الجماعي
لا يوجد في المدارس اليابانية عمال نظافة، حيث تهتم تلك المدارس بتعليم الطفل مبادئ النظافة الشخصية، وكيفية الحفاظ على نظافة مدرسته والبيئة التي يعيش فيها، وتعلم المدرسة أيضا الطالب أن نظافة الفصل ودورات المياه ليس بالأمر المخجل والمهين، بل طريقة لتحمل المسؤولية، والحث على العمل الجماعي.
سنة دراسية بلا إجازات
تكون الدراسة في اليابان ممتدة طوال أيام السنة، ولا تتعدى الإجازة المدرسية مدة 6 أسابيع، بل قد تصل إلى 3 أسابيع في السنة، ويرى الكثيرين أن هذا النظام قد يكون صعبا على الأطفال، ولكن تقدم المدارس اليابانية جميع سبل الترفيه، والتعليم، لجميع الطلاب بحيث يقضي الطالب معظم أوقاته في المدرسة.
الاجتهاد أولا
تعتمد طرق التدريس في اليابان على اجتهاد الطالب وليس ذكائه، حيث يتم تقييم الطالب المجتهد بشكل أفضل من الطالب الذكي في المدرسة، ويتعلم الطالب بأهمية الاجتهاد كوسيلة للحصول على منصب مرموق في المستقبل.
ننجح معا أو نرسب معا
في اليابان، لا تعتمد استراتيجيات التدريس على الدروس الخصوصية، بحيث يتم إما نجاح جميع الطلاب في الصف، أو فشلهم معا، وتركز المدارس اليابانية على روح الجماعة في جميع جوانب التعليم، بما في ذلك النجاح والفشل، وتضع الطلاب دائما في منافسة شريفة مع بعضهم البعض.
الإنتماء إلى المدرسة
تعلم المدارس اليابانية الطلاب والمعلمين حب الانتماء إلى المدرسة والدولة، ولذلك لا يوجد طالب يتخلى عن حضور المدرسة أو يتأخر عن موعد الحصص، ولا يوجد أيضًا معلم يتذمر من عدد الحصص الدراسية، وذلك بسبب الروح الوطنية المتجذرة في ثقافة المدرسة والمجتمع الياباني، مما يؤدي إلى خلق جو دراسي مناسب لتعلم العلوم والمعارف المختلفة.
التصنيف العالمي للتعليم
يعتبر التصنيف العالمي للتعليم أحد الأدوات الهامة التي تستخدمها الأمم المتحدة لتحديد أولوياتها، ويعد مؤشرا مهما لتقييم التنمية البشرية. يتم تحديد ترتيب الدول بناء على جودة التعليم الذي يقدمها لمواطنيها. تختلف النظم التعليمية في العالم بشكل كبير من حيث الهيكل ومحتوى المناهج، مما يجعل من الصعب مقارنة الأنظمة التعليمية الوطنية مع تلك الموجودة في الدول الأخرى.
يوفر التصنيف العالمي للتعليم إطارًا شاملا لتنظيم برامج التعليم والتأهيل باستخدام تعريفات متفق عليها دوليًا ، وذلك لتسهيل مقارنة أنظمة التعليم في جميع البلدان.
يعتبر تصنيفاً مرجعياً عالمياً يستخدم على نطاق واسع لتصنيف أنظمة التعليم، ويتم الاحتفاظ به وتحديثه بانتظام من قبل معهد اليونسكو للإحصاء بالتشاور مع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية والإقليمية.
طرق التدريس اليابانية للرياضيات
أثبتت الدراسات أن اليابانيين لديهم القدرة على تدريس الرياضيات بطرق فعالة لطلابهم، تعتمد على المهارات الأساسية مما يجعلهم مختلفين عن باقي الدول، وهذه هي طرق التدريس في اليابان بينما تواجه البلدان الأخرى صعوبات في تعلم الرياضيات، وذلك لأنها تفتقر لأساليب بناء المهارات الأساسية التي يحتاجها الطلاب لتعلم الرياضيات ذات المستوى الأعلى.
