صفات ام كلثوم بنت النبي محمد عليه الصلاة والسلام
نسب ام كلثوم وإسلامها
أم كلثوم هي ابنة الرسول، وأمها هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. وكانت لها منزلة رفيعة، واسلمت مع آل النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجرت إلى المدينة المنورة مع أمها خديجة رضوان الله عليهم، وتوفيت وهي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وإن اسماء بنات الرسول الأخرى هم: زينب، رقية، وفاطمة.
طلاق ام كلثوم من عتيبة
تزوجت أم كلثوم، ابنة رسول الله، عتيبة بن لهب، وتزوجت أختها رقية، أخيها عتبة بن لهب، ولكن رسول الله لم يكن قد تلقى رسالة الإيمان ونشر الدعوة من الله عز وجل حتى بدأت قريش بالتآمر عليه وتحاكمه، واجتمع قادة قريش وقرروا أن يجعلوا النبي مشغولا بزوجاته عن دعوته، وذهبوا إلى كل زوجة من زوجاته وقالوا لكل واحدة منهن: اتركي زوجك ونحن سنزوجك امرأة من قريش، وأبى أبو العاص أن يتزوج زوجة غير زينب، وأما أولاد أبي لهب فأجابوا فورا وطلقوا بنات النبي رقية وأم كلثوم.
عندما أنزل الله سورة المسد (تبت يدا أبي لهب وتب)، قامت عتيبة بطلاق أم كلثوم، وطلق عتبة رقية قبل أن يدخل بها، لأن أبا لهب وزوجته حمالة الحطب قصدا إيذاء النبي عليه الصلاة والسلام، وقاموا بطلاق بناتهم.
كان عتيبة من اشد الناس جحودًا برسالة النبي وقال له عندما طلقها كلمات قاسية بمعنى انه يكفر برسالته ودينه، كما تجرأ على النبي محمد عليه الصلاة والسلام فشق قميصه الطاهر، فما كان من النبي إلا أن دعا ان يسلط الله عليه كلبة، فنزل في زيارة مع قريش، فنزل عليه اسد من بين قومه فقتله.
هاجرت بعد ذلك أختها رقية وزوجها إلى الحبشة، في حين بقيت أم كلثوم مع أمها خديجة وأختها فاطمة رضي الله عنهم في مكة، وكانوا يتحملون الكثير من الضرر والاضطهاد من قريش.
زواج ام كلثوم من عثمان
بعد وفاة رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم، حزن عثمان بن عفان بشدة لأنه رأى انقطاع الوصل بينه وبين النبي، فأمر الله الرسول أن يزوجه بأخت رقية أم كلثوم بمثل مهر رقية، ولذلك لُقب عثمان بن عفان بذي النورين
لم ينجب عبد الرحمن بن عوف أي طفل من عثمان بن عفان، وظلت عندها لمدة تصل إلى ست سنوات، وكان موعد الزواج محددا في ربيع الأول، لكنه تزوجها في جمادى الآخرة في السنة الثالثة من الهجرة النبوية الشريفة.
صفات ام كلثوم رضي الله عنها
- تحملت أم كلثوم الكثير في سبيل الله، حيث تحملت مكائد قريش والإيذاء الذي تعرض له المسلمون، وتحملت أيضا قلة قليلة من نسب الرسول الطاهر، وحصار شعب أبي طالب الذي فرضته عليهم قريش، كما مرضت والدتها خديجة وتوفيت، وذلك قبل عودة رقية وزوجها عثمان من هجرتهم إلى الحبشة.
- عاشت أم كلثوم رضي الله عنها معركة جهاد في سبيل الله، وتعرضت المسلمين للاضطهاد. وشهدت إيمان حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب رضي الله عنها. وتعرضت قريش لانحرافها الذي قرروا زيادة الاضطهاد للمسلمين وحصارهم في شعب بن أبي طالب، حتى أصابهم الجوع. وفي هذا الوقت، كانت أم كلثوم تعتني بأمها خديجة المريضة، التي شعرت بقرب موعد وفاتها.
- وقفت أم كلثوم مع اختها فاطمة بجانب النبي صلى الله عليه وسلم لتصبر وتواسيه عندما حزن بوفاة زوجته خديجة رضي الله عنها، وعندما رمى كفار قريش ترابا على رأس النبي الطاهر دخل الرسول إلى منزله، فاسرعت أم كلثوم بمسح التراب عن رأس أبيها الطاهر بينما كانت تبكي، فواساها النبي بقوله: “لا تبكي يا بنيتي، إن الله مانع أباك
- تزوجت أم كلثوم بإلهام من السماء، وجعل الله صداقتها مثل صداقة أختها رقية وصحبتها.
فضل ام كلثوم رضي الله عنها
- من فضل أم كلثوم هو حزن النبي صلى الله عليه وسلم على وفاتها. وروى البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال: شاهدنا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس عند القبر، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: `هل منكم رجل لم يقم بالتوبة الليلة؟` فقال أبو طلحة: `أنا`، فأنزل، ودخل في قبرها
- زواجها من عثمان، عرض عمر بن الخطاب على عثمان ابنته حفصة ليتزوجها، لكن عثمان لم يوافق لأنه قد سمع رسول الله يذكرها فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أدل عثمان على من هو خير له منها وأدلها على من هو خير لها من عثمان))، فتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم وتزوج النبي عليه الصلاة والسلام حفصة
- من مزايا أم كلثوم هي أن الرسول عليه الصلاة والسلام صلى على جنازتها وجلس على قبرها، ونزل في حفرتها علي بن أبي طالب والفضل بن عباس وأسامة بن زيد
- من مناقب خديجة رضي الله عنها هو أنها تفوقت على عتيبة ابن أبي لهب، إذ لم يرد الله لها الزواج من هذا المشرك، بل ابتليت بخير منه، وهو عثمان بن عفان، الذي كانت له الزوجة الأفضل وكان نعم الزوج. فرضي الله عنها وأرضاها.
وفاة ام كلثوم رضي الله عنها
وفاة بنات الرسول ، ام كلثوم: اجتاح المرض أم كلثوم بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام، فبقيت في الفراش، وتوفيت في شهر شعبان سنة تسع من الهجرة، وغسلت بواسطة أسماء بنت عميس وصفية بنت عبد المطلب، ونقلت عن أم عطية قولها: دخل رسول الله علينا ونحن نغسل ابنته أم كلثوم، فقال: “اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور، فإذا فرغتن فأذنني”، فلما آذناه، ألقى حقوه إلينا، وقال: “أشعرنها إياه.
وقد صلى عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونزل في حفرتها علي والفضل، واسامة بن زيد رضي الله عنهم اجمعين، ولما وضعها في القبر قال رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام: (منها خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) سورة طه، وعن أنس: رأيت النبي جالسًا على قبرها -يعني أم كلثوم- وعيناه تدمعان فقال: “فيكم أحد لم يقارف الليلة”. فقال أبو طلحة: أنا, قال: “انزل”
بعد دفن زوجته، حزن ذي النورين عثمان بن عفان على موتها وانقطاع نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: `لو كانت عندنا ثالثة لزوجناكها يا عثمان`.