ضغوط العمل قاتلة للرجال أكثر من النساء المصابات بامراض السكري والقلب
قد يسبب عملك وفاتك إذا كنت معان من ضغوط وإجهاد كبيرين، فالتوتر قاتل في مجال العمل. يعرف الجميع آثاره وأسباب حدوثه. ومع ذلك، يجب على الفرد أن يدرك أن الإجهاد يسبب ضررا أكبر للرجال أكثر من النساء، خاصة لأولئك اللذين يعانون من أمراض القلب والسكري.
عندما نعمل بجد لتحقيق شيء ما، فإننا ننشغل بشكل كبير ونغفل عن ما يسمى بالإجهاد. ولكن عندما نعمل بشغف لتحقيق هدفنا، فإن العمل الشاق الذي نقوم به يسمى بالعاطفة. لذا، يجب أن تجعل شغفك لمهنتك يساعدك على التغلب على الإجهاد في حياتك العملية. ودعنا نلقي نظرة على ما تكشفه الدراسات حول الآثار المميتة للتوتر على الرجال والنساء.
يعتبر كل من مرض السكري وأمراض القلب من أكثر الأمراض المميتة التي تؤثر على غالبية الناس، وتتطلب العناية الطبية والتشخيص الصحيح، وبعض الظروف قد تجعل الإجهاد عاملا مسببا لعواقب وخيمة .
نتائج البحوث والدراسات :
أظهرت الدراسات أن الرجال الذين يتعرضون لضغوطات العمل المستمرة يكونون عرضة لخطر الموت المبكر، بينما لا توجد تقارير مماثلة بخصوص النساء.
للحد من ذلك، الخيار الوحيد هو التحكم في التوتر أو تغيير نمط عملك. يشير الباحثون أيضا إلى أنه لا يهم مدى لياقتك ونشاطك؛ فالتوتر يلعب دورا مدمرا.
وفقًا للدراسات الحديثة، يعاني الرجال من معدل وفيات مبكرة يصل إلى ستة أضعاف بسبب الإجهاد في العمل، على الرغم من الحفاظ على نظام غذائي صحي ونمط حياة نشط، بينما لم يتم الإبلاغ عن وفيات مبكرة مماثلة بين النساء اللواتي يعانين من ظروف طبية مماثلة.
إحدى الأسباب المحتملة لذلك هي أن الرجال يكونون أكثر عرضة لانسداد الشرايين خلال حياتهم العملية من النساء. ومن الملاحظ أن النساء قبل سن اليأس عادة ما يكون لديهن فرص أقل للإصابة بسكتة قلبية. يرى العلماء أن تقليل ساعات العمل يمكن أن يحسن ظروف معيشة الرجال.
خلال البحث، تم اكتشاف رابط مباشر بين ضغط العمل والوفيات المبكرة لدى الرجال الذين يعانون من السكتة الدماغية والسكري وأمراض القلب التاجية. حتى بعد ضبط مستوى الكوليسترول وضغط الدم، لا يبدو أن هناك أي تحسن .
وفقًا للبحث، توجد نوعان من الإجهاد يؤثران على الناس، الأول هو التعرض لضغوط العمل الشديدة، والآخر هو اختلال الجهد والمكافأة، والذي يشير إلى تقديم الكثير من الجهد في العمل وعدم الحصول على مكافأة كافية، ويؤدي هذا غالبًا إلى الإكتئاب .
ووجدت الدراسة أن الرجال الذين يعانون من أمراض القلب ويحتاجون إلى متطلبات عمل أعلى، هم أكثر عرضة للموت المبكر بنسبة 68٪ .
لا يوجد خطر كبير في الرجال الذين يعانون من مشكلة صحية مماثلة ولا يواجهون عدم التوازن بين الجهد والمكافأة، وحتى في النساء، لم يتم ملاحظة أي خطر من الموت المبكر .
يمكن للإجهاد أن يسبب ضررا لأي شخص لأنه يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول الذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج الغلوكوز وتقليل تأثير الأنسولين، وهذا يمكن أن يتسبب في تفاقم حالة الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، بالإضافة إلى زيادة ضغط الدم وتأثيره على تجلط الدم، وهذا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأزمات قلبية حادة للأشخاص الذين يعانون من تصلب الشرايين.
من الجيد دائمًا أن تكون مشغولًا بالعمل، ولكن العمل الزائد لن يكون مفيدًا لصحتك. يموت الرجال بسبب العبء الزائد من العمل الذي يقومون به، على الرغم من أنهم يعيشون حياة صحية.
ربما يساعدك تحقيق هدف محدد خلال شهر في مكتبك على الحصول على ترقية كبيرة، ولكن عليك أن تأخذ في الاعتبار التأثيرات الضارة التي قد تؤثر على صحتك. هذا لا يعني بالضرورة أن الرجال الذين يتعاطون التبغ والكحول هم الوحيدون الذين يواجهون خطرا محتملا، فحتى أولئك الذين يحافظون على نظام غذائي متوازن يعيشون حياة محفوفة بالمخاطر.