طرق التدريس في اليابان
اكتشف اليابانيون وجود طريقتين في نظام التدريس لتحقيق التقدم والتغيير وهما:
- تمحور التدريس حول الطالب: باستخدام هذه الطريقة، يُقلِّلُ المعلمُ من دوره النشط حيث يُركِّز الطلابُ بأنفسهم ويفكرون بحريةٍ دون تدخلٍ من المعلم.
- يستفيد المعلمون من دراسة الدروس، حيث ابتكر اليابانيون هذه الطريقة لتحسين أساليب التدريس الخاصة بهم. يقوم المعلمون بإجراء دراسات مع معلمين آخرين لمساعدتهم في تطوير أساليبهم، وبذلك يتطور المعلمون ويتغير وفقًا لاحتياجات طلابهم.
- حل المشاكل المنظم: يعود سبب تقدم اليابانيين في طرق التدريس إلى ايجاد حل منظم للمشكلة، ويهدف المعلمون من ذلك إلى تحفيز اهتمام الطلاب بالموضوع، وتشجيعهم على المشاركة والتحليل خلال الأنشطة التعاونية.
- هناك الكثير من الأنشطة التي يتم فيها التركيز على حل المشكلات بواسطة الطلاب، والهدف منها تعليم الطلاب حل الموضوعات بطريقة أكثر تعمقا، حيث أنهم يحصلون على حلول المشكلات وفقا للمشكلات المعطاة لهم، وسيكون المعلم دوره إرشادي في تعلم الدروس، وسوف يقومون بمساعدة الطلاب في مناقشة كيف توصلوا إلى إجاباتهم مع باقي الطلاب، وبذلك يتعرف الطلاب على المفاهيم والإجراءات بشكل أفضل.
اساسيات التدريس في اليابان
تعتمد طرق التدريس في اليابان على عدة محاور هي:
- التخطيط الدائم: يجب على المعلمين أن يخططوا بعناية للدروس التي سيقومون بتدريسها للطلاب وكيفية تدريسها. يجب البدء في التخطيط من اليوم الأول ، وكذلك تقديم المشكلات المناسبة لموضوعات الدراسة للطلاب.
- منحهم حرية الإجابة: يجب أن يتمتع الطلاب بالقدرة على التفكير الذاتي في كيفية التعامل مع المشكلات التي يواجهونها، لأن ذلك سيساعدهم على فهم الموضوع بشكلٍ أعمق.
- لديها حلول ومناهج مختلفة: يقوم المعلمون بإعداد إجابات بديلة، حيث يتعيَّن عليهم تقدير كيفية التعامل مع المشكلة والطرق المختلفة لحلها.
- يجب أن يكون المعلمون منفتحين: يجب على المعلم أولاً قبول وفهم كيفية حل المشكلة من قِبَل الطلاب، حيث يشجع المعلمون الطلاب على التفكير والابتكار في طرقهم الخاصة لحل المشكلات، ويعتبر هذا الأسلوب جوهر حل المشكلات المنظم، حيث يشارك الطلاب ويتعلمون
الفرق بين المدارس اليابانية والأمريكية
تختلف طرق التدريس في اليابان عن طرق التدريس في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يعتمد التركيز الأكبر في المدارس اليابانية على تعليم الأخلاق والأخلاقيات، حيث يتم تدريس المواد الأساسية مثل الرياضيات، والعلوم، والموسيقى، والتربية البدنية ولكن الأخلاق تعتبر مادة منفصلة كاملة ولها كتب دراسية وحصص مخصصة لها.
التعليم هو الأساس لنمو البشر وتختلف البلدان في طرق تقديم المنهج الدراسي لطلابها، ليصبحوا جزءا من ثقافتها الفريدة، ومن بين الدول التي قدمت نموذجا رائعا لهذه التجربة هي اليابان، وقد قامت بعض الدول العربية، بمصر في الأساس، بإنشاء مدارس يابانية على أراضيها، واعتماد طرق التدريس اليابانية كأساليب تعليمية فيها.