ادببوح القصيد

شعر حزين عن موت شخص عزيز

شعر عن الموت مؤثر جدا

الموت من الأزمات التي تصيب الناس بالحزن الشديد، ويزداد هذا الحزن إذا كانت الوفاة لشخص قريب منهم، ولقد كتب العديد من الشعراء قصائد عن الموت بهدف التعبير عن مشاعر الحزن والأسى التي يشعرون بها، ويعرف هذا النوع من الشعر بـ “شعر الرثاء”، ومن بين هؤلاء الشعراء الشاعر شكيب أرسلان الذي ولد في لبنان، وفيما يلي بعض أبيات قصيدته

يا عَينُ مَهما كُنتِ ذاتَ جُمودٍ

فَلَأُبكِينكِ دَماً عَلى مَحمودِ

وَلَأُمطِرَنكَ مِنَ الدُموعِ سَحائِباً

تَروينَها عَن كَفِّهِ في الجودِ

وَلَأَنتَ يا كَبِدي فَمِن نارِ الأَسى

ذوبي وَيانارُ الضُلوعِ فَزيدي

ماكُنتُ يا قَلبُ الحَديدَ فَإِن تَكُن

فَالنارُ قَد تُلوى بِكُلِّ حَديدِ

أَتُعِزُّ في مَحمودِ دَمعَةَ ناظِرِ

لَو كانَ فيهِ قَسوَةَ الجَلمودِ

مِن بَعدِ ما مَلَأَ النَواظِرَ قُرَّةً

وَغَدا مَسَرَّةَ قَلبِ كطُلَّ وَدودِ

ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ مِثلَ جَبينِهِ

شَرخَ الشَبابِ يَعودُ طَعمُ الدودِ

ما كُنتُ آمُلُ أَنَّ شُعلَةَ ذِهنِهِ

تَعدو عَلَيها اليَومَ كَفَّ خَمودِ

ما كُنتُ آمُلُ أَن نَكباءَ الرَدى

تودي بِغُصنِ شَبابِهِ الأَملودِ

وَبِكُلِّ نَفسٍ مِن أَمائِرِ نَبلِهِ

إيماضَ بارِقَةٍ وَلَمحَ شُهودِ

سَهِرَ الَيالي في وِصالِ حَقائِقٍ

وَالغَيرُ يَسهَرُ في وِصالِ الغَيدِ

ما غَرَّهُ زَهوٌ وَلا حَسَبُ العُلا

إِلّا بِمَجمَعِ طارِفِ وَتَليدِ

نَظُمَت بِهِ زَهرَ الخِلالِ كَأَنَّها

في الخودِ عَقدَ اللُؤلُؤِ المَنضودِ

قصيدة عن فراق شخص عزيز

من أجمل القصائد التي كتبت حول فراق وموت شخص عزيز، كانت قصيدة `أعيني جودا للخنساء`، التي كُتبت عند كوت أخيها في العصر الجاهلي، وفيما يلي بعض أبيات تلك القصيدة:

أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا

أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى

أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ

أَلا تَبكِيانِ الفَتى السَيِّدا

طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ

سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا

إِذا القَومُ مَدّوا بِأَيديهِمِ

إِلى المَجدِ مَدَّ إِلَيهِ يَدا

فَنالَ الَّذي فَوقَ أَيديهِمِ

مِنَ المَجدِ ثُمَّ مَضى مُصعِدا

يُكَلِّفُهُ القَومُ ما عالُهُم

وَإِن كانَ أَصغَرَهُم مَولِدا

تَرى المَجدَ يَهوي إِلى بَيتِهِ

يَرى أَفضَلَ الكَسبِ أَن يُحمَدا

وَإِن ذُكِرَ المَجدُ أَلفَيتَهُ

تَأَزَّرَ بِالمَجدِ ثُمَّ اِرتَدى

وكذلك في قصيدتها التي كانت تنعى أخاها، حيث كانت تستفسر عيناها عن سبب عدم بكائها على وفاة أخيها الذي تحبه، وهنا بعض أبيات من تلك القصيدة

يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا

إِذ رابَ دَهرٌ وَكانَ الدَهرُ رَيّابا

فَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ

وَاِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِ أَجنابا

وَاِبكي أَخاكِ لِخَيلٍ كَالقَطا عُصَباً

فَقَدنَ لَمّا ثَوى سَيباً وَأَنهابا

يَعدو بِهِ سابِحٌ نَهدٌ مَراكِلُهُ

مُجَلبَبٌ بِسَوادِ اللَيلِ جِلبابا

حَتّى يُصَبِّحَ أَقواماً يُحارِبُهُم

أَو يُسلَبوا دونَ صَفِّ القَومِ أَسلابا

هُوَ الفَتى الكامِلُ الحامي حَقيقَتَهُ

مَأوى الضَريكِ إِذا ما جاءَ مُنتابا

يَهدي الرَعيلَ إِذا ضاقَ السَبيلُ بِهِم

نَهدَ التَليلِ لِصَعبِ الأَمرِ رَكّابا

المَجدُ حُلَّتُهُ وَالجودُ عِلَّتُهُ

وَالصِدقُ حَوزَتُهُ إِن قِرنُهُ هابا

خَطّابُ مَحفِلَةٍ فَرّاجُ مَظلَمَةٍ

إِن هابَ مُعضِلَةً سَنّى لَها بابا

حَمّالُ أَلوِيَةٍ قَطّاعُ أَودِيَةٍ

شَهّادُ أَنجِيَةٍ لِلوِترِ طَلّابا

سُمُّ العُداةِ وَفَكّاكُ العُناةِ إِذا

لاقى الوَغى لَم يَكُن لِلمَوتِ هَيّابا

قصيدة عن وفاة شخص عزيز

تميزت العصر العثماني بوجود عدد كبير من الشعراء الماهرين، من بينهم الورغي الذي كتب قصيدة تعبر عن وفاة شخص ما، وفيما يلي بيت من تلك القصيدة:

أمرُ هذا الموتِ في الناس عَظُم

لاَيَخُصُّ الغَمرَ منهم بلْ يَعُمْ

بل وَرَاءَ المَوتِ كَربٌ فَادِحٌ

لَيسَ يَنْجُو منهُ إلاَّ مَنْ رُحِمْ

رَبّ رُحْمَاكَ لِمَنْ أحْيَيْتَهُ

خَيِّراً عَفاً وَقَدْ زَارَ الحَرَمْ

ابنِ خُوجَا حَمْزَةَ مُحَمدٍ

ذَاكَ كُلُّ الناس مِنهُ قدْ سَلِمْ

وَالقَهُ يَومَ التلاَقِي بِالرّضَا

في مَقام الأنس وَالعَفوِ الأتَمْ

بِالرَّسُولِ المُصطَفَى مَعْ آلهِ

صَحْبِهِ الأنجابِ أنوَارِ الظُّلُمْ

صَدّقِ اللهُمَّ مَنْ أرَّخَهُ

سَارَ مَرحُومٌ إلَى مَولى كَرُمْ

شعر عن موت اقرب الناس إليك

تُعد القصائد التي تعبر عن ألم موت الأشخاص الأقرباء من أكثر القصائد شيوعًا، ومن بين الشعراء التونسيين الذين كتبوا هذا النوع من القصائد هو الشاعر إبراهيم الرياحي، وفيما يلي بعض الأبيات التي كتبها عن الموت:

حُكْمُ المنيّةِ نافذُ الأحكامِ

والدّار ما جُعِلَتْ بدار مُقَامِ

كَمْ فتّتَتْ كَبِداً وكم أبكت دماً

ورفيع عرش ثُلَّ بعد نظام

وَلَرُبّما هان المصاب وأنتَ يا

حمّودة جلل على الأيّام

يفنى الزّمان ورُزءُ فقدِك حادثٌ

يُتْلَى على الأفواه والأقلام

إنْ تَسْخُ جامدةُ العيون بِدرِّها

فلطالما رَوِيَتْ بكأس منام

أَوْ تَلْبَسِ الدّنيا عليك حِدَادها

فَغُرُوبُ شمسِك مُؤْذِنٌ بظلام

لكم مَآثرُكَ التي خَلَّدْتَهَا

أَبْقَتْ سَنَاك وأنت تحت رُجَامِ

السُّورُ ما سَوَّاهُ إلاّ عَزْمُه

ومُشَيِّدُ الأبراج تحت ضِرَامِ

أمّا الثّغور فإنّها غُصّصُ آلْعِدَا

وشِفَا الصّدورِ لأمّة الإسلام

ولكم سَقَيْتَ الرُّعبَ من شقَّ العصا

ومَزَجْتَ كأسَ سرورِه بحمام

مِنْ بَعْدِ ما بَالَغْتَ في إرشاده

وغَضَضَتَ جفنَ الحلم غَضَّ كِرَام

حتى أطاعَكَ فيهُمُ النّصر الذي

خضعوا به قَسْراً خضوعَ لِئَام

وبلغتَ أنّك إن رَأَوْا لك عسكراً

هُزِموا بلا طَعْنٍ وسلِّ حُسَام

وغَدَتْ بذلك تونسٌ تَفْتَرُّ في

حُلَلِ الهنا عن ثغرها البسّام

محسودةً كَعُقابِ جوٍّ مَنْعَةً

بشموخها وكَمِيِّها الضّرغام

والآن فهي لفقده محزونةٌ

تبكي عليه بِكُلِّ طَرْفٍ دامي

فكأنّما عَيْنُ الحَوَاسِدِ فَوَّقَتْ

لِجَمَالِها عن قَوْسِها بِسِهَام

لمّا دعا داعي الرّضى فأجابه

مستسلماً للّه في الأحكام

فَافْسَحْ له اللّهُمَّ عندك منزلا

واسْمَحْ له بزيادة الإِنعام

ولقولتي حَقِّق بفضلك فيه إذْ

أَرَّخْت قيل ادخل لنا بسلام

كما كتب الشاعر إبراهيم الرياحي قصائد أخرى عن الموت لينعى الأشخاص الذين كان يحبهم، وذلك ليعبر عن حزنه وألمه بسبب الفراق، ومن هذه القصائد قصيدة `إلى متى اللهو والأحباب قد رحلوا`، وفيما يلي بعض أبيات القصيدة:

إلى متى اللّهوُ والأحبابُ قد رحلوا

يا من بفانية اللّذّات يشتغل

كم جرّعَتْك كؤوسُ البَيْنِ من غُصَصٍ

فالعين باكية والقلب مشتعِل

وكم نحبتَ على صبٍّ علِقْتَ به

وأصدقاءَ سُوَيدا القلب قد نزلوا

قد سافروا سَفَراً جَدَّ المَسِيرُ بهم

فيه فليس إلى رُجْعَاهُمُ أمل

وبدّلونا بسكنى حفرةٍ قبُحت

وخلّفونا وَدَمْعُ العين منهطل

وعاد حُسْنُهُمُ قُبْحاً وأُنْسُهُمُ

وَحْشاً وحزنُهم نَامٍ ومُتَّصِلُ

فالنّطق منطبِق والجفنُ منغلِق

واللّونُ منمحقُ والوصل منفصل

والأذن في صَمَمٍ والسّاقُ في سكن

واليدُّ في سدل فالكلّ منخذل

أيها المنظر، الذي ترى جماله يتلاشى

وما دهاه وحارت عنده الحِيَلُ

دهاه أمرٌ عظيم لا مَرَدَّ له

قضى به اللّهُ والإنسان يحتمل

يحقّ للعين أن تبكي لفُرقتها

أَحِبَّةً ليس في دَهْرِي لهم بَدَل

خلَّوْا فؤادي كئيبا بالفراق وقد

توطّنوا حفرةً سوداءَ تُبتذل

فَكّرْ فإِنّ نعيمَ الأمر منتقلُ

واعْمَلْ لمُلْكٍ عظيمٍ ليس ينتقل

فما يَسُرُّ امْرَءًا أهلٌ ولا وَلدٌ

وليس ينفعُ إلاّ العلمُ والعملُ

الأهل تلقى بديلاً بَعدَ مِيتِتها

والمالُ للغير قهراً عنك ينتقل

والبنت تمشي لِبَعْلٍ عنك ذاهبةً

والابنُ يبقى زمانا ثم يشتغل

باللّه يا راحلاً نحو الأحبّة سَلْ

عنهمْ وسَلِّمْ عليهم بعد إِذ تَصِلُ

وقل لهم إنّنا عنك أُسَارى أَسىً

وعن قريب إليكم نحن نرتحِلُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